الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

العنوسة بين يا سيدي عتريس هاتلي عريس للمثنى والثلاث والرباع.. عبدالحميد: يجب الرجوع إلى هدي الله ورسوله.. زيد: تكاليف الزواج الباهظة الجاني.. والشوربجي: التعدد كحل يبني بيتًا ويهدم آخر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد العنوسة من أهم المشكلات التي تواجه العديد من المجتمعات العربية، وعلى وجه الخصوص المجتمع المصري، حيت تصل نسبة العنوسة به إلى 11 مليون فتاة فوق سن الـ35، ومعدل العنوسة في مصر يمثل 17% من الفتيات اللائي في عمر الزواج، ولكن هذه النسبة في تزايد مستمر، وتختلف من محافظة لأخرى، فالمحافظات الحدودية النسبة فيها 30%، نظرًا لعاداتها وتقاليدها، أما مجتمع الحضر فالنسبة فيه 38%، والوجه البحري 27.8%، كما أن نسبة العنوسة في الوجه القبلي هي الأقل، حيث تصل إلى 25%، ولكن المعدل يتزايد ويرتفع في الحضر، حاول العديد من العلماء والمختصون تقديم الحلول المناسبة للحد من خطورة هذا الأمر، وكان آخرها الحل الذي قدمته الكاتبة السعودية وفاء الهادي، حيث صرحت أن الحل الوحيد لأزمة العنوسة هو التعدد، فهل ستتقبل تقاليد المجتمع هذا الحل؟، وهل سترضى المرأة العربية به؟، تبقى جميعها أسئلة داخل دائرة النقاش والحوار حيث طرحتها "البوابة نيوز" على تلك الطاولة وجاءت الآراء كما يلي:-

في البداية، أكد الشيخ رفعت عبدالحميد، مدير عام بأوقاف الجيزة، أنه لا يجب علينا إطلاق الأحكام والحلول دون الرجوع لمدى صحتها من عدمها، فالتعدد بين الزوجات له شروط، أهمها أن تكون الزوجة مريضة، أو لم تقم بأداء حوائج الرجل، أو أن الرجل عنده استطاعة بدنية ومالية ويعلم أنه سيعدل بين زوجاته فهذا لم يمنعه الشرع.
فيما اختلف عبدالحميد، في مسألة أن يكون التعدد هو الحل الذي يحول بين الفتيات والعنوسة؛ لأن الكثيرات منهن يكون لديهن رأى وشروط في شريك حياتها، ليس من المقبول أن نعتقد أنها سترضى بالمتاح أمامها حتى تتخلص من عنوستها، الأمر الثاني أن الظروف التي أحاطت بالشباب جعلته لا يستطيع الزواج بواحدة فكيف سيعدد بينهما للقضاء على عنوستهم؟
وتابع حديثه قائلا: "أن الحل الوحيد للقضاء على ذلك الأمر هو تيسير أمور الزواج كما أمرنا الله ورسوله"، ولكن ما يحدث الآن بين أولياء أمور الفتيات هو الذي يدفع بهم لذلك النفق المظلم، وليس عدم وجود عدد كافٍ من الرجال، مضيفا أن عزوف الشباب عن الزواج يكمن في عدم استطاعته تحقيق كل الأمور التي تم وضعها كشروط للزواج، والتي تكون بعيدة كل البعد عن روح الإسلام وتعاليمه.
ومن ناحيته قال عبدالحميد زيد، أستاذ الاجتماع بجامعة الفيوم ووكيل النقابة العاملة للاجتماعيين: إن مشكلة العنوسة لا يمكن حلها بعامل واحد حيث تعد من المشكلات المرتبطة بالجوانب الثقافية والاجتماعية في المجتمعات العربية، مؤكدا أن المرأة في كثير من الأحيان ترفض أن تكون الزوجة الثانية.
بمعنى أنه لو تم تقنين فكرة أن التعدد هو الحل الوحيد لمشكلة العنوسة هناك قيم سائدة تحول بين تحقيق الأمر أهمها أنه ليس جميع الفتيات ستقبل أن تكون ثانية، وليس جميعهن سيقبلن أن تشاركها أخرى في زوجها ويصبح ملكا لها بنصف روح، فالمرأة غيورة بطبعها، لذلك فتقبلها لأمر كهذا غير مضمون.
وأضاف زيد، أن زواج الرجل بواحدة ليس هو الأمر الذي يجعل مشكلة العنوسة تتفاقم في البلاد، ولكن هناك أسباب أخرى أكثر أهمية تعطل سن الشباب والبنات، ولكن ترجح الأزمة عند الفتيات لأنه كلما تأخر سنها قلت فرصتها في الإنجاب، بينما الرجل مهما تأخر سن زواجه تصبح الفرصة أمامه أكبر منها تبعا لمقولة "الراجل ميعيبهوش غير جيبه".

وعلى صعيد آخر، قال زيد إن مسألة التعدد للقضاء على العنوسة قد لا تأتي بفائدة ولكن يمكن أن تعتبر هي إحدى العوامل التي من شأنها تقليل الأمر شريطة أن يتغير الجو الثقافي والاجتماعي الحاكم في مسألة الاختيارات، وتحديد المرغوب وغير المرغوب.
وعلى نقيض ما سبق رفضت هناء الشوربجي، ناشطة لحقوق المرأة أن يكون حل مشكلة العنوسة هو تعدد الزوجات، فلا توجد امرأة تقبل بذلك على كرامتها، كما أن فكرة إيجاد حل لمشكلة على حساب بيت وأسرة هو أمر بعيد كل البعد عن احترام المرأة الذي طالما نادت به الأديان السماوية.
وأضافت الشوربجي، أن حل المشكلة لا يجب أن يهدر حقوق أخريات، والتعدد في تلك الحالة يعد مشكلة بالنسبة للزوجة والأم، مؤكدة أنه يجب أن يحاول علماء الاجتماع إيجاد حلول أخرى أكثر مناسبة لتلك الأزمة، حيث تكمن أهم الحلول في التعرف على الأسباب الحقيقية للمشكلات، فالواقع يفرض علينا وضع حلول جذرية وسريعة حيث تتزايد نسبة العنوسة بشكل كبير، ولا يمكن أن يكون التعدد هو الحل حيث يجب أن تتهيأ له ظروف تسمح بذلك.