الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

سهى علي رجب تكتب: نار البيادة ولا جنة اللحية

سهى علي رجب
سهى علي رجب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعيدًا عن الجدال الدائر حول تيران وصنافير وحلايب وشلاتين و«الهرى» الإعلامى اللامحدود.. الجميع يعلم أن اللحية سُنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنا شخصيًا أحمل الكثير من الاحترام لكل لحية «حقيقية».. لحية كل شيخ أزهرى حقيقى وليس شيخًا صينيًا «تقليد»، أحترم لحية كل مسلم حقيقى يعرف صحيح دينه، أحترم لحية البابا تواضروس ولحية بابا نويل احترمها، لكن أبدًا لن أحترم لحية كل إرهابى متعصب بدءًا من لحية حسن البنا ووصولًا إلى لحية محمد مرسى.. كم من صاحب لحية قتل وخرب وسفك الدماء منذ اغتيال النقراشى باشا فى 28 ديسمبر 1948 ومرورًا باغتيال الرئيس السادات فى 6 أكتوبر عام 1981 ووصولًا إلى اغتيال أصغر مجند فى سيناء، جماعات مسلحة إرهابية لا تعرف سوى الدم بدأت بجماعة الإخوان الإرهابية ثم خرج من رحمها جماعة التكفير والهجرة ثم أنصار بيت المقدس وجند الله وحتى ما يسمى بـ"داعش"، جميعهم اتخذوا من اللحية ستارًا ليقول عنهم الناس «الشيوخ» وهم بعيدون كل البعد عن نقاء وطُهر المشايخ، فحامل كتاب الله لا يهتك عرضًا ولا يقتل ولا يكذب ولا يخون.
مَن منا سينسى المشهد الدامى لاستشهاد ضباط قسم شرطة كرداسة؟ مَن منا سينسى مشهد الرجل ذى اللحية الذى ألقى الأطفال من فوق عقار الإسكندرية؟ يا أيها الذين يدعون للمصالحة بين الشعب المصرى وجماعة الإخوان الإرهابية ألم تدمع أعينكم على شهدائنا على مدار خمس سنوات مضت؟ ألم تنفطر قلوبكم على خراب حل على البلاد حين أتى الإخوان للحكم؟ ألم تنطق ألسنتكم بكلمة حسبى الله ونعم الوكيل فى كل مَن قتل وسرق وخرب؟ عن أى مصالحة تتحدثون؟ ألم يلقن "بديع" مرسى بكلمة «القصاص»؟ كانوا يقتلون الشعب المصرى لأن كل ضابط ومجند فى الجيش والشرطة هو فرد من شعب مصر.. كانوا يقتلونهم بدم بارد، يتموا أبناءهم ورملوا زوجاتهم وأوجعوا قلوب أمهاتهم، لم لا نطبق عليهم مبدأهم «القصاص»؟! ففى صعيد مصر والذى ينتمى له أغالب المجندين الذين استشهدوا فى الفترة الأخيرة «العز فوق أفواه البنادق» الثأر لدم أبنائهم ربما أهم لديهم من الأكل والشرب.
بطء المحاكمات جعل الأمل يكبر داخل صدور هؤلاء القابعين خلف أسوار مزرعة طرة حتى صار بعضهم كما لو كان فى فترة نقاهة وزادت أوزانهم، يأكلون التفاح والشوكولاتة كما لو كانوا فى رحلة إلى الساحل الشمالى.
ماذا نقول لوالدة الشهيد «محمد أبو شقرة»؟ ماذا نقول لبنات الشهيد محمد مبروك؟ ماذا نقول لأهالى المجندين فى كل محافظات مصر عن أبنائهم الذين استشهدوا هناك فى سيناء أو فى السلوم أو حتى فى القاهرة؟ أليست بيادات هؤلاء أنقى من لحية صفوت حجازى الذى اعترف بأن ما يحدث فى سيناء من تدبيرهم؟ أليست بيادات الجنود المرابطين على الحدود فى شرق البلاد وغربها أطهر من لحى أنصار «حازم صلاح أبو إسماعيل» الذين حاصروا المحكمة الدستورية العليا وأعلنوها إلى محمد مرسى «اؤمر وادينا إشارة نجيبهم فى شكارة» قاصدين قضاة مصر؟
يا قضاة مصر الأجلاء لا تتنحوا ولا تستشعروا الحرج فى أناس أنتم أنفسكم طالتكم أيديهم بالإهانة تارة وبالقتل تارة أخرى.
يا أصحاب دعوات المصالحة دم كل شهيد فى رقابكم فلا تجملوا القبح وتكذبوا على أنفسكم.
يا أصحاب اللحى الحقيقية.. يا شيوخنا الأفاضل.. عذرًا لقد لوث الإرهابيون اللحية بالدماء وصرنا نخاف الملتحى وكأنه شيطان رجيم.
يا أصحاب البيادات عفوًا لم نأت بحقوقكم وبعضنا لا يشعر بكل التضحيات التى تقدمونها كل دقيقة.
يا أيها المصرى الوطنى المحب لبلاده.. نار البيادة ولا جنة اللحية.