حالة من الجدل أصابت المجتمع المصرى بعد الإعلان عن ترسيم الحدود البحرية مع الشقيقة المملكة العربية السعودية.. ونظرا للمفاجأة استغل أعداء الوطن حيرة المصريين.. وخرجت الجماعات التى تتاجر بأى حدث مع الشرطة أو الأطباء أو الغلاء، هم أنفسهم فى صوت واحد وكلمات محددة، وكأنه نص مدرسى يحفظونه ويقومون بتسميعه فى الإعلام!!..وظهر فيديو لمقطع من خطاب للرئيس «عبدالناصر» يقول فيه إن تيران مصرية، متناسين أن الخطاب فى مايو (١٩٦٧).. أى فى الفترة التى كنا فيها على خلاف مع المملكة بحرب اليمن.. وفى الجمعة الماضى خرجت مظاهرات محدودة ولكن للأسف دلت على ضعف الدولة فى تطبيق القانون وهو ما أصابنا بالإحباط.. لن أتكلم عما يتشدق به البعض من حق الدماء والشهداء والعودة إلى قميص عثمان الذى يتاجرون به ويرفعونه فى وجوهنا وكأننا لم نحارب فى العديد من الدول العربية ولنا بها شهداء!!..لكننى أطالب المسئولين باحترام الماضى حتى نستطيع مواجهة حاضرنا وبناء مستقبلنا، فما زال يعيش بيننا الرئيس مبارك أطال الله عمره وهو رجل وطنى رغما عن أنف الحاقدين والمأجورين والجهلاء، ومحارب قديم كُرم من الرئيسين «ناصر، والسادات» وشارك فى الحروب وساهم فى السلام ويحمل بين جنباته وتلابيب قلبه كل سكنات وثورات أمتنا العربية، ويعلم الكثير الذى لن يغفر لنا التاريخ إذا لم نسجله لنستفيد منه، لسنا كمصريين فقط ولكن كأمة عربية.. الرئيس مبارك شاهد على العصر ويحمل أمانة المعرفة التى لا بد أن تنتقل للأجيال، خاصة فى ظل ما تعانيه أمتنا العربية.. نريد معرفة إنجازات وإخفاقات الزعماء الذين استهدفتهم أمريكا وخاصة الشهداء (صدام حسين، ومعمر القذافى)، نحتاج تسجيل وتوثيق الأحداث الدقيقة التى مرت علينا، وما يمس الأمن القومى يحتفظ به بعيدا عن التناول أو التداول ولكن يسجل للتاريخ.. أما الحدث الأخير وهو الخلاف على الجزيرتين، فالرئيس مبارك شارك فى حرب اليمن منذ (١٩٦٢)، وحرب (٦٧) التى استعمرت فيها الجزيرتان مع باقى ما احتلته إسرائيل، ويقال إن الرئيس مبارك فى كامب ديفيد طالب الرئيس «نميري» بأن يتوسط لدى الملك «فهد» ليؤجل المطالبة بالجزيرتين حتى تفى إسرائيل بتعهداتها وتتم معاهدة السلام.. وقيل إن الوزير «سعود الفيصل» طالب «عصمت عبدالمجيد» وزير خارجيتنا آنذاك فى تونس برد الجزيرتين وأجابه أنه لا مانع لدينا من ردهما.. وهناك وثيقة وقعها الرئيس مبارك بقرار٢٧ لسنة (١٩٩٠) ووضعت فى الأمم المتحدة مفادها أنه لا مانع من ردهما إلى المملكة صاحبة الحق فيهما.. ويتساءل المعارضون لماذا لم تنفذ السعودية هذه الوثيقة» إن وجدت طيلة هذه السنوات؟.. متناسين اشتعال الأمة العربية بحرب العراق والكويت، ومنذ ذلك الحين والصراعات تملأ المنطقة العربية من مؤامرة إلى أخرى بلا توقف.. ولكن ماذا لو تحدث الرئيس مبارك؟!..بالتأكيد قراءة الوثائق ومناقشتها تختلف كثيرا عن شهادة رئيس عايش تلك المراحل.. علينا ألا ننساق لما يريده أعداؤنا الذين أرادوا محو تاريخنا ليضيع مستقبلنا.. على الدولة أن تسارع بمحاورة الرئيس مبارك حوارات ممتدة، ويذاع على الشعب ما يعود عليه بالمعرفة واليقين، فلا مدعاة لمعاداة الرئيس مبارك والمبالغة فى الخصومة، فقد بذل من أجل بلده الكثير وما زال يبذل بصمته وانصياعه لما يهدئ الرأى العام وباحترامه للقانون حتى لو جار عليه!!.. علينا أن نستمع إلى الرئيس مبارك ليكون صوت التاريخ وضميره، فلا تتركونا للعبث بعقولنا بشعارات الوطنية من أصحاب أهداف بعيدة عن مصلحة الوطن.. وخاصة بعض الناصريين الذين لا يقرأون حتى ما فعله الرئيس عبدالناصر!!.. فقد قيل إن هناك وثيقة من الرئيس عبدالناصر بعد العدوان الثلاثى طلب فيها من الملك سعود فتح المرور البري من الجزيرتين لإسرائيل.. وأن السعودية طالبت باستردادهما عام (١٩٥٧).. وأن من الثابت أن حركة الحج تمر بهما والسعودية هى التى تقوم بالتأمين!!.. ما يقال كثير ومن ينفخون فى الرماد أكثر.. ولكن الأكيد أن أغلب الشعب يثق فى الرئيس «السيسي» وفى أمانته وحسمه، وتحمله تلك المهمة الصعبة التى أرجأها الرؤساء السابقون.. فكما قال: «خدتها فى صدري» لشدة الهجوم الذى تعرض له من معارضين لا ينظرون إلا لمحاولة تهييج الرأى العام.. سواء كانوا من التيار المتطرف أو الأناركية أو الاشتراكيين الثوريين أو الحالمين بالرئاسة والسعى لها بالمظاهرات محمولين على أكتاف أنصارهم بالعشرات، ولا أعرف كيف تقبل ضمائرهم أن يتكلموا عن أن الجزيرتين أصبحتا مصريتين لأن الحيازة الممتدة لعشرات السنين تعطينا حق التملك.. وهم بذلك يهدمون حقنا فى منطقة «حلايب وشلاتين» بنفس المنطق لأنها إداريا كانت تخضع للسودان طبقا للاتفاقية التى وقعها وزير الداخلية آنذاك، والتى لو كانت ترسيما للحدود لكان وقعها وزير الخارجية.. كذلك يضربون القضية الفلسطينية فى مقتل!!.. من المؤكد أن الحيازة بالحكر أو وضع اليد على سبيل الأمانة أو حتى الاحتلال لا تتأسس عليها ملكية.. فما بالنا بما أمنتنا عليه السعودية لعدم استطاعتها التأمين فى ذلك الوقت.. وهى التى تقف معنا وفى ظهرنا حتى وإن تجاوزنا فى حقهم، وهو ما يشهد عليه التاريخ بعد هجومنا عليهم أثناء حرب اليمن لعدة سنوات.. بهجوم شرس من الرئيس عبدالناصر والإعلام المصري!!.. إلا أنهم أول من بادر بالمساعدات بلا طلب منا بعد نكسة (٦٧).. فلسنا الأمة التى تأكل لحم أشقائها وليسوا هم من يستحقون منا نكران الجميل!!
آراء حرة
آن الأوان لمحاورة الرئيس "مبارك"
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق