الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رقابة التجار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان المخرج أحمد بدر الدين قد اتفق معنا على تصوير مسرحية «عاشق المظاهر» ولكنه قبل أن أكتب العمل فى شكل مسلسل تليفزيونى يقوم هو بإخراجه وبعدها يعرضه كمسرحية عندما ينتهى عرضها، ولأن المسرحية لاقت رواجا كبيرا فقد تأخر عرضها، وكنت أكتبها حلقة بعد حلقة ولاقت هى الأخرى النجاح، وكنت أكتب فى الوقت نفسه مسرحية لمسرح الريحانى كما ذكرت ولكن سمير خفاجة قد تعمد عرقلتها بأن اختطف الممثلة الأولى وأخذها لشهر إلى لندن للنزهة ثم أدركت أن المخرج الذى كان من المفترض أن يقدمها وهو سمير العصفورى مرتاح لهذا التأجيل، ولكنه لم يعلن ذلك، فتوقف العمل بها هى أيضا ويبدو أنه كان مع هذا التوقف ربما ليضمن العمل مع خفاجة كثيرا «ولكنها ستظهر بعد سنوات قليلة من إنتاج وإخراج شاكر عبداللطيف وقام ببطولتها أمين الهنيدى».
لكن قبل ذلك كنت أكتب لبركة مسرحية جديدة باسم «حاول تفهم يا ذكى».
وأخرى فى الوقت نفسه باسم «نقطة الضعف»، وهنا غير خفاجة منهجه 
وعرض على بركة - وكانت الديون قد تكالبت عليه- أن يشاركه الإنتاج
فوافق لكن خفاجة لم يتجرأ أن يضع اسمه معى كما فعل مع غيرهم، لكنه جاء بمخرج جديد غير معروف ليسيطر عليه، وتلاقينا فى منزل خفاجة وترك المخرج يقول إنه بعد قراءة النص، يرى أنه فى حاجة أن يعيد قراءة النص ثانية لمدة أسبوع آخر حتى يقرر إذا ما كان يخرجها أو لا فقلت له بهدوء بارد متعمد خد أى وقت تريده ولو لشهور، وهكذا طاش سهم خفاجة الأول والذى ظن أنه يمكن أن أخضع له أو بواسطة المخرج «بينما يلقنه ما يريد هو»، وعندئذ وافق المخرج أن يخرجها فى نفس الجلسة. لكنه بدأ فقال إن البداية تقليدية، فرددت عليه بما أفحمه وعندئذ غير رأيه فورا، وأدرك خفاجة أن هذا لن يخيل علىّ أبدا، فسكت وأقر كل ما قلته وقد وافقت أن يكون البطل هو يونس شلبى لأول مرة، لكنى لم أوافق على بقية الممثلين الذين عرضهم كل منهما واقترحت غيرهم، فوافقا بعد قليل وفى أول بروفة للعمل على المائدة حاول المخرج لمرة واحدة أن يبدى بملاحظة فتدخلت فورا وسخفت كلامه وكنت على حق، فتنازل عن رأيه، ولم يصحح لى الكراسة ثانية. 
ولم يحضر خفاجة البروفات بعد ذلك وعرضت المسرحية فى يوليو ٧٩ ونجحت تماما وعرضت بعدها بأقل من شهر مسرحيتى الأخرى «نقطة الضعف» لكنى لم أكن أتابع هذه الأخرى إلا قليلا، وكان المخرج يخرج لأول مرة أيضا وكان البطل هو محمد عوض الذى لم يستحسن ثلاث مسرحيات لى بأدب وكان آخرها «انتهى الدرس يا غبي» التى كانت سببا فى شهرة محمد صبحى وكان قد سأله صحفى لبنانى بدهشة هل حقا لم يشأ أن يمثل «انتهى الدرس»؟ فأحنى رأسه معترفا بأنه أخطأ عندما لم يقبلها. 
وبعدها أصبحنا صديقين بحق، وكان صبحى بجوارى عندما حاول أن يقترح عليه المسرحية، وكان سيخسر صبحى دور البطولة، وربما كان سيظل يؤدى أدوارا غير البطولة لمجرد أن يجد أى عمل. ولأنى كنت منشغلا أكثر بمسرحية «حاول تفهم يا ذكى» حتى لا يفسدها خفاجة بدون فهم ولكنى فى ليلة الافتتاح وكنت أقف فى آخر صف فى المسرح، رأيت عوض مع أول دخوله يبدو عليه أنه يشعر برهبة لم أره فيها من قبل، ربما لأنها لم تكن تشبه المسرحيات الأخرى التى تعود عليها ومثلها ونجح بعضها، وأدركت فورا أن هذه المسرحية لن تنجح وهذا ما حدث بالفعل ولم أعد أهتم بمشاهدتها، وفوجئت عندما عرضت المسرحية فى التليفزيون أنهم غيروا عنوان المسرحية وبدلا من «نقطة الضعف» أصبحت باسم آخر هو «راسب مع مرتبة الشرف» وغالبا كان صاحب الاسم هو المؤلف الذى كتب لعوض بعض مسرحياته.
ومع ذلك كتبت لصديقى محمد عوض مسلسل «حاسب من كرارة» ونجح للغاية وعرف عند الجمهور بـ«شرارة». 
ولكن قبل أن أتحدث عن مسلسل شرارة أقول إن الجيل الذى عاصرته فى بداية حياتى كان مختلفا كثيرا عن أغلب ممثلى الجيل الحالى، فالأولون كانوا يتميزون بالأدب الشديد والدماثة كمحمد عوض وفؤاد المهندس وسمير غانم وزملائه ومدبولى وعبد المنعم إبراهيم وأغلب الكوميديانات.