الأربعاء 04 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بين حسن البنا وسيد قطب "3"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك فى أن الناظر فى أحوال جماعة الإخوان الإرهابية سوف يجد أن التكفير متأصل فيهم، كما سيجد أنه لم يفارقهم طرفة عين منذ نشأوا ومنذ كانوا، وهو ممتد معهم على مدى تاريخهم، وأنه لا فارق البتة بين «حسن البنا» و«سيد قطب» من حيث التكفير والإرهاب، وإن كان بينهما فارق من حيث الأسلوب، ولكن يظل الأصل والمبدأ بينهما واحدًا وثابتًا لا تغيير فيه، ولا اعوجاج عنه، أو تحول!
ولعل أعظم دليل على انعدام الفارق بين «حسن البنا» و«سيد فطب»، من حيث التكفير، أو بين ما يسمى - كذبًا وخداعًا - بالمنهج البناوى والمنهج القطبى، هو ما سنسوقه فى هذا المقال - إن شاء الله - من تكفير أتباع «البنا» للمجتمعات العربية والإسلامية، بل وتكفيرهم للبشرية كلها، تمامًا كما كان يكفر «سيد قطب» أو يزيد، وهو ما يؤكد أن جميعهم إنما نبعوا من حمأة منتنة واحدة تدعى «حسن البنا» وفكره!
فهذا «فتحى يكن» (وهو من إخوان لبنان!) يكفّر المجتمع والعالم أجمع تكفيرًا جماعيًا، فيقول : «واليوم يشهد العالم أجمع ردةً! عن الإيمان بالله وكفرًا جماعيًا وعالميًا لم يُعرف له مثيل من قبل»!!
وهذا «سعيد حوى» (وهو من إخوان سوريا!) يكفّر المجتمعات الإسلامية كلها، هو الآخر، ويتهم العالم كله بالردة عن الإسلام! كما سلفه، فيقول: «لقد واجهت الحركة الإسلامية المعاصرة ردةً عن الإسلام، تكاد تكون أخبث من الردة الأولى»! (ويقصد هنا بالردة الأولى، تلك التى كانت فى عهد أبى بكر الصديق، رضى الله عنه، وبعد وفاة الرسول، صلى الله عليه وسلم).
ويقول أيضا: «ونعتقد (هنا هو لا يتحدث عن اعتقاده هو الشخصى، وإنما يتحدث بنون الجماعة عن اعتقاد جماعته الضالة والتكفيرية: جماعة الإخوان الإرهابية) إنه: لا جماعة كاملة للمسلمين إلا بفكر «الأستاذ البنا»! وإلا بنظرياته وتوجيهاته»!.
وهذا توثيق وإعلان واضح وصريح يكشف اعتقاد الإخوان الظاهر بأن «جماعة الإخوان الإرهابية» هى وحدها - ودون غيرها: جماعة المسلمين، وأن من لم يكن معهم فى داخل تلك الجماعة، أو كان خارجًا عنها أو خارجًا عليها، فهو - ولا شك - من جماعة الكافرين!!
ويقول «سعيد حوى» أيضا: «والبيت المسلم الكامل! هو: البيت الملتزم بمبادئ الإخوان المسلمين»!!
وبمفهوم المخالفة لما قاله هذا الــ«حوى»!، فإنهم وعلى حسب اعتقاد «حوى» والإخوان الإرهابيين مِن ورائه، فإن البيت غير الملتزم بمبادئ الإخوان المجرمين، هو بيت كافر غير مسلم، وهو كذلك بيت ناقص غير كامل!!
إلا أن التكفير عند الإخوان نهر جارٍ لا يتوقف، وهو يمر بباب كل إخوانى فيغترف كل واحد منهم منه على حسب قدره، ولكنهم جميعًا يشتركون فيه، ولا شك، ولهذا فقد اغترف «يوسف القرضاوى» (أسأل الله أن يسلط عليه ما يقرض لسانه وقلبه وسمعه وبصره) من نهر تكفير جماعته، فكفّر مشايخ وعلماء الأزهر الشريف: الذين انتقدوا الإخوان المجرمين بعد الأحداث التى وقعت فى القضية التى عرفت بقضية صيف عام ١٩٦٥، والتى كان الإخوان يخططون من خلالها لتدمير مصر كلها وإظلامها، والسيطرة على الحكم، بعد إراقة دماء المصريين أنهارًا، وقتل عشرات الألوف من المصريين، وتدمير القناطر الخيرية لإغراق الدلتا وخراب مصر، وغيرها من الشرور الكثيرة، فلما تصدى علماء الأزهر الشريف - حينها - لهؤلاء المجرمين، فأخذت المجرم «القرضاوى» الغيرة على إخوانه فى الإرهاب والإجرام، فانطلق كالسهم المسموم يرمى علماء الأزهر الشريف، بكل نقيصة، حتى لقد خلع عنهم لباس الإيمان وألبسهم لبوس ومسوح الكفر والطغيان، دفاعًا عن إخوانه فى الإرهاب، والإجرام، وهم «سيد قطب» وصحبه المجرمين والقتلة!
فيقول «القرضاوى» كما فى «الجزء الثالث من مذكراته» وهو يتحدث عما سماه: «محنة ١٩٦٥»!: «وكم غلى صدرى وتقطع كبدى (زادك الله غيظًا على غيظك وفتت كبدك تفتيتا) وأنا أقرأ لبعض هؤلاء الذين يلبسون لبوس علماء الدين! وحملة القرآن!، وما لهم من الدين إلا اسمهُ! (فهذا تكفير صريح لعلماء الأزهر الشريف ورمى لهم بالنفاق الأكبر، والذى هو أشد من الكفر!) ولا من القرآن إلا رسمهُ! (تكفير آخر!) ولا من العلم إلا قشورهُ!، فليسوا من الراسخين فى العلم! (علماء الأزهر الشريف ليسوا من الراسخين فى العلم! ولكن القرضاوى ورفاقه وسيد قطب وأتباعه هم الراسخون فى العلم! ألا شاه وجهك!) ولكن من الذين فى قلوبهم زيغ»!! (وهنا شق القرضاوى عن قلوب الناس وكشف عما فى قلوبهم، ثم حكم بأن فى قلوبهم زيغ، والذى هو البعد عن الإيمان والتحول إلى الكفر!).
فهذه بعض أمثلة، على ما حوت كتابات وكتب ومقالات الإخوان، ممن يدّعون أنهم على منهج «حسن البنا» وأنهم يخالفون منهج «سيد قطب» المتطرف! وجميع ما ذكرت هنا، إنما هو غيض من فيض، وقليل من كثير، وهو محض إشارة على ما ورائه، ليؤكد لكل ذى بصرٍ - فضلًا عن كل ذى بصيرة - أن التكفير فى الإخوان أقدم من «سيد قطب» وأنه أقدم شيء فى الإخوان، بل إنه هو الأساس الذى أسست عليه الجماعة!.