تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
«إمتى أشوف المصريين فرحانين؟».. دائمًا ما يقفز هذا التساؤل إلى رأسى، وأنا أشاهد ملامح البؤس والفقر التى بإمكان أى شخص مطالعتها على وجوه المواطنين أثناء التجول فى شوارع المحروسة، حيث تغيب الابتسامة عن عيون البسطاء والمهمشين، هذا بخلاف الملايين ممن يطلق عليهم «محدودى الدخل» الذين يقصد بهم أولئك الذين «يكملون عشاءهم نومًا».
ولطالما شغل تفكيرى هدف أساسى، كيف تتحقق السعادة للبشر على وجه العموم؟ وللمصريين على وجه الخصوص؟ ومع تنوع تعريفات السعادة- التى اجتهد الباحثون لوضع تعريف محدد لها- نجد البعض يفسرها بأنها ذلك الشعور الناتج عن عمل يحبه الإنسان، أو يكون ناتجًا عن شيء قام به الناس لشخص ما.
تشمل السعادة عدة مفاهيم، فكل شخص يعرفها كما يراها من وجهة نظره، فهناك العديد من المفاهيم التى أطلقت على السعادة، منها: السعادة طاقةٌ من الرضا على تقبل الواقع حتى ولو كان مريرًا لأنه إرادة الله، ومحاولة العمل على تحسينه بالأسباب التى أتاحها الله لنا لتحسين أوضاعنا فى الكون.
ومن هذا التعريف، فإن السعادة عبارة عن اطمئنان القلب وانشراح الصدر وراحة البال.. وفى بلد مكافح من أجل البقاء مثل وطننا مصر الذى يعيش فينا وليس فقط نعيش فيه يحتاج الإنسان، نحتاج كبشر إلى طاقة إضافية للتعايش مع كل التناقضات التى تدور من حولنا.
فما بين الملايين الذين يعانون البطالة والعنوسة هذا إلى جانب ارتفاع الأسعار، نحتاج طاقة أمل جديدة تعيد الروح للمقبلين على اليأس، وأولى حيثيات هذه الطاقة وضع أيدينا على الأزمات التى نعانى منها والاستعانة بالخبرات والكفاءات ممن لديهم رؤية واضحة ومشروعات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وهذا يستلزم توحيد جميع أطياف المجتمع والاستفادة من طاقات الشباب بنين وبنات، لأنه لا نجاح لأى مشروع قومى بدون إشراك جميع أبناء مصر.
ذات مرة سألنى أحد الشباب الحالمين بمستقبل وردى: لماذا لا نكون مثل دولة الإمارات التى استحدثت- منذ شهور- وزارة للسعادة؟ وكأن الشعب الإماراتى تنقصه السعادة، واستكمل قائلًا: هل مصر- بكل ما لها من حضارة عريقة وتاريخ مؤثر فى جميع الدول المجاورة- غير مؤهلة لتحقيق السعادة لشعبها؟! وختم هذا السؤال الصعب قائلًا: أم هل نحن لا نستحق السعادة؟!
ورغم «وعورة» السؤال الذى يراه البعض يحتاج إلى مؤلفات وجدتنى أجيب عنه وكأننى كنت أتوقع مثله قائلة: «يجب أن نعترف بأن دولة فى حجم وعراقة مصر من الطبيعى أن تتآمر ضدها الدول المتربصة بها وتحيك ضدها كل المخططات لإقحامها فى الأزمات والمشاكل بحيث لا ترفع رأسها.. وهذا ما صرح به الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما تحدث عن مؤامرة تركيع مصر».
واستكمالا للرد على الشاب الطموح وجدتنى أقول له بأعلى صوتى: «إحنا طبعا مش خسارة فينا السعادة وإنما ينقصنا تحديد طريقها وهذا لن يتحقق إلا من خلال برنامج شامل يقوم فى البداية على مد يد العون للمحتاجين ومحاولة رسم الضحكة على وجوه البائسين.. ثم مسايرة آمال وطموحات الأجيال الصاعدة فى المجتمع حتى نتفادى «فرق التوقيت» بين الأحلام والواقع.. وكل هذا يتأتى من خلال إخلاص النية ورفع مقومات الولاء والانتماء بعيدًا عن الشعارات الجوفاء.. وقبل كل هذا الإيمان بقدرة الشباب على التغيير للأحسن.. لأنهم- بحق- القادرون على بناء أوطانهم، وكما قلنا فى مناسبات عديدة «البركة فى الشباب».