السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الوَصيَّة "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«وهى دى الوَصيَّة ارووها بعرقكم زى ما رويناها بدمنا، نفديكِ يا بلادى وتعيشى يا بلادى بالعزم والإصرار لينا رب ينصرنا، قادرين نفوت فى النار مين ده اللى يكسرنا، وعشان تعيشى يا مصر كان لازم نضحِّى بعمرنا وبدمنا ونكتب وصيتنا الأخيرة للى جاى من بعدنا، إحنا اختارنا الشهادة بإرادتنا عشان ندافع عن قِيَم ديننا وحرية وطنَّا، واجهنا رصاص الغدر نيابة عن شعبنا وحاربنا عشان نضمن مستقبلًا أفضل لولادنا وأحفادنا».
كلمات جاءت فى بداية فيلم الوَصيَّة الذى قدمته إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة تكريمًا لأرواح الشهداء ونستكمل الجزء الثاني:
■ الشهيد محمد المعتز رشاد ـ جندى قوات مسلحة، صديقه: محمد كان بيصلى ودايما بيتوضا قبل ما يخرج من الوحدة، اتعرفنا على بعض فى وحدتنا فى رفح، كان بيقول دايمًا إنه بيدعى ربنا إنه يموت شهيد ويوم الحادث صحينا بدرى واتوضينا وصلينا كالعادة ـ إحنا فى كل مرة بنخرج عارفين إننا هنموت فى أى لحظة ـ ويومها حصل تعامل معانا محمد اتصاب فى الأول وبمجرد وصوله إلى المستشفى كان استشهد، والده: «محمد كان من الشباب الطيبين بيلعب جميع أنواع الرياضات واللعبة اللى كان بيحبها التايكوندو، وحقق فيها بطولات وكان ملتزمًا دينيًا، أنا ربيته تربية الشباب المصرى الحلو الجميل، محمد خلَّص بكالوريوس إعلام إذاعة وتليفزيون ربنا كرمه بالخدمة العسكرية، وصمم إنه يكون جنديًا مقاتلًا، طلب من القادة بتوعه يروح رفح وفى كل أجازة بيكون مستعجل يرجع وحدته وكان فرحان بكل اللى بيعمله وبزملائه وبالخبرة العسكرية وبيقول الجيش غيرني، لحد ما ربنا كتب له الشهادة الحمد لله أنا بحمد ربنا ابنى شهيد، زميله جاب الشنطة بتاعته وفوجئت بالكراسة دى كاتب فيها «إلى من يجد هذه الكرَّاسة بالله عليك أن توصلها إلى أبى الدكتور المعتز» محمد كتب فيها: إن كنت طلبت الشهادة فأنا فى مكان جميل يارب تقبل منِّى الشهادة فأنا فى سبيلك وجهادى لحماية أرضى وعِرضى وشرفى ووطنى ودينى وأهلى ومالي»، والده: أنا حاسس بالسعادة إن ده إنسان بطل وربنا يكرم الشهداء كلهم ومنهم محمد «وقام بتقبيل واحتضان صورة محمد وهو يتسلم شهادة تكريمه من الفريق صدقى صبحى قبل ما يموت بفترة قصيرة».
■ الشهيد البطل المقدم محمد هارون، تم تكريمه من الفريق صدقى صبحى قبل استشهاده لبطولاته فى القوات المسلحة، زوجته: «محمد كان بالنسبة لى زوجا مثاليا أنا فقدته كزوج وصديق وأخ وحبيب أُطلِق عليه أسماء كثيرة «صائد التكفيريين ـ أسد سيناء ـ أسد الصحراء ـ صقر سيناء»، فترة قيادته للكمين كانت صعبة لأقصى درجة كان بصراحة إنسانًا جريئًا وشجاعًا جدًا ومش بيخاف الموت، سافر بعد٣ أيام من الجواز عشان يعمل شغله، حصل تعامل عليه واتصاب فى قدمه ورغم كده كمل واجبه، صديقه جودة: حاجة تدعو للفخر أن من أطلق عليه الألقاب أهالى الشيخ زويد اللى عايشين هناك حول الكمين، كانوا بيشوفوا إن التكفيريين بيستنوا ميعاد المقدم هارون ينزل أجازة عشان يتحركوا وأول ما يرجع يعرفوا إن الطحن هيشتغل، وكل واحد يستخبى فى الجحر بتاعه، آخر مرة المقدم هارون قال: أنا هطلع أجيب ذخيرة بنفسى، أخدنا عربية ملاكى أنا وهو وعلى بعد ٣ كيلو من الكمين، بدأ يحصل علينا تعامل من العناصر التكفيرية ولما شافونا داخلين بنجرى عليهم وبنتعامل معاهم برضه وإحنا فردين فقط، فى منهم ناس جريت ودخلت فى مدقات، المقدم هارون قال لى: أنت هتسيبهم يجروا ويهربوا قلت له: نعمل إيه؟ قال لى: هندخل وراهم قلت له: أنت عايزنا كده نموت يعنى نموت أسرع؟ قال لى: سيبها على ربنا ودخل وراهم وأنا معاه وقتلنا اتنين منهم ورحنا جبنا الذخيرة، وفى اليوم ده كان انتصار لينا، ودايما كان يقول لى وإحنا طالعين فى أى مداهمة ربنا هينصرنا لأننا أهل الحق، فى إحدى المرات وقت التعامل اتصاب فى رجله وأصاب العنصر التكفيرى فى الكمين وراح للعنصر وكان يحتضر، قال له: أنت كنت هتموتنى، أنا مكنتش عايز أقتلك بس أنت اضطرتنى أعمل كده، وكان التكفيرى فى آخر أنفاسه قال: هاتوا له ميَّه يشرب قالوا له: يا أفندم ده كان هيموتك وضربك طلقة فى رجلك، وأنت متصاب والدم مغرق رجلك والأرض إزاى كده؟ قال: ده اللى اتعلمناه من الدين بتاعنا إحنا مش هنعمل زيهم».
وأكمل جودة كلامه بنظرة تحدٍ قائلا: كل من هو موجود فى شمال سيناء بطل ومشروع شهيد فعلا شايلين كتير قوى عن البلد وبيشوفوا الموت بعينهم كل لحظة وكل ثانية، ومعظمهم كاتب وصايا وعارفين أنهم مش راجعين وبالتأكيد اللى يخلِّى الناس دى تخرج، وهما عارفين وواثقين ومتأكدين أنهم مش راجعين ده معناه إن الناس دى عندهم إيمان قوى بربنا، وأنهم على حق وأن اللى إحنا بنعمله هو الصح وفعلا كما قال الرسول «صلي الله عليه وسلم»: خير أجناد الأرض، دى رسالة بوجهها لعناصر التكفيريين لو هارون الله يرحمه استشهد وجودة استشهد اعرفوا أنه موجود ١٠٠ ألف هارون وجودة هيقوموا بنفس اللى إحنا بنعمله وأكتر كمان ومحدش هيسيبكم تكونوا على شبر من أرض سيناء، ولا هنسيب حبِّة رمل واحدة من أرضها أبدًا، لو كلفنا أرواحنا كلنا والجيش كله فداء مصر.
■ وفى نهاية فيلم الوَصيَّة تكون الخاتمة بصوت أبطال القوات المسلحة أحباب القلب وتاج الرأس وروح الروح وهم يرددون:
وهى دى الوَصيَّة ارووها بعرقكم زى ما رويناها بدمنا:
حالفين بعون الله.. طول ما إحنا فينا الروح
يا بلدنا فى قلوبنا.. ومعانا فين ما نروح
وتعبنا كله يهون.. يا بلدنا يا غالية
ونخلِّى راسك فوق..زى السما عالية
يا بلادى يا بلادى...فى عنيا يا بلادى
نفديكى يا بلادى...وتعيشى يا بلادى
بالعزم والإصرار..لينا رب ينصرنا
قادرين نفوت فى النار..مين ده اللى يكسرنا
حالفين بعون الله..طول ما إحنا فينا الروح
يا بلدنا فى قلوبنا..ومعانا فين ما نروح