الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الصحافة مهنة ومهمة.. وهموم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما يتابع الإنسان عالم الصحافة، وأبعاد نشاطه سيكتشف أن ما قاله أساتذة هذه المهنة السابقون من أنها «مهنة المتاعب» ليس دعابة، ولكنه واقع لأنها مهنة مطلوب منها أن توفق بين تناقضات كثيرة، منها أن يوفق الكاتب والصحفى بين عنصري الوقت والزمن الذى يحتاج منه أن يلحق بما هو مطلوب فى وقت زمنى يتفق مع سرعة الزمن.
والتناقض الثانى هو أن يوفق بين عنصر الزمن وجدية البحث قبل الكتابة، وكنت دائمًا أعجب بالاهتمام الذى تعطيه الكاتبة مها عبدالفتاح فى البحث عن طريق «النت» عن كل خلفيات الموضوع، ليخرج غنيًا بأفكاره وأبعاده وجديته.
وعلى مستوى آخر حينما نقول إن الصحافة- أو الإعلام- مهمة، فالمقصود هنا أنها مسئولية أخلاقية ومعنوية تتطلب منا جميعًا احترام القارئ أو المستمع، واحترام فكره ومتطلبات المعرفة له، ثم احترام الصحفى أو الإعلامى لضميره وكلمة الحق ووضوح الرؤية، وهذه مسئولية تحتاج لميزان من ذهب يسمح له بعد أن يؤدى مهنته بكل أمانة، أن ينام الليل مرتاح الضمير.
ونحن نعلم أن مسئوليات مهنة الصحافة والإعلام متعددة الجوانب، فهناك بجانب مهمة الكتابة والكلمة المذاعة، هناك مسئولية أخرى كطرف داخل مجتمع الإعلام ونقاباته، وعليه فى هذا الإطار أن يقوم بعمل مجتمعى وجماعى يخدم الإعلام والصحافة، لا سيما من لهم واجب أو مسئولية نقابية تحتاج التوفيق بين حماية الصحافة كجماعة أو نقابة أمام قانون أو ميثاق الشرف لهذه المهنة، ومطلوب أيضًا التوفيق بين مسئوليات العمل النقابى والعلاقة مع الدولة، لكى تنتظم المعادلة التى تخدم مصلحة الوطن العليا أولًا وأخيرًا.
وأؤكد من جانبى أن من هُم على رأس الدولة، ويحملون مسئوليتها يريدون من الإعلام أن يكون حريصًا فى اختيار كلماته على التعامل الهادئ والمستنير مع الرأى العام، كلمات الإعلام تكون أحيانًا بمثابة بث وعى للقارئ والمستمع، لتكون بردًا وسلامًا له، وأحيانًا يكون بمثابة قنابل تفجر لدى الجمهور ردود فعل غير محسوبة، ولغير صالح الهدوء والسلام فى حياتنا.
ولنكن صرحاء لنقُل إنه سواء من جانب رجال الدولة أو رجال الصحافة والإعلام نريد كثيرًا من العقلاء من الطرفين، يتعاملون مع العقول وبلغة العقول لصالح السلام المجتمعي.
وعلى ذكر كلمة العقلاء، سعدت وأنا أتابع لقاء نظمته محافظة الجيزة فى ٥ إبريل الجارى، بين حكماء الجيزة، ينهلون فيه من تاريخ أجدادنا لغة وفلسفة الحكمة، تحية شكر وتقدير لمحافظ الجيزة «الحكيم» اللواء كمال الدالى على مبادرته «الحكيمة»، وأملى أن يجد فى شعب الجيزة قدرًا كافيًا من الحكماء، وليت بعض زملاء المهنة من الإعلام يكونون عناصر صالحة لينضموا إلى كتيبة حكماء الجيزة.
وأيضا أقول ليت زملاء الإعلام يلقون نظرة على تاريخ الصحافة والإعلام فى مصر، ليجدوا بعض قيادات الإعلام والصحافة نماذج وقدوة لنا جميعًا مثل فكرى أباظة ومصطفى أمين وعلى أمين وغيرهم ممن أغنوا مرحلة مهمة من تاريخنا، وكانوا بأقلامهم ومواقفهم نورًا أضاء لنا الطريق.
ليتنا ونحن نكتب نعود لقراءة ما كتبه فى الماضى هؤلاء الرجال كما لو كنا أقبلنا على طريق التعلم من جديد، وليس عيبًا أن يقول شبابنا نحن فى حاجة إلى أن نتعلم.
وهل لى أن أقول بصراحة أنا أفهم جيدًا أن مهنة الصحافة مثل باقى المهن فى احتياج إلى عطاء مالى من جانب أصحاب هذه الصحف، ولكن أيضًا هي مهنة تحمل لمن يمارسها شرفًا يستحق بعض التضحية، أو على الأقل أن يحاول الجميع إقامة توازن بين المكافآت المالية والتقدير المعنوى لما تمثله هذه المهنة أمام الرأى العام الذى هو قادر على أن يفرق بين الغث والسمين بينهم.