لا يزعجنى أبدًا الاختلاف مع تيار سائد، ولا أغضب إذا وجدت نفسى نغمة نشاز فى مواجهة مجموع، كل ما يهمنى هو أننى قلت ما أريد قوله محتكمًا إلى ضميرى، قد يحالفنى الصواب وقد يداهمنى الخطأ، وفى الحالتين، لا ضرر ولا ضرار، الإزعاج الحقيقى يأتى من طوابير البلطجية وما أكثرهم فى مختلف مناحى الحياة، لدينا البلطجى الذى يطل عليك من شاشة التلفاز أو من مقال فى عمود بصحيفة، ولدينا البلطجى الذى يفتح درج مكتبه فى مؤسسة حكومية ليعتصرك.
ولذلك يبقى أسهل صور البلطجية هم هؤلاء الذين نراهم فى الشارع، حيث يبرز الواحد منهم كقاطع طريق، هؤلاء مجرد مرضى وضحايا للمجتمع، طبعًا التقليل من خطورتهم خطر، ولكن لهم طريقة فى المعالجة سواء كانت أمنية أو بإزالة أسباب انحرافهم كالبطالة مثلاً، هؤلاء طريقهم له آخر يصلون إليه مع تطور المجتمع ووعيه وضرب الأمية فى مقتل وتيسير السكن والعمل والعلاج، ببساطة يتم علاجهم مع حسم ملف العدالة الاجتماعية.
أكتب هنا محاولًا الوصول إلى نوع نادر من البلطجية، هؤلاء الذين تراهم يكتبون آراءهم بخط سميك، معلنين قدرتهم على الفتك بأى خصم يختلف مع رأيهم، هؤلاء ليسوا إسلامنجية فقط، ولكنهم منتشرون كالجراد فى الفصائل اليسارية القزمية، ضئيلة العدد عالية الصوت، الجوفاء كطبلة يعلو صدى صوتها كلما اتسع فراغ جوفها، كما برزت تشكيلة أخرى من البلطجية وهم بلطجية التثوير، حتى أن من مهدوا الأرض للثورة كرهوا كلمة ثورة من كثرة ابتذالها على ألسنة هى كانت بالأصل حليفة لنظام مبارك، أو فى أحسن الأحوال كانت خرساء بكماء فى الزمن الصعب، ولما جاء زمن القول دون محاسبة انطلقوا من دون وازع من ضمير أو أخلاق يكفرون هذا ويلعنون ذاك ويفترشون الطريق لسبوبة هنا أو لقمة طرية هناك.
وقبل أن نبتعد أجد أنه من المهم تعريف معنى لفظة البلطجة التى اقتحمت كل المسارات فى الزمن الصعب فالبلطجة هى لفظة دارجة يعود أصلها إلى اللغة التركية، ويتكون من مقطعين: «بلطة» و«جى»، أى حامل البلطة، و«البلطة» كما هو معروف أداة للقطع، والبلطجى جمعها بلطجية كما فى مصر أو بلاطجة كما فى اليمن، أما الشبيح وجمعها شبيحة فهى مستخدمة فى سوريا أكثر من أى مكان آخر.
وسواء كانوا بلطجية أو شبيحة فهم يمثلون نوعًا من النشاط الإجرامى لقيامهم بفرض السيطرة على فرد أو مجموعة، من خلال إرهابهم وتخويفهم بالقوة عن طريق الاعتداء عليهم أو على آخرين والتنكيل بهم وأحيانًا قتلهم لغرض السرقة أو قمع الرأى، وعند مسألة قمع الرأى نتوقف طويلاً، فقد تأكد فى الفترة الماضية أن الخلاف فى الرأى صار يفسد للود ألف قضية، هذه هى الحقيقة التى كرس لها الفاشيون الجدد الذين ارتدوا كذبًا ثياب الليبرالية أو اليسارية الطفولية التى كشفت الأيام أنهم أقرب إلى خيرت الشاطر عن شهدى عطية.
ومن أراد أدلة على العنف اللفظى والبلطجة والإرهاب المعنوى الذى يمارسه قطاع ليس قليل فى سنواتنا الرخوة، عليه أن يتجه إلى أقرب صفحة فيسبوك، ويحاول مجرد محاولة أن يغرد عكس الاتجاه، أن يقول رأيًا مناقضًا مثلًا لهوجة المتحوققين، أن ينتقد تمويلهم أن يشرح لهم بأن الدفاع عن حقوق الإنسان لا يحتاج ملايين الدولارات، عليه أن يكتب هذا ويجلس بجوار لابتوبه منتظرًا كم السباب والتخوين والشتائم، هذا مجرد مثل، يوميًا نقرأ الكثير من القرارات التى يمكن الاختلاف معها، ولكن عندما تدور طبلة الضجيج فعليك الانتظار حرصًا على كرامتك.
ولذلك يبقى أسهل صور البلطجية هم هؤلاء الذين نراهم فى الشارع، حيث يبرز الواحد منهم كقاطع طريق، هؤلاء مجرد مرضى وضحايا للمجتمع، طبعًا التقليل من خطورتهم خطر، ولكن لهم طريقة فى المعالجة سواء كانت أمنية أو بإزالة أسباب انحرافهم كالبطالة مثلاً، هؤلاء طريقهم له آخر يصلون إليه مع تطور المجتمع ووعيه وضرب الأمية فى مقتل وتيسير السكن والعمل والعلاج، ببساطة يتم علاجهم مع حسم ملف العدالة الاجتماعية.
أكتب هنا محاولًا الوصول إلى نوع نادر من البلطجية، هؤلاء الذين تراهم يكتبون آراءهم بخط سميك، معلنين قدرتهم على الفتك بأى خصم يختلف مع رأيهم، هؤلاء ليسوا إسلامنجية فقط، ولكنهم منتشرون كالجراد فى الفصائل اليسارية القزمية، ضئيلة العدد عالية الصوت، الجوفاء كطبلة يعلو صدى صوتها كلما اتسع فراغ جوفها، كما برزت تشكيلة أخرى من البلطجية وهم بلطجية التثوير، حتى أن من مهدوا الأرض للثورة كرهوا كلمة ثورة من كثرة ابتذالها على ألسنة هى كانت بالأصل حليفة لنظام مبارك، أو فى أحسن الأحوال كانت خرساء بكماء فى الزمن الصعب، ولما جاء زمن القول دون محاسبة انطلقوا من دون وازع من ضمير أو أخلاق يكفرون هذا ويلعنون ذاك ويفترشون الطريق لسبوبة هنا أو لقمة طرية هناك.
وقبل أن نبتعد أجد أنه من المهم تعريف معنى لفظة البلطجة التى اقتحمت كل المسارات فى الزمن الصعب فالبلطجة هى لفظة دارجة يعود أصلها إلى اللغة التركية، ويتكون من مقطعين: «بلطة» و«جى»، أى حامل البلطة، و«البلطة» كما هو معروف أداة للقطع، والبلطجى جمعها بلطجية كما فى مصر أو بلاطجة كما فى اليمن، أما الشبيح وجمعها شبيحة فهى مستخدمة فى سوريا أكثر من أى مكان آخر.
وسواء كانوا بلطجية أو شبيحة فهم يمثلون نوعًا من النشاط الإجرامى لقيامهم بفرض السيطرة على فرد أو مجموعة، من خلال إرهابهم وتخويفهم بالقوة عن طريق الاعتداء عليهم أو على آخرين والتنكيل بهم وأحيانًا قتلهم لغرض السرقة أو قمع الرأى، وعند مسألة قمع الرأى نتوقف طويلاً، فقد تأكد فى الفترة الماضية أن الخلاف فى الرأى صار يفسد للود ألف قضية، هذه هى الحقيقة التى كرس لها الفاشيون الجدد الذين ارتدوا كذبًا ثياب الليبرالية أو اليسارية الطفولية التى كشفت الأيام أنهم أقرب إلى خيرت الشاطر عن شهدى عطية.
ومن أراد أدلة على العنف اللفظى والبلطجة والإرهاب المعنوى الذى يمارسه قطاع ليس قليل فى سنواتنا الرخوة، عليه أن يتجه إلى أقرب صفحة فيسبوك، ويحاول مجرد محاولة أن يغرد عكس الاتجاه، أن يقول رأيًا مناقضًا مثلًا لهوجة المتحوققين، أن ينتقد تمويلهم أن يشرح لهم بأن الدفاع عن حقوق الإنسان لا يحتاج ملايين الدولارات، عليه أن يكتب هذا ويجلس بجوار لابتوبه منتظرًا كم السباب والتخوين والشتائم، هذا مجرد مثل، يوميًا نقرأ الكثير من القرارات التى يمكن الاختلاف معها، ولكن عندما تدور طبلة الضجيج فعليك الانتظار حرصًا على كرامتك.