الأربعاء 04 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

سيد قطب.. طفل من القرية! "7"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توقفنا في مقالنا الفائت حول ما ذكره "طفل القرية: سيد قطب إبراهيم الشاذلي" حول حدوث ما وصفه بــ "الانقلاب الضخم" والذي ارتجت له القرية كلها ارتجاجًا!
فيا ترى ما هذا الانقلاب الضخم الذي حدث، وأحدث هزة عنيفة بالقرية كلها؟!
فلنذهب إليه مباشرة، ليكشف لنا سر انقلابه العنيف! حيث يقول: أما في العام الذي يليه، وحينما كان الطفل (يقصد نفسه!) قد نُقل على! (لعله يقصد: إلى) السنة الثانية، فقد وقع انقلاب ضخم ارتجت له القرية ارتجاجًا عنيفًا (لاحظ هنا– أيها القارئ المكرم– كيف يتسم "سيد قطب" بطبيعة مليئة بالتهور البالغ والمبالغة الشديدة في كلامه وأفعاله، حتى يصف حدثًا تافهًا كالذي سيذكره بهذا الوصف المبالغ فيه وبشدة، وهو "الانقلاب الضخم الذي ارتجت له القرية كلها"، ثم لاحظ أيضًا اختياره للفظ "الانقلاب"- دون غيره- وهو لفظ له مدلول كبير في حياة "سيد قطب"، والتي حوت الكثير والكثير من الانقلابات الضخمة بحق، وليس كالانقلاب التافه الذي ذكره الآن!).
يقول "طفل القرية: سيد قطب" واصفًا لأحداث ما أسماه– تهورًا بــ "الانقلاب الضخم" الذي ارتجت له القرية ارتجاجًا!- ما نصه: كان قد توفر لدى المجلس معلمون من الفقهاء، فبدا له أن يُستبدل أحدهم بالشيخ القارئ صاحب الكتاب الذي لم يكن يحمل هذه الشهادات، ولا يعرف شيئًا من الحساب، ولا المواد الثقافية الأخرى!
وعندما تمت هذه الخطوة كانت الشائعات قد انطلقت في القرية فهزتها هزًا عظيمًا (عاد "سيد" إلى المبالغات مرة أخرى!)، بأن الحكومة تريد محو القرآن، بعدم تحفيظه في مدارسها.
وهل أدل على ذلك من فصلها للشيخ "أحمد" الذي يقرأ القرآن لأبنائهم في المدرسة، والذي اطمأنوا لوجوده بها فبعثوا بأولادهم إليها!
وسرت هذه الشائعات! سريان النار في الهشيم (ما يزال يسير على طبيعته في المبالغة الشديدة)، وغذّاها الشيخ– بطبيعة الحال- انتقامًا من المدرسة، وترويجًا لكتّابه الذي سيعود للتعليم فيه.
فأصبحت المدرسة، وقد غادرها عدد عظيم من تلاميذها في إثر "سيدهم الشيخ أحمد"!، انتفاعًا ببركته! وبركة كتّابه! وبركة كلام الله، وفرارًا بدينهم من مدرسة الكفر والضلال، التي تسرق الحكومة دينهم فيها، وهم لا يشعرون! ( ومن الملاحظ هنا– أيضًا- أن تسرعه في إطلاق ألفاظ التكفير وتهاونه فيها قديم جدًا معه، منذ نعومة أظفاره! وأنه حين لجأ إلى التكفير في أواخر حياته، لم يكن الأمر جديدًا عليه أو غريبًا عن طبيعته، بل هو أمر له جذور عميقة جدًا في داخله وأعماقه!).
ثم أضاف: ولم يكن ليفوت "سيدنا!" أن يمر بوالد الطفل ليبلغه الخبر العظيم! وليحذره من بقاء نجله بالمدرسة، ثم ليؤكد أمله الوثيق في أنه سيذهب من الغد إلى الكتّاب، فهو ابنه ولا بد أن يتولى تعليمه، كما تولى تعليم أبيه!
ولقد كان أبوه أرشد من أن تؤثر فيه هذه الدعاية (هي المرة الأولى والأخيرة، بل والوحيدة! التي مدح فيها "طفل القرية" والده، وهو ثناء لا يذكر بجانب الكم الهائل من الإساءات التي سيأتي ذكرها، بالإضافة لكون هذا المدح، يوشك أن يكون مدحًا يراد به الذم، ويحمل في طياته القدح، إذ أنه قرر أن هذا الرشاد الذي ذكره لم ينفعه في حقيقة الأمر، ولم يكون له أثر في الواقع، وأنه في الأخير انصاع للعرّيف وأقعده عن الذهاب للمدرسة!)، إذ كان من قراء الصحف، ومشتركًا في صحيفة يومية، وعضوًا في لجنة الحزب الوطني! بالقرية، ولكن كان خجولًا ومجاملًا (وهنا وقبل أن يتمم سطرًا واحدًا على مدحه لأبيه، أتبع مدحه بذم، بما يشبه المدح، كي يُتبع المدح بذم يمحوه! فكأنما أراد أن يقول أن والده كان عديم الشخصية، وكان حياؤه وخجله سببًا في ضياع حقه! بل وأنه كاد يكون سببًا مباشرًا في تدمير مستقبله، لولا تدخل والدته، والتي أنقذت حياته المستقبلية من سعي والده لتدميرها!)، فلم يود أن يجرح شعور "سيدنا!"– ابن سيده!- فوعده بأن يكون الطفل منذ الصباح في الكتاب! 
يقول "طفل القرية: سيد قطب": وثارت زوبعة في المنزل حول هذا الانقلاب (لا حظ أن المبالغة ما زالت مستمرة حيث ما يزال مُصرًا على وصف هذا الحدث التافه بــ"الانقلاب! وستظل هذه المبالغة مستمرة معه في حياتها حتى يصل إلى لحده!)، فأما والدته فهي مصرة على بقائه في المدرسة (لاحظ كذلك أن والدته كان لها دائمًا يد السبق على والده– على حسب روايته- وفي كل مسألة كان يحدث فيها الخلاف، كان رأي أمه هو الذي ينتصر في النهاية! ولعل هذا كان سببًا من أسباب كراهيته لوالده، بل واحتقاره! له، وكذلك حبه الزائد عن الحد لوالته، واعتبارها في مكانة الأب والأم بالنسبة له، للدرجة التي كتب معها مقالًا يوم ماتت أمه، عنونه بــ"اليوم مات أبي"! كما أسلفتُ ذلك من قبل!)، لأنها (أي المدرسة) مفتاح تلك الآمال العراض التي تعلقها على الطفل الصغير (كانت تلك الآمال العراض– كما سيأتي ذكره- هي السبب الرئيس في كل ما مر به "سيد قطب" من تناقضات وتحولات في حياته، باحثًا عن الثراء الضائع والمجد المفقود الذي طلبته منه أمه أن يستعيده!)، وأما والده، فقد وعد، وما يجوز أن يرجع الرجال في وعودهم بحال!
ولم يكن بٌّد من أن ينفذ رأي أبيه، وأن يتوجه منذ الصباح إلى الكتاب.
فما الذي حدث في صباح اليوم التالي وما يليه؟!
هذا ما سنبينه في المقال القادم إن شاء الله.
وفي المقال القادم.. للحديث بقية، إن شاء ربُّ البرية.