رحيل اللواء سامح سيف اليزل المنسق العام لائتلاف دعم مصر قبل إشهار هذا الائتلاف بصفة رسمية، ونشر أسماء أعضائه فى الجريدة الرسمية طبقًا لما نصت عليه اللائحة الجديدة أثار عددًا من الأسئلة داخل وخارج هذا الائتلاف حول مستقبله، ومن يمكن أن يقوم بدور المقرر العام ويقود هذا الائتلاف فى المرحلة المقبلة خاصة أن الصراعات على خلافة سيف اليزل ظهرت قبل رحيله بأيام، وبعد دخوله المستشفى فى حالة صحية حرجة.
فمن المؤكد والمتابع لهذا الائتلاف على مدار الأسابيع الماضية داخل مجلس النواب وخارجه يعلم أن الراحل سيف اليزل لم يكن مشاركًا فى أى قرارات صدرت، بل هناك قرارات تم اتخاذها دون إخطاره مسبقا بها أو حتى العلم بها قبل الاتفاق عليها، وهو أمر أثار حزنًا من أصدقائه داخل الائتلاف.
ورحيل سيف اليزل لن يفجر صراعات كما يعتقد البعض، لأن الائتلاف بوضعه الراهن لا يملك أدوات وآليات تؤدى إلى نشوب الصراعات كما هو الحال مع أحزاب الأغلبية والسلطة، لأن الائتلاف بوضعه الراهن أشبه «بمن رقص على السلم» وما زالت عمليات الدخول والخروج منه مستمرة حتى وقتنا هذا، ولا أحد يملك رقمًا محددًا لأعضاء هذا الائتلاف، وكل الأرقام تدور ما بين ٢٥٠ عضوًا إلى ٣٠٠ عضو، وكلها أرقام تقريبية.
والصراع المكتوم حاليًا ليس بسبب رحيل سيف اليزل، ولكن بسبب سيطرة نواب القائمة على مقاليد الائتلاف وقيادته وإدارته دون إعطاء أى مساحة لنواب المقاعد الفردية داخل الائتلاف، لأن النواب الأربعة من القوائم والأمين العام والمتحدث الرسمى كلهم من القوائم، ولم ينجح أحد منهم بذراعه كما يقول نواب الفردي.
فرحيل سيف اليزل ما يفجر هذا الصراع بين نواب الفردى من ناحية وهم أصحاب الأغلبية، ونواب القوائم من ناحية أخرى، وهم أصحاب الأقلية، وإن كان المبرر الرحيل لسيطرة نواب القوائم هى الملاءة المالية لهم وهم الذين يتولون الاتفاق على الائتلاف ودفع إيجار المقر الرئيسى وبعض الشركات والمكاتب معها لتجميل وجه الائتلاف سياسيًا وإعلاميًا.
فالاختبار الحقيقى لقادة هذا الائتلاف من نواب القوائم هو انتخابات اللجان البرلمانية، حيث تسعى المجموعة القيادية إلى إثبات وجودها، وتحقيق أكبر قدر من الانتصار البرلماني، ورئاسة أكبر عدد من اللجان بالدفع عبر مرشحى القوائم وليس مرشحى الفردى، وهو الأمر الذى سهل لحزب المصريين الأحرار صاحب الأكثرية مهمة المنافسة على رئاسة ٥ لجان برلمانية.
فالراحل سيف اليزل لم يفكر حتى فى ترك وصية سياسية له قبل رحيله للحفاظ على هذا الائتلاف، لأنه يعلم أن الوصية لن يتم العمل بها ولم يفكر فى وضع قواعد ديمقراطية لإدارة وقيادة هذا الائتلاف، تاركًا مستقبل الائتلاف بيد رفقاء القائمة ومجموعة الخمسة التى تتولى حاليًا تسيير الأمور داخله ولن تستطيع هذه المجموعة قيادة سفينة الائتلاف إلى بر الأمان.
فمستقبل الائتلاف مهدد ليس لغياب أو رحيل القائد، كما يعتقد البعض ولكن لغياب فكرة الائتلاف من أساسها، وغياب فكرة إنكار الذات من نواب القوائم الذين جلسوا على مقاعدهم داخل الائتلاف، وداخل مجلس النواب دون أدنى معاناة انتخابية، ويحصدون الغنائم على حساب نواب الفردى وهم الذين يملكون تحديد مستقبل هذا الائتلاف إذا تولوا أمره وقيادته.