الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

دم "رؤى" و"زينة" و"هدى" في رقبة من؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ماذا يحدث فى مصر.. جرائم تقشعر لها الأبدان.. ذئاب بشرية تتجرد من أدنى معانى الإنسانية وتنهش أجساد أطفال فى عمر الزهور ولا تكتفى بالجريمة الشنعاء، بل تلجأ لقتل الضحية فى محاولة لدفن الحقيقة دون أى إحساس بقذارة الإثم الذى اقترفوه فى حق بنات فى عمر الزهور لتدفن معها كل معانى البراءة والطهارة.
ففى أقل من عامين شهدت مصر ٣ حوادث مروعة تقشعر من بشاعتها الأبدان كانت ضحاياها زينة وهدى ورؤى.. الأولى زينة ابنة محافظة بورسعيد التى ساقتها أقدارها للوقوع ضحية جارها النذل وابن حارس العقار الذى تقطن فيه، حيث استدرجاها إلى سطح المنزل وحاولا اغتصابها وحين تشبثت الطفلة ابنة الـ٦ سنوات بشرفها وتعالت صرخاتها لم يجدا حلا سوى إلقائها من السطح لتلقى حتفها على الفور.
ومع كامل احترامنا وتقديرنا لنزاهة القضاء وعدم التعليق على أحكامه إلا أن الرأى العام وأهل الضحية أصابتهم خيبة الأمل فى العدالة الناقصة، حيث صدرت أحكام مخففة ضد الذئبين وقالت المحكمة آنذاك إنها مقيدة بقانون الطفل، لأن المتهمين لم يبلغا ١٨ عاما، ولذا لا يمكن توقيع عقوبة الإعدام عليهما وكذلك عقوبة السجن المؤبد أو المشدد رغم أن المحكمة وصفت المتهمين بالذئبين البشريين اللذين تجردا من كل الأخلاق والقيم الدينية.
نفس المأساة تكررت مع الطفلة هدى بنت محافظة المنيا البالغة من العمر ٥ سنوات، حيث اغتصبها عاطل ثم قتلها وكسر جمجمتها، حيث عثرت أجهزة الأمن على جثة الطفلة هدى محمد أحمد طه «٥ سنوات»، تلميذة بروضة الأطفال، بمنزل مهجور مسجّاه على الأرض وعارية تمامًا عدا ملابسها الداخلية التى وجدت ملفوفة حول رقبتها.
واستيقظ أهالى محافظة الجيزة على جريمة مروعة أخرى ، استمرارًا لمسلسل اغتصاب الأطفال والتمثيل بجثثهم، حيث شهدت منطقة أرض اللواء جريمة قتل بشعة، راحت ضحيتها الطفلة «رؤى عماد»، التى لم تبلغ من العمر سوى سبعة أعوام.
وكانت البداية بنزول الطفلة «رؤى» إلى سوبر ماركت بالمنطقة، لشراء بعض المتطلبات، فاستغل المتهم براءتها واحتجزها داخل المحل واغتصبها، وحتى يخفى معالم جريمته الشنيعة، قام بوضعها داخل كرتونة وجوال، وألقى بها فى القمامة بالقرب من مخزن المحل، وأخذ يبحث مع أسرتها عنها حتى فضحته كاميرا المحل الذى يعمل به على طريقة «يقتل القتيل ويمشى فى جنازته».
ويجمع زينة وهدى ورؤى خيط مشترك واحد.. ذلك أنهن الثلاثة وقعن ضحايا لقوانين وتشريعات لا تردع كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة الشنعاء، فكيف تنام عين القاضى وهناك وحوش مسعورة لا تتورع عن نهش تلك الأجساد النحيلة لتطفئ الابتسامة وتدفن البراءة وتترك الحسرة والندامة لأهل الضحية الذين يتحولون إلى ناقمين على المجتمع هذا إن ترك المرض أو الموت بقية فى عمرهم.
إن صلاح مجتمعنا لن يتحقق وبين أيدينا قوانين لا تحمى الضعفاء.. فكيف لا تتعدل هذه التشريعات لتوقيع أقسى عقوبة على هؤلاء الذئاب الذين تجردوا من كل مشاعر الرحمة والإنسانية.. فما هى المتعة التى ينشدها أولئك الوحوش من جسد هزيل.
إن ذنب اغتيال البراءة سيظل لعنة تطاردنا حتى نثأر لهم.. وأعاهد الله بإطلاق حملة كبرى لاسترجاع حق هؤلاء الشهيدات ضحايا القوانين غير الرادعة والتشريعات الغائبة.. ضحايا مجتمع توغل بين أركانه ذئاب بشرية فقدوا الإنسانية والإحساس نتيجة لغياب قوانين وتشريعات عاجزة عن منع ذلك العبث الذى ينهش فى أطفالنا كل يوم.
فلن يضيع حق ضحايا اغتيال البراءة وسأبذل كل ما فى وسعى لوقف هذه المهزلة وستكون رؤى إن شاء الله آخر الضحايا.. سأطرق كل باب للمطالبة بتعديل منظومة قوانين الطفل التى تجعل من المجرم أكثر جرما، بل تكافئه بدخوله الأحداث ليخرج لنا ذئبا بشريا أكثر وحشية ويعاود جريمته الشنيعة مرة أخرى.. آن الأوان لكى نثور من أجل حماية أطفالنا وبناتنا.