صرح لن يموت حتى ولو تطاولت عليه المعاول و تسابقت على نحره سنون الهدم . أن هذا المكــان أبدا حيا لن يموت حتى لو امتلأ أثير الهواء بسموم هذا الزمان و تسابقت طيور الظلام على الدفع به إلى الهاوية . سبحان الحى الذى لا يموت ، أن كل حجر , كل غصن شجر , كل نسمة هواء , كل قطرة ماء, كل شريان تدب فيه الحياة , كل صوت علمى يتردد فى قاعــــــات العلم , كل ذرة تشكل هذا الكيان تدرك تماما أنها باقية و لن تزول .
هذا صرح تعلقت زمام أموره برجل عملاق أضاء زمنا مظلما بعقله و إرادته، و عشقه لهذه الأرض، رجل اسمه محمد أنور السادات اسما راسخا فى جبين كل ذرة رمل فى سيناء . رجل علم العالم و إسرائيل كيف ينساب النور من داخل ظلمات العقول و كيف يشع العقل انتصــــارا للحق حتى و لو كانت قدراتنا ورقا ضعيفا فى مهب الريح . أبدا لن يموت صرح هذا الرجل و لن تمحـــى معالمه . هذا وعدا من سنن الكون و تموجات الطاقة التى بثها هذا المكان و لا يزال .
من يتحدث عن المستويات العلمية و إسهامات و أسبقيات فى كل شيء , فى علوم الإدارة و التدريب و نظم المعلومات , من علم هذا البلــــد كيف تقرأ و تكتب نظم المعلومــــات فى زمن كنا فيه تحت الأرض و بين كهوف الأعمال اليدوية . من يستطيع أن ينكر من وضع أقدام شركات عالمية مثل مايكروسوفت و أو راكل داخل هذا البلد أنهم أساتذة أكاديمية السادات الكبار ( اد. سيد عبد الوهاب – اد. نشأت الخميسى ) و غيرهم و انا لست ملما بكل شيء فالتاريخ اعرق و اكبر من ان الم بكل محتوياته و تفاصيله .
أجيال من البشر خرجت و تخرجت و استلهمت نور الحياة و طرق الأمل من أكاديمية السادات
من ينسى الأستاذ الدكتور / عادل عز هذا العملاق الذى ساهم بسنين عمره فى بناء هذا الصرح , اسألوا طلابه و ماذا أنجزوا من بعد علمه , من ينسى الأستاذ الدكتور / سيد عبد الوهاب هذا النابغة العملاق رحمه الله . من ينسى العمالقة : الأستاذ الدكتور / حسن حسنى رحمه الله . من ينسى زهورا غردت علما و قيما و أخلاقا و إنباتا لعلوم غرزت فى قلوب و عقل هذا الوطن . من ينسى بعمل إحصائى بسيط العدد الكبير من مكاتب المحاسبة و المراجعة و أعمال البورصة و البنوك التى حصل أصحابها على الفيات علومهم من هذا المكان العريق . من و من , من أنه تاريخ طويل من العطاء لا يمكن لى أو لغيرى أن يسرده فى سطور بسيطة من الكلمات .
من ينسى قلوبا عزفت على أوتار من نوتة العلوم من ينسى الأستاذ الدكتور / حمـــــدى عبد العظيم رحمه الله هذه الشجرة المتشعبة الأوراق المترامية الأطراف فى قلوب تلاميذه حبا و علما و رجولة . من ينسى أستاذنا الدكتور / عبد القادر همام و إسهاماته الرائعة فى خلق جيل يعرف معنى الحرية و العلم رحمة الله عليه , من ينسى الأستاذ الدكتور المرحوم / مصطفى رضــــا رجل العلم و الخلق الرفيع . من ينسى أساتذة أكابر فى إدارة الأعمال و المحاسبة و الإدارة العامة و الرياضيات و الإحصاء , و أساتذتنا الذين لا يزالوا فى منابر العطاء . كلهم فى قلوبنا على سبيل الحصر مع اعتذارى الشديد عن عدم سرد كل الأسماء التى تعيش فى قلوب طلابهم و مريديهم .
من ينسى التدريب التحويــــــــــلى الذى أسهم فى خلق وعى رائع على المستوى القومى لمصر كلها من ينسى إسهامات الأكاديمية فى خلق الوعـــــى التكنولوجى لدى هذا البلد فى وقت كان الناس ينظرون إلى الكمبيوتر على أنه آلة مبهمة مخيفة لا يمكن التعامل معها . من ينسى فرع الأكاديمية فى رمسيس الذى قدم و يزال قدرات إدارية راقية على مستويات إدارة الدولة . من يستطيع أن يتجـــــــــــاهل المجهودات التدريبية و التعليمية التى قدمتها الأكاديمية و لا تزال لجميع مستويات المجتمع .
لك أن تنظر إلى طبيعة و مستويات المحاضرين و المدربين العالمية و قدراتهم الفكرية التى ينقلونها الى المتدربين ( قيادات الدولة و موظفيها و حاملى انشطتها ) فى فرع رمسيس ( مركز تدريب الأكاديمية الرسمى ) . سوف ينكشف لك النقاب عن أساتذة جامعيين – وزراء – ضباط رفيعى المستوى – أطباء رفيعى المستوى – الخ... . إن دل ذلك على شيء إنما يدل على حرص الأكاديمية على خدمة هذا الوطن بمستوى عال من الجودة فى وقت تسعى فيه كل الدولة بجميع عناصرها و تعلن عن حاجتها الماسة الى هذا الدفع العلمى للارتقاء بهذه الأمة. دائما ما كانت و تزال أكاديمية السادات على خط الانتظار ملبية نداء الاحتياج لهذه الأمة العريقة .
إننى أتوجه الى كل زملائى و اساتذتى فى الاكاديمية بخلق اعتقاد كامن صادق داخل قلوبهم و خلق حالة شعورية و لا شعورية مليئة بالثقة فى الله سبحــــــانه و ان تسبح هذه الثقة فى الله فى بحر من خيال الامل بأن هذه الاكاديمية البيت الأكبر لكل منا لن تذهب فى غياهب الظلمات و لن يمحى اسم السادات من واجهتها و لن تنطفئ المصابيح من على أشجارها و لا أسوارها و لن تتحول إلى أى شيء آخر مهما يكن هذا الشيء , و أن هذا الصرح وجدت أعمدته على الأرض ليبقى و يقدم الأفضل لهذا المجتمع و هذه الأمة . ما الفائدة من هذه الاعتقادات ؟ نعم هذه الاعتقادات تخلق حالة من الجذب الكونى و الترددات الإيجابية الصادرة من قلوب صادقة عندها كل حسن الظن فى الله سبحانه .
هذا أمرا و فكرا بسيطا فى ظاهره عميقا فى تأثيراته فالعـــــــــالم كله ما هو الا عبارة عن فكرة و الإنسان ما هو إلا فكرة و معلومات و اعتقادات عن نفسه يحولها إلى واقع حياة ومن الممـــــكن أن يقضى عمره بأكمله تعيسا خاسرا معتقدا عن نفسه كل السوء و عدم الاستحقاق و يتحول عالمه إلى صورة مشابهة مطابقة تماما لكل ما يصدقه عن نفسه مع أنه ليس كذلك على الإطلاق ولكنــه هكذا اعتقد و عاش عمره سجينا لهذا الاعتقاد . يقول تعالى ( و من أعمالكم سلط عليكم ) هذا هو قمــة الاختيار بلا شك .
هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فإن العنكــــــبوت يجذب اليه كل ما يعتقد انه احق به فتعمل له خيوطه عمل المغناطيس الجاذب لكل الحشرات و هكذا ( لقد خـــــلق الله العنكبوت و غيره و لديه ثوابت من المعتقدات اذا صح القول و يختلف هذا طبعا عن البشــــــر فهم يخلقون واقعهم بأيديهم و معتقداتهم هذا هو قمـــــــة الاختيار ) .... فإن العقل البشرى يخلق الواقع الذى يصدق أنه أحق به فتتحرك خيوط الجذب law of attractions عن طريق الموجات الكهربائية الصادرة من العقل أو بالأحرى من ثنايا القلب الى خلق الواقع المطابق و المـــــتوازى مع هذه الاعتقادات الذى سوف ينهدر عاتيا من الأعلـــــى كأنه شلالا مندفعا. هذه هى الاعتقادات أو ما يسمى علميا بخريطــــــة المعتقدات Paradigm , طبعا لكل انسان فينا خريطـــــة مستقلة تتضمن ما يعتقده عن نفســــــه و انعكاسات هذا على واقع حياته . هذا هو الفعل اللاشعورى من القلب و سوف ترى العجائب بدون انتظار . و لا تسأل لماذا إلا أن تحمد و تشكر الله تعالى .
هذا هو سر الدعاء و الصلاة وقوله تعالى ( و قل ادعونى استجب لكم ) عندما ادعو الله فى لحظة من اللجظات فإننى هنا فى حالة تصديق كامل للاستجابة أثناء الدعاء هنا تكون الإجابة , اما وجود هذا الاعتقاد الكامن و الراسخ فى خريطة المعتقدات فهذا تعنى أننا فى حالة دائمة من الدعـــــــاء و التضرع لله تعالى و هذا هو ما أقصده فى خلق اعتقاد كامن فيه تصديقا و رجاء من الله سبحانه بأحقية وجود أكاديمية السادات على هذه الأرض و تحت هذه الشمس .
نحن مصدقين تماما بإن هذه السحابة ستكون محورا للتحول فى هذا المكان للأفضل . ان هذه الموجة الحارة سوف تدفع هذا المكان إلى الأمام . ان هذه الغيوم السوداء سينبثق عنها نورا يأخذ هذا المكان الى مستويات اخرى من التحضر و الرقى . نحن نحلم لنا و لمصر و الله هو الموفق و لنا كل الثقة فى خالق هذا الكون فى أن يدفع حالنا إلى حال أحسن .