الجمعة 25 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

حرب المسربين.. أشهرهم "سنودن" و"أسانج" و"وثائق بنما" آخر التسريبات

«سنودن» و«أسانج»واوباما
«سنودن» و«أسانج»واوباما وفؤاد عوني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقارير عالمية: معظمهم صحفيون أو عملاء سابقون بأجهزة مخابرات
«أوباما» يدعم تسريب المعلومات السرية للدول الأخرى.. وينصب السيرك لـ«مسربى أمريكا»
«عونى» أشد أعداء «أردوغان» المتخفين
تغيرت بيئة الأخبار والمعلومات السياسية بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، فقد ولت الأيام التى كانت تقتصر فيها عملية الحصول على المعلومات السياسية والحكومية على بعض قنوات التليفزيون والصحف والمجلات القومية الكبرى، ففى الوقت الحاضر يتنافس العديد من الوسائل على مدار 24 ساعة والتى تتضمن الإنترنت وصفحات الويب الشخصية، ومواقع التواصل الاجتماعى وغيرها، والتسريبات والتى عادة ما يقوم بها إما صحفيون أو عملاء لوكالات المخابرات فى العالم.
وجاءت وثائق بنما الأخيرة والتى وصفت بأنها أكبر حملة تسريبات فى العالم والتى لا يزال مصدرها مجهولا، لتؤكد على قوة تلك الوسيلة فى نشر المعلومات، والتى يكون بطلها المسربون أمثال سنودن وأسانج وفؤاد عونى والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى مصادر المعلومات الرئيسية للشباب.
ويمكن للجميع الحصول على التحديثات عن الموضوعات والقضايا المحلية أو العالمية وبأشكال متعددة وضعت فى عالم بيانات الحكومة والإعلام تشتتا حيث أصبح هناك من يشاركهم فى الوصول إلى المواطنين وبشكل أكثر شمولية ومصداقية وفعالية، والإنترنت الآن يفوق كثيرا الإذاعة والصحف والبيانات الرسمية.
وعلى سبيل المثال فقد أكد مركز بيو الدولى للاستطلاع أنه انخفضت نسبة الاعتماد على الصحف كمصدر للمعلومات السياسية فى الولايات من ٣٩٪ إلى ٢٨٪ فى الوقت الراهن، وخاصة الشباب فقد ابتعدوا عن الاعتماد على التليفزيون والصحف واتجهوا نحو الإنترنت كمصدر أساسى لمجموعة واسعة من الأخبار، خاصة منذ أن أصبح استخدام الإنترنت جزءا ملحوظا من وسائل الإعلام السياسى فى أواخر التسعينيات.
مصادر غير رسمية
المصدر غير الرسمى والذى أصبح الأكثر أهمية على الإطلاق هو التسريبات خاصة فى زمن الصراعات الذى نعيشه الآن وربما كان من أشهر المسربين فى العالم جوليان أسانج مؤسس موقع ويكليكس الذى لا يخفى طبيعته التجسسية والذى تطارده الولايات المتحدة للقبض عليه ويعيش لاجئا فى الإكوادور الآن، وأيضا إدوارد سنودن مبرمج وكالة الأمن القومى الأمريكى والملقب بفاضح أمريكا، وغيرهم حتى إن واشنطن تشعر الآن بالقلق والذعر لوجود مسربين جدد على الساحة الآن.
وقد بدأ عالم التسريبات فى الظهور منذ ٢٠٠٦ عند إنشاء مؤسسة وموقع ويكليكيس وكان لديها قاعدة بيانات لأكثر من ١.٢ مليون وثيقة خلال سنة من ظهورها ويشترك فيها منشقون ومعارضون من جميع دول العالم يتم كشف العديد من المراسلات السياسية بين الدول والسفارات وأجهزة المخابرات والأمن الكبرى.
جوليان أسانج من مواليد ٣ يوليو ١٩٧١ فى كوينزلاند وهو صحفى وناشط فى الإنترنت ومبرمج أسترالى وقد حصل على جائزة من منظمة العفو الدولية فى ٢٠٠٩، وكان أسانج هاكر عندما كان مراهقا، ثم مبرمج الكمبيوتر قبل أن يصبح معروفا لتأسيسه ويكيليكس، وجعل ظهوره العلنى فى جميع أنحاء العالم للتحدث عن حرية الصحافة، والرقابة، والصحافة الاستقصائية حتى أصبحت ويكيليكس معروفة عالميا فى عام ٢٠١٠ عندما بدأ فى نشر وثائق عسكرية ودبلوماسية عن الولايات المتحدة بمساعدة من شركائها فى وسائل الإعلام.
وقد أصدر موقع ويكيليكس أكثر من مليون وثيقة سرية، وهو رقم أكثر بكثير مما نشرته الصحافة حول العالم، وبسبب عمله على التسريبات وخاصة الوثائق المتعلقة بالولايات المتحدة أدرجته الشرطة الدولية «الإنتربول» على لائحة أكثر المطلوبين لدى منظمة الشرطة الدولية، بناء على طلب من محكمة سويدية تنظر فى جرائم جنسية مزعومة.
وأثار إدوارد جوزيف سنودن الذى ولد فى ٢١ يونيو ١٩٨٣ المبرمج التقنى وعميل لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، عمل كمتعاقد مع وكالة الأمن القومي، جدلا كبيرا بعد أن سرب تفاصيل برنامج التجسس بريسم إلى الصحافة وكانت مواد مصنفة على أنها سرية للغاية من وكالة الأمن القومي، يعتبر سنودن هاربا من العدالة أمام السلطات الأمريكية التى تتهمه بالتجسس وسرقة ممتلكات حكومية، وقد منحه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حق اللجوء إلى روسيا.
ومن أهم مسربى الشرق الأوسط أيضا فؤاد عونى والملقب بسنودن تركيا وهو كاشف أسرار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والذى يعيش أردوغان بسببه حالة من التوتر الشديد، حيث إن معظم المعلومات التى ينشرها على الإنترنت تكون صحيحة وخاصة فيما يتعلق بقضايا الفساد له ولحزبه الحاكم التنمية والعدالة وأيضا فيما يتعلق بعائلته وسوء استخدام سلطته.
وينشر فؤاد عونى (Fuatavni) المعلومات على حساب موقع تويتر، والذى ينشر عليه العمليات التى ستقوم بها حكومة العدالة والتنمية قبل حدوثها وهو ما يؤكد أن لديه مصدرا قويا ومهما داخل جهاز الشرطة والمخابرات يعتمد عليه فى الحصول على المعلومات، لأن كل شيء كان يكتبه ويتوقع حدوثه كان يحصل تماما، وقد قامت أجهزة الاستخبارات التركية بأوامر من أردوغان بمتابعة حساب فؤاد عونى على تويتر بعدما نشر أخبارا متعلقة بمحاولة الانقلاب على الحكومة التى جرت فى الفترة ما بين ١٧ و٢٥ ديسمبر ورفضت إدارة تويتر إعطاء تركيا المعلومات الخاصة بالحساب، ويتعاون عونى مع حزب الشعب الجمهورى المعارض لأردوغان.
ومن أشهر مواقع التسريبات «انترسيبت» وهو المتخصص فى نشر تسريبات سنودن ولكن فى الآونة الأخيرة بدأ نشر تسريبات جديدة دون ذكر مسربها وتشتمل على أسرار سياسية وعسكرية مهمة من داخل البيت الأبيض ووكالات المخابرات الأمريكية حيث تنصبت دوافع المسربين حول قناعتهم بأن المواطن لديه الحق فى فهم العمليات السياسية التى تستخدم بناء على أوامر من أعلى المستويات فى الحكومة الأمريكية.
غارة أوباما على المسربين
منذ دخول باراك أوباما البيت الأبيض فى عام ٢٠٠٩، شنت حكومته حربا ضد المسربين للمعلومات السياسية فى عهده، بموجب قانون التجسس ١٩١٧ وقام بملاحقة أكثر من ضعف من قام به جميع الرؤساء السابقين مجتمعين، ومن ضمن المسربين الذين تم القبض عليهم ويواجهون عقوبة السجن ستيفن كيم ١٣ شهرا فى السجن وذلك فى تسريب تفاصيل البرنامج النووى لكوريا الشمالية لمراسل فوكس نيوز، على الرغم من أنه أصر على أنه قد فعل ذلك لإطلاع الشعب الأمريكى حول طبيعة التهديد الكورى الشمالي.
وبرادلى مانينج ٣٥ عاما فى السجن العسكرى والذى عمل كمحلل استخبارات فى الجيش الأمريكى وهو مسجون بسبب نقله معلومات إلى ويكيليكس من الملفات السرية الأمريكية حول قاعدة عسكرية فى العراق، وجيفرى باوند واجه عاما من السجن حيث كان يعمل ضابطا فى وكالة المخابرات الأمريكية سى أى ايه، وذلك بسبب تسريب معلومات حول جهود سرية للبرنامج النووى الإيرانى لمراسل صحيفة نيويورك تايمز، جيمس رايزن، وجون كيرياكو يواجه حبس سنتين فى السجن الاتحادي.
وهو عميل سابق بوكالة المخابرات المركزية وهو حاليا تحت الإقامة الجبرية بعد سجنه لمدة ٣٠ شهرا فى إصلاحية فى لوريتو، بنسلفانيا، بسبب معلومات سربها عن عميلة سرية فى أساليب الاستجواب القاسية لوكالة الاستخبارات المركزية فى عهد الرئيس جورج بوش، الذى سرب لأول مرة علنا فى عام ٢٠٠٧، تفاصيل الانتهاكات والتعذيب الأمريكى التى تمر دون مساءلة أو عقاب.
وحتى الآن فإن إدارة أوباما لا ترحم فى مقاضاتها للمسربين، وهو ما يبرر ذلك بأنه يحافظ على الأمن القومي، حيث إن الوثائق المسربة تشمل وثائق عسكرية تحمل معلومات عن حروب سابقة، وصفقات أسلحة وتعاون استراتيجى سري، بالإضافة إلى وجود وثائق تكشف عن فساد مؤسسى وحكومى وبعض الأمراض والأوبئة.
ومن أشهر التسريبات كانت عن الغزو الأمريكى للعراق، وإيميلات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون وخاصة فيما يتعلق بثورات الربيع العربى والعلاقات الأمريكية مع الإخوان فى دول الشرق الأوسط.
مواقع التسريبات
من أشهر مصادر المعلومات وآليات الحصول عليها أيضا استخبارات المصادر المفتوحة (OSINT)، وهى العمليات الاستخباراتية المستخلصة من المصادر المفتوحة مثل الإنترنت، واستخبارات الاتصالات (COMINT) التنصت على الاتصالات واعتراضها (مثل التنصت على المكالمات الهاتفية) ويضم استخبارات الإشارات (SIGINT) والاستخبارات الإلكترونية (ELINT)، فضلا عن الاستخبارات بالأقمار الصناعية (IMINT) والتى توفر مجموعة من المعلومات المستخلصة من عدد من أصول التجميع مثل الأقمار الصناعية الاستطلاعية أو طائرات المراقبة.
واستخبارات الإشارات وهى الاستخبارات الإلكترونية التى يتم جمعها عن طريق التجسس على اتصالات الراديو والهاتف والإنترنت وعبر البريد الإلكترونى ووسائل التواصل الاجتماعى للأفراد والدول والمنظمات الدولية، حيث ساعد التقدم التقنى والرقمى فى تطور عمليات التجسس والتنصت والتى ساهمت فى كشف الأسرار السياسية والحكومية للدول لتخرج للعلن غصبا عن الحكومات أنفسها، واللافت أن دول منطقة الشرق الأوسط كانت على قائمة الجهات الأكثر اختراقا.