الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رقابة الممثلين ثانية "36"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زارنى صديق كان يعمل فى وزارة الثقافة ولما شاهد العرض قال إنه قرأ مسرحية أمريكية لا تشبهها ولكنها قد تنفع لى، ولكنها ليست عنده.
وبعد أيام زارنا سامى فهمى، زميل الدراسة الذى كنت أريده فى مسرحية الغبى، وفوجئت بالمنتج وقد أتى بممثل للدور بالفعل.
وبحث سامى عنى فوجدنى فى كواليس المسرح، وكان قد جاء لى ومعه مسرحية يريد أن يجعلنى أكتبها ليمثلها للتليفزيون! فضحكت لأنى لن أقتبسها، لكنه ألح أن أقرأها أولا، أخذت المسرحية منه فوجدت أنها نفس المسرحية التى كلمنى عنها صديقى ولما قرأتها وجدت الفصل الأول لا يظهر فيه البطل والبطلة وإنما نسمع كلمات قليلة من حجرة مغلقة.
وفى الفصل الثانى نكتشف أن والد الفتاة قد مات منذ فترة وجاء البطل ليسكن معهم لأنه وزوجته فقيران، فيصبحان عالة عليهم، وفى الفصل الثالث تتشاجر زوجته معه وكذلك زوج الأخت الكبيرة وزوجها والأم وحتى الشاب الصغير الذى لم يتخرج بعد، لكن الغريب أن بعض ما تحدث عنه أتى بالخير لهم جميعا بعد عناء إلا هو!
طرحت الكتاب ونسيته لأيام ورأيت العمل لا يشجع على الاهتمام به. وكنت وقتها أكتب فى مسرحية جديدة باسم (مبروك)، لكن بعد أيام وجدتها تقفز إلى دماغى رغم ما فيها من عيوب كثيرة وسميتها (عاشق المظاهر) ثم (على بيه مظهر) بعد ذلك. 
فقلت إن اختفاء البطلين فى الفصل الأول كله لا مبرر له، والأفضل أن نتعرف عليه بسرعة عندما يدخل لهم من البداية دون أن يكون قد عرفه أحد، لكنهم تدريجيا يكتشفون تصرفاته المتهورة الغريبة إلا زوجته التى كانت مغرمة به، وأبقيت على الأب حتى نهاية المسرحية وجعلت الأخت الأكبر متحكمة فى زوجها الذى لا يقاومها أبدا وينصاع لها. والأسرة كلها تبدأ تدريجيا فى معرفة نواقصه ويضيق الكل به لكن بعد أن تزوج من أختهم. ولكنه كان ينصحهم بأشياء كثيرة للجميع فتسبب لهم الارتباك، بل الأذى حتى مع بعضهم البعض. وهو طيلة الوقت يرسم لهم الخطط للنجاح كما يراه بينما هو شخصيا لا عمل له. بل يعيش عالة على عمل زوجته. ثم تكتشف عيوبه وتطلب الطلاق منه. 
لكن النصائح التى كان ينصحهم بها نجحت أن تغير حالهم بسرعة. وحتى زوجته تسامحه. لكن يبقى هو نفسه الذى لم يغير من نفسه، ورغم أنهم جميعا ينصحونه ليغير من شخصيته فيهددونه ليغير أسلوبه فى الحياة فيضطر أن يقر أنه سيغير من نفسه إلا أنه فورا يبدأ فى سرد أحلامه القادمة التى لا يصدقها أحد. ثم يتحدث تليفونيا بشخصية كبيرة حول مشروع عظيم سيغير أحلامهم جميعا. ويرفعهم إلى فوق كما يدعى لكن الشاب الصغير ينزع سلك التليفون خلسة منه فيجدونه يواصل الكلام والأحلام وهنا تسدل الستار ويظل هو يتكلم مع نفسه.
وكان لا بد أن يقبل صبحى هذه المرة سامى فهمى، خاصة وقد اقترحت أن ننتج المسرحية بأنفسنا ونعرضها فى القاهرة والإسكندرية وأقاليم كثيرة. وبدأنا أول عرض بالإسكندرية واستقبل الجمهور العرض بنجاح كبير. ولكن بعد ستار الفصل الأول دعتنى ممثلة معروفة إلى غرفتها بإلحاح شديد، فلما دخلت لها أغلقت الباب بسرعة ورفعت الجونلة التى ترتديها وقالت لى انظر. ولم أفهم. فقالت لى بضيق (بص كويس على فخدي). ولما نظرت وجدت عليه بقعة حمراء كبيرة فوجمت وقلت من إيه دا؟ فقالت من صاحبك صبحى. (وكان هذا الموقف مكتوبا فى النص ولكن كان يضربها بالخطأ بدلا من الأخت بدون أن يكون حقيقيا بالطبع)، قالت يرضيك كده؟. قلت لا طبعا وسألفت نظر صبحى إلى هذا الآن، فقالت أنا اللى سأترك العرض وعليكم أن تأتوا بممثلة غيرى من الغد. ولم أشأ أن أقول لها إنه ربما كانت عصبية ليلة العرض الأول.
وبالفعل جئنا بسرعة بممثلة غير معروفة بالطبع لتنقذ العرض على قدر ما تستطيع. وبعدها تجولنا فى الأقاليم وعرضناها حتى فى هنجر طيارة للترفيه عن الجنود.
وكنا قد اتفقنا مع المخرج أحمد بدر الدين أن يشترى منا حق تصوير العرض لصالحه، ثم تحولت الفكرة إلى مسلسل ويخرجه بنفسه. فعدت أكتب العمل كمسلسل وليس كالمسرحية تدور فى ديكور واحد. 
وكان المنتج صلاح يسرى قد اتفق معنا على تقديم مسرحية جديدة بدأت فى كتابتها، فعرض علينا أن نبدأ بالمسرحية الموجودة فعلا. 
وكنت قد بدأت كتابة مسرحية للعرض على مسرح الريحانى بالإسكندرية فى نفس الوقت وأعود مرات لمتابعة كتابة تكملة المسلسل!.