السبت 11 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

"أو إس إن".. ضاعت في الترجمة!

أو إس إن
"أو إس إن"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على قنوات «أو إس إن» المشفرة التى تقدم خدماتها نظير اشتراك شهرى يمكن للمشاهد العربى أن يرى أفلاما مختلفة، متميزة، من بلاد العالم كله، دون حذف، بعيدا عن رقابة دور العرض والقنوات الفضائية العادية التى تكتفى تقريبا بعرض الأفلام الأمريكية والمصرية التجارية.
ولكن بالرغم من هذه الخدمة العظيمة تعانى هذه القنوات من عيب قاتل هو ضعف المترجمين الذين يقومون بترجمة حوارات هذه الأفلام، ويتسببون أحيانا فى كوارث، وغالبا فى عدم وصول المعانى إلى المشاهدين، مما يفسد أو يضعف فهم الأفلام وتذوقها.
منذ يومين، شاهدت مثلا فيلم «آنى هول» على واحدة من قنوات «أو إس إن»، وهو واحد من روائع السينما العالمية، كتبه وأخرجه وقام ببطولته واحد من عباقرة السينما العالمية هو «وودى آلان» منذ أربعين عاما، وحصل عنه على أربع جوائز أوسكار، كأفضل فيلم وإخراج وسيناريو وممثلة لبطلته دايان كيتون.
أسوق هذه المعلومات ليعرف القارئ مدى شهرة الفيلم وأهميته، ولو كان الذين يعملون بترجمة الأفلام لهذه الفضائيات من محبى السينما والمتابعين لها، وأعتقد أنه شرط أساسى لمن يعمل بالترجمة، أن يكون ملما ولو قليلا بالمجال الذى يترجم فيه... أقول لو كان المترجم الذى تولى ترجمة هذا الفيلم لديه أدنى علاقة بالسينما أو الفن أو الأدب أو علم النفس لما وقع فى الأخطاء الكارثية التى وقع فيها.
«آنى هول» لمن يعلم فيلم كوميدى يعتمد على الحوار بشكل أساسى، ويحفل بالإشارات والإحالات الثقافية إلى أسماء وأعمال فنية وأدبية وثقافية وكثير من المصطلحات المعروفة فى العلوم الإنسانية... مثل معظم أعمال وودى آلان. ولكن المترجم الذى ليست لديه أى فكرة عن هذه المجالات بدا وكأنه صينى لا يعرف غير اللغة الصينية يترجم من الهيروغليفية إلى الهندية!
وحتى لا أظلم هذا المترجم الذى لا أعرف اسمه يجب أن أوضح أن المشكلة تتجاوز هذا الفيلم وأنها ظاهرة عامة، إلا فيما ندر، على قنوات «أو إس إن»، وأن الأمر يحتاج إلى غربلة كاملة للمترجمين فى هذه القنوات إذا كانت الشركة جادة بالفعل فى تقديم خدماتها غير المجانية للجمهور العربى.