الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لماذا يكرهوننا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لماذا يكرهوننا؟ هذا هو عنوان معظم المقالات المنشورة فى أغلب الصحف والمجلات الأوروبية خلال الأسبوع الماضى عقب العمليات الإرهابية التى طالت بلجيكا، وأفكار هذه المقالات واحدة، فهى تعكس النظرة الغربية المندهشة من كراهية المسلمين للأوروبيين، فهم –أى الأوروبيين- على حد وصفهم قاموا بأعمال جليلة للعرب، منها تصدير الابتكارات العلمية والتكنولوجية وكل سبل التقدم، وقاموا مؤخرا بإيواء ملايين اللاجئين العرب فى بلادهم، وهم الذين يقدمون منحا تعليمية لأبنائنا وقروضا ميسرة ومنحا مالية لدولنا، فكيف يقدمون لنا كل هذا الخير بينما تمتد أيدينا إليهم بالغدر والخسة؟ هكذا يتساءلون وهم فى ذهول من أمرنا، وهم لا يفرقون بين مسلم سنى أو شيعى أو بين متطرف ومعتدل، فالكل أمامهم سواسية، والإسلام أصبح عندهم مرادفا للقتل والعنف والذبح، وهم الآن يخافون من أى مسلم، ويتصورون أنه يخطط لقتلهم، ويكفى أن تظهر جواز سفرك فى أى مطار أوروبى لتتلقى نظرات شك وريبة، فقد ترسخ فى وجدانهم أن المسلم يعتبر بلادهم ديار كفر حسب التعبير المستخدم فى بيان داعش الأخير، ولأن إعلامنا دأب على مخاطبتنا نحن وليس على مخاطبة الخارج، فإن أحدا لم يتوجه إلى الغرب ليبين لهم سماحة الإسلام وقبوله للآخر، ورفضه لكل أشكال العنف، ولكل هذه الأعمال الإرهابية التى التصقت بالإسلام خطأ، صحيح أن فضيلة شيخ الجامع الأزهر قد سافر إلى ألمانيا منذ حوالى أسبوعين، وألقى هناك عدة محاضرات، إلا أن هذا لا يكفى أبدا لتصحيح صورة الإسلام التى دمرها هؤلاء المتأسلمون، والأمر يتطلب إرسال بعثات متتالية من علماء المسلمين، لتوضيح الحقائق الغائبة عن الغرب، وكذلك إرسال مجموعة من المثقفين والمفكرين لطرح أفكار جديدة للمناقشة، وأول هذه الأفكار وأهمها من وجهة نظرى هى مواجهة الغرب بالحقيقة التى قد تكون مؤلمة لهم، نعم نحن فى حاجة إلى تحليل دقيق للموقف وصولا إلى الأسباب التى دفعت هؤلاء القتلة لتنفيذ عملياتهم الإرهابية القذرة فى أوروبا، ولنكن صرحاء معكم حين نقول لكم «هذه بضاعتكم ردت إليكم»، فأجهزة مخابراتكم هى التى صنعت داعش ومن قبلها تنظيم القاعدة، وهى من دعمت الإخوان للوصول إلى الحكم فى مصر، وهى من تدعم كل التيارات الأصولية بهدف إشعال أتون الحرب فى المنطقة، وتوريد الأسلحة للمقاتلين، ثم تعمير البلاد على يد شركاتكم فيما بعد، وأنتم تعترفون بذلك فى كتبكم ومذكراتكم، اقرأوا ما كتبه الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون فى كتابه «نصر بلا حرب» الذى يشرح فيه المخططات المخابراتية لتحقيق النصر دون الدخول فى مغامرة الحروب، وفى هذا الكتاب الذى خصص جزءا كبيرا منه للاتحاد السوفييتى القائم آنذاك خصص أيضا جزءا للشرق الأوسط، وتحدث عن حرب أكتوبر التى كانت مفاجأة للجميع، وعن ضرورة ضمان السيطرة على دول المواجهة بدعم الديمقراطية فى هذه البلاد حتى تثب من خلالها التيارات الأصولية للوصول إلى الحكم، وهذه التيارات رغم عدائها الظاهر لإسرائيل إلا أن عداءها لبعضها البعض أقوى وأعمق، وسوف تنشغل بالحروب الأهلية أو الطائفية عن إسرائيل، وهذا هو ما يحدث اليوم، إذن فأنتم الذين صدرتم الإرهاب أو دعمتموه، تماما مثلما صنعتم بن لادن ليساعدكم فى طرد الاتحاد السوفييتى من أفغانستان، ولما انقلب عليكم وأعاد إليكم بضاعتكم فى ١١ سبتمبر قررتم الخلاص منه، وجيشتم الجيوش لقتاله، وها أنتم اليوم تدعون أمام العالم أنكم ضد الإرهاب، وأنكم تحاربون داعش بينما الحقائق تؤكد غير ذلك، فأنتم تدعمونه للخلاص من بشار الأسد الذى كان رجل روسيا الوحيد فى المنطقة، وأنتم تدفعون الأحداث نحو حرب شيعية سنية، فحزب الله وإيران يقفان إلى جانب بشار، وداعش السني يقاتلهما، وأجهزة إعلامكم فقط مع قناة «الجزيرة» القطرية، وهم الذين يطلقون على داعش تنظيم الدولة الإسلامية، ولكى لا يفهم أنكم ضد الإسلام حذفتم كلمة الإسلامية، وجعلتم إعلامكم يتحدث عن تنظيم الدولة الذى صار متشعبا فى عدة دول، والذى تتصورون خطأ أنه تحت سيطرتكم، فهؤلاء كالأفاعى ولا يجب عليك يا عزيزى الغربى أن تأمن غدرهم مهما أطعمتهم، فها هى الأفاعى تتجه إليك بسمها، بينما أبناء شعوبك يتساءلون ويكتبون عنا: لماذا يكرهوننا؟