الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

أسود.. أبيض.. مشاهد من أيام مصرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
* عندما يهرول الدكتور عصام “,”العريان سابقًا“,”.. “,”الغول حاليًّا“,”.. لأمريكا؛ ليشرح للإدارة والشعب الأمريكي «الشقيق» مزايا «دستور الإخوان وحلفائهم».. وكيف أنه دستور نفاخر به الأمم.. وأنه دستور “,”محصلش ولا هيحصل“,”.. وليحذِّر الإدارة الأمريكية من مخاطر «معارضي الإخوان» إن هم تمكنوا من إزاحة الرئيس.. فالمعارضة خطر على أمن إسرائيل القومي!! «وسلم ليَّ على جماعة تهتف في قلب القاهرة «ع القدس رايحين.. شهداء بالملايين».. ولا ينسى «العريان» أن يحذر الأصدقاء الأمريكان من تطرف وغلو «حلفائه» السلفيين.. ومن الآخر.. الرسالة التي حملها مندوب الحزب والجماعة والرئاسة.. «يا أمريكان: الإخوان هم الحل».. أسود.


* عندما يسارع شباب الأولتراس [ أهلي/زمالك] لتشكيل حائط دفاعي عند نفق العروبة بمصر الجديدة، من أكثر من عشرة آلاف شاب.. حتى يحموا المعتصمين عند قصر الاتحادية ويعلنوا أنهم لن يسمحوا لكائن من كان أن يكرر غدره بالمعتصمين السلميين.. حدث ذلك مساء جمعة «الكارت الأحمر».. وفي صباح اليوم التالي يعلنون رفضهم تلبية دعوة مرشد جماعة الإخوان للقاء مع قياداتهم.. ليتأكد للجميع أن شباب الأولتراس حماة الثورة والثوار.. أبيض.


* عندما يحرص الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان المسلمين، على إمامة المصلين بالجامع الأزهر وتأدية صلاة الجنازة على شهداء الاتحادية، في خضم إصرار إعلام الإخوان على أن الشهداء كلهم من الإخوان، وأن عددهم يبلغ ثمانية شهداء، وأن جرحى الإخوان من «موقعة الاتحادية أكثر من ألف وخمسمائة مصاب»... في محاولة محمومة للترويج لمقولة أن معتصمي الاتحادية هم من قاموا بالاعتداء على شباب «ميليشيات» الإخوان.. مساء الأربعاء الدامي!!.


* ودعك من أن الصور والفيديوهات المرفوعة على كثير من مواقع التواصل الاجتماعي وشهادات المراسلين والإعلاميين والمواطنين من شهود العيان- بل والأهم المنطق وتسلسل الأحداث- يؤكد عكس ما ذهبت إليه الجماعة ومرشدها وإعلامها.. دعنا من كل هذا.. فبيانات وزارة الصحة تؤكد أن الشهداء ستة فقط، وأن إجمالي المصابين سبعمائة شخص.. والأهم أن فضيلة المرشد لم يشيع في الأزهر سوى «شهيدين اثنين».. وما حدث بعد ذلك فهو «فضيحة» بكل المقاييس.. ففي اليوم الثاني وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده د. بديع كان في خلفية المكان صور لمن اعتبرهم شهداء الجماعة.. وتابع كل المصريين أسرة شاب ممن وضعت صورته باعتباره شهيدًا إخوانيًّا وهم يصرخون.. أولاً ابننا لم يمت.. إنه مصاب، ثانيًا.. ابننا ليس من شباب الإخوان.. وتكرر الأمر مع أكثر من أسرة حاول الإخوان «نسبة» ابنهم للفصيل الإخواني.. بل وساوموهم على دمائهم!! ويستمر الإصرار على الكذب والتضليل.. وينسى «الإخوة» «أن الدم كله حرام».. أسود.


* عندما تسارع نساء وفتيات حي مصر الجديدة وأحياء الحلمية وشبرا والحدائق ليتقدمن صفوف المتظاهرين المتجهين لمحيط قصر الرئاسة «الاتحادية» للدفاع عن الشباب المعتصم هناك.. دون تردد أو خوف من احتمال التعرض للأذى والبطش.. يؤكدن قيمة ومكانة ودور المرأة المصرية في صناعة الثورة ورعايتها، والإصرار على صناعة وطن يليق بالمصريين، كل المصريين.. رجالاً ونساءً.. مسلمين وأقباط.. أبيض.


* عندما تعتبر جماعة «مؤيدي الرئيس» وحلفاؤهم أن الاعتصام أمام قصر الاتحادية أو في ميدان التحرير انتهاكًا لسيادة القانون وإهدارًا لهيبة الدولة.. وفي ذات الوقت يواصلون «حصارهم» لمقرِّ المحكمة الدستورية العليا.. وإرهاب قضاة مصر (بل ويهتفون بإمكانية وضعهم «أي القضاة» في «شوال» وإلقائهم تحت رجل «المرشد».. «بس هو يأمر».. ويواصلون اعتصامهم «المصحوب بنحر الذبائح» أمام أبواب مدينة الإنتاج الإعلامي.. وإطلاق رسائل وهتافات التهديد والوعيد للإعلاميين الذين يخالفونهم الرأي والرؤيا.. ولا يرون في ذلك «الحصار» ولا في تلك «المتاريس» انتهاكًا لسيادة القانون أو إهدارًا لهيبة الدولة!!.. أسود.


ويبقى الأبيض.. الأبيض صوت المصريين.. إرادتهم وإصرارهم على استكمال ثورتهم من أجل الحرية.. والكرامة والعدالة الاجتماعية.. الأبيض.. الأبيض الذي يواجه ببسالة وشجاعة أصحاب الرايات السوداء التي تحاول اختطاف ثورة مصر... بل مصر بتمامها.. ولكن هيهات.