ضمن كثير يخطر بالبال.. فى مرور أربعين يومًا على زلزال الارتحال، فإننا نقول عن وحول.. محمد حسنين هيكل، فى «ذكرى الأربعين»، إنه يخطر التوكيد والقول.. على سبيل المثال:
اقرأوه.. تعلموا منه وأنصتوا بتواضع.. وبعد أن تستوعبوا وتتأملوا.. ناقشوا واتفقوا واختلفوا إن أحببتم.. لقد كتب تاريخ مصر الحديثة كلها:
مقدمات ثورة ٢٣ يوليو فى مرجعه العظيم: «سقوط نظام».
ملحمة النضال والصراع ضد الاستعمار بقيادة جمال عبد الناصر: فى رباعية «حرب الثلاثين سنة» (ملفات السويس/ سنوات الغليان/ الانفجار «١٩٦٧»/ أكتوبر ٧٣ السياسة والسلاح).
أعظم الكتاب عن ناصر، بعنوان: «عبد الناصر والعالم».. إلى جانب مناقشة كل خصومه، والرد على أباطيلهم فى كتابه القيم المفحم: «لمصر.. لا لعبد الناصر».
أهم وأشمل كتاب عن عهد السادات: «خريف الغضب».. أبرز وأدق الكتب عن عهد مبارك: كتبه الثلاثة الأخيرة، الأول عن «مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان»، والثانى يضم أحاديثه والحوارات معه عن هذا العهد قبل ثورة ٢٥ يناير، ثم أحاديثه خلال الثورة وما بعدها فى الكتاب الثالث.
كتابه غير العادى عن: «حرب الخليج».. واستكمال القضية فى كتاب: «الغارة الأمريكية على العراق».
كتابه التحفة المدهشة: «زيارة جديدة للتاريخ».
كتابه: «بين الصحافة والسياسة»، الذى حوى فى بابه الأول موجز السيرة الذاتية لهيكل، وبقيته مخصصة لقضية مصطفى أمين التى ثار ولايزال بشأنها لغط كثير، ولهذا فالكتاب يتضمن نصوص وثائق القضية كاملة.
وأروع كتاب (يدرّس) فى صحافة الحوار: «أحاديث فى آسيا».
وكتبه بأجزائها عن «العروش والجيوش».. وعن «المفاوضات العربية الإسرائيلية».
وغيرها... قرابة الخمسين كتابًا: للتعلم والاستفادة، وللتفكير والمناقشة، والاستمتاع بروح كتابته الفريدة، وأسلوبه الأدبى الناصع بالغ التميز، بقدر ما هو علمى رصين بالغ الوضوح، الزاخر بالجمال بقدر ما هو مدقق وموثق.. وكذلك إبداعاته فى فن كتابة المقال بشكل وروح الدراما والقص، وفى (المقال المستطرد بمجلة «وجهات نظر»، مما تم جمعه فى سلسلة كتب: «كلام فى السياسة»).
نعم، «هيكل» عميد الصحافة العربية، ومن شوامخ الأدباء، بقدر ما هو عالم ومفكر سياسى من الطراز الرفيع، ومؤرخ عظيم فوق العادة... فضلًا عن دوره الفذ إلى جانب قائد ثورة ٢٣ يوليو، صديق محاور، وكاتب عبقرى لكل وثيقة أساسية فى مسيرتهم، وفى المقدمة كتاب «فلسفة الثورة» فى الخمسينيات، و«الميثاق الوطني» و«بيان ٣٠ مارس» فى الستينيات.. معبرًا بدقة متناهية ورهافة لا زيادة عليها، عن الرؤية الفكرية والفلسفية لناصر مفجر ومفكر ثورة يوليو. فهما صديقان ومفكران وصفهما توفيق الحكيم يومًا فى آخر مقالاته معتذرًا عما سبق أن كتب بتجاوز بأنهما: «مثل ماركس وآنجلز.. مع أى فارق مفهوم».
نعم، «هيكل».. مسيرة وتجربة حياة عبقرى... من بلادنا وقلب حياتنا وشعبنا، نعتز به ونفرح، بقدر ما نطالعه... ونناقشه دومًا، «أخذًا وعطاء» معه.
كلمات قيلت عن محمد حسنين هيكل، خلال الأربعين يومًا الأولى.. عقب زلزال الارتحال (الأربعاء ١٧ فبراير ٢٠١٦):
قال الشاعر أدونيس (اتصال مع قناة سى بى سى بالمذيعة لميس الحديدى ٢١ فبراير):
(شكرًا للأستاذ هيكل.. لفكره الشجاع.. ولأنه صعد جبل الحقيقة.. كمن يصعد جبلًا من نار..).
قال السيد حسن نصر الله (حوار فى قناتى «الميادين» و«المنار» مع المذيع غسان بن جدو ٢١ مارس):
«أول مرة التقيت بالأستاذ محمد حسنين هيكل ١٩٩٧.. كان يعزينى فى استشهاد ابنى «هادي».. وكان متأثرًا حقًا، كنت وقتها أصغر وكان شعرى لا يزال أسود.. وشعرت وقتها بأننى أجلس بين يدى أب حقيقى.. كان يتمتع بحنو الأب والتواضع والعطف.. وبعدها كلما جاء إلى لبنان نلتقى.. ونجلس فى كل مرة أربع أو خمس ساعات.. كان يزودنا بمعطيات «فى حرب تموز»، كانت مفيدة جدًا.. وبإطلالات وشروحات كثيرًا ما قدمها وأفادتنا، ظل الأستاذ محمد حسنين هيكل مدافعًا عن المقاومة.. ولا يهتم بصعوبة أى ظروف يتحدث خلالها، وبغيابه اليوم يخسر الوطن العربى أستاذًا كبيرًا ومناضلًا عظيماً... وقد ظل من القلة، من البقية الباقية التى تصمد على مبادئها...».
تحية لفيلم تسجيلي:
كم أود أن أقدم تحية لفيلم تسجيلى عن الأستاذ هيكل.. أعيد عرضه فى التليفزيون فى أعقاب ١٧ فبراير، الفيلم بعنوان (هيكل الإنسان)، سيناريو وإخراج ياسر عز العرب، رؤية وتعليق الروائى يوسف القعيد، وهو إنتاج قناة «دريم» سنة ٢٠٠٣، إنه فيلم رائع، وأعتبره وثيقة بالغة الأهمية: عن هيكل الإنسان...
وتحيات خالصة من القلب أيضًا، فى هذه الخاتمة، لكل من تقدم بكلمة صادقة، أو تعبير من القلب، خلال هذه الآونة عن «محمد حسنين هيكل»: سيد العقل الراجح والقلب الفنان.
اقرأوه.. تعلموا منه وأنصتوا بتواضع.. وبعد أن تستوعبوا وتتأملوا.. ناقشوا واتفقوا واختلفوا إن أحببتم.. لقد كتب تاريخ مصر الحديثة كلها:
مقدمات ثورة ٢٣ يوليو فى مرجعه العظيم: «سقوط نظام».
ملحمة النضال والصراع ضد الاستعمار بقيادة جمال عبد الناصر: فى رباعية «حرب الثلاثين سنة» (ملفات السويس/ سنوات الغليان/ الانفجار «١٩٦٧»/ أكتوبر ٧٣ السياسة والسلاح).
أعظم الكتاب عن ناصر، بعنوان: «عبد الناصر والعالم».. إلى جانب مناقشة كل خصومه، والرد على أباطيلهم فى كتابه القيم المفحم: «لمصر.. لا لعبد الناصر».
أهم وأشمل كتاب عن عهد السادات: «خريف الغضب».. أبرز وأدق الكتب عن عهد مبارك: كتبه الثلاثة الأخيرة، الأول عن «مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان»، والثانى يضم أحاديثه والحوارات معه عن هذا العهد قبل ثورة ٢٥ يناير، ثم أحاديثه خلال الثورة وما بعدها فى الكتاب الثالث.
كتابه غير العادى عن: «حرب الخليج».. واستكمال القضية فى كتاب: «الغارة الأمريكية على العراق».
كتابه التحفة المدهشة: «زيارة جديدة للتاريخ».
كتابه: «بين الصحافة والسياسة»، الذى حوى فى بابه الأول موجز السيرة الذاتية لهيكل، وبقيته مخصصة لقضية مصطفى أمين التى ثار ولايزال بشأنها لغط كثير، ولهذا فالكتاب يتضمن نصوص وثائق القضية كاملة.
وأروع كتاب (يدرّس) فى صحافة الحوار: «أحاديث فى آسيا».
وكتبه بأجزائها عن «العروش والجيوش».. وعن «المفاوضات العربية الإسرائيلية».
وغيرها... قرابة الخمسين كتابًا: للتعلم والاستفادة، وللتفكير والمناقشة، والاستمتاع بروح كتابته الفريدة، وأسلوبه الأدبى الناصع بالغ التميز، بقدر ما هو علمى رصين بالغ الوضوح، الزاخر بالجمال بقدر ما هو مدقق وموثق.. وكذلك إبداعاته فى فن كتابة المقال بشكل وروح الدراما والقص، وفى (المقال المستطرد بمجلة «وجهات نظر»، مما تم جمعه فى سلسلة كتب: «كلام فى السياسة»).
نعم، «هيكل» عميد الصحافة العربية، ومن شوامخ الأدباء، بقدر ما هو عالم ومفكر سياسى من الطراز الرفيع، ومؤرخ عظيم فوق العادة... فضلًا عن دوره الفذ إلى جانب قائد ثورة ٢٣ يوليو، صديق محاور، وكاتب عبقرى لكل وثيقة أساسية فى مسيرتهم، وفى المقدمة كتاب «فلسفة الثورة» فى الخمسينيات، و«الميثاق الوطني» و«بيان ٣٠ مارس» فى الستينيات.. معبرًا بدقة متناهية ورهافة لا زيادة عليها، عن الرؤية الفكرية والفلسفية لناصر مفجر ومفكر ثورة يوليو. فهما صديقان ومفكران وصفهما توفيق الحكيم يومًا فى آخر مقالاته معتذرًا عما سبق أن كتب بتجاوز بأنهما: «مثل ماركس وآنجلز.. مع أى فارق مفهوم».
نعم، «هيكل».. مسيرة وتجربة حياة عبقرى... من بلادنا وقلب حياتنا وشعبنا، نعتز به ونفرح، بقدر ما نطالعه... ونناقشه دومًا، «أخذًا وعطاء» معه.
كلمات قيلت عن محمد حسنين هيكل، خلال الأربعين يومًا الأولى.. عقب زلزال الارتحال (الأربعاء ١٧ فبراير ٢٠١٦):
قال الشاعر أدونيس (اتصال مع قناة سى بى سى بالمذيعة لميس الحديدى ٢١ فبراير):
(شكرًا للأستاذ هيكل.. لفكره الشجاع.. ولأنه صعد جبل الحقيقة.. كمن يصعد جبلًا من نار..).
قال السيد حسن نصر الله (حوار فى قناتى «الميادين» و«المنار» مع المذيع غسان بن جدو ٢١ مارس):
«أول مرة التقيت بالأستاذ محمد حسنين هيكل ١٩٩٧.. كان يعزينى فى استشهاد ابنى «هادي».. وكان متأثرًا حقًا، كنت وقتها أصغر وكان شعرى لا يزال أسود.. وشعرت وقتها بأننى أجلس بين يدى أب حقيقى.. كان يتمتع بحنو الأب والتواضع والعطف.. وبعدها كلما جاء إلى لبنان نلتقى.. ونجلس فى كل مرة أربع أو خمس ساعات.. كان يزودنا بمعطيات «فى حرب تموز»، كانت مفيدة جدًا.. وبإطلالات وشروحات كثيرًا ما قدمها وأفادتنا، ظل الأستاذ محمد حسنين هيكل مدافعًا عن المقاومة.. ولا يهتم بصعوبة أى ظروف يتحدث خلالها، وبغيابه اليوم يخسر الوطن العربى أستاذًا كبيرًا ومناضلًا عظيماً... وقد ظل من القلة، من البقية الباقية التى تصمد على مبادئها...».
تحية لفيلم تسجيلي:
كم أود أن أقدم تحية لفيلم تسجيلى عن الأستاذ هيكل.. أعيد عرضه فى التليفزيون فى أعقاب ١٧ فبراير، الفيلم بعنوان (هيكل الإنسان)، سيناريو وإخراج ياسر عز العرب، رؤية وتعليق الروائى يوسف القعيد، وهو إنتاج قناة «دريم» سنة ٢٠٠٣، إنه فيلم رائع، وأعتبره وثيقة بالغة الأهمية: عن هيكل الإنسان...
وتحيات خالصة من القلب أيضًا، فى هذه الخاتمة، لكل من تقدم بكلمة صادقة، أو تعبير من القلب، خلال هذه الآونة عن «محمد حسنين هيكل»: سيد العقل الراجح والقلب الفنان.