الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الظاهر بيبرس.. رحلة مسجد من "الصابون" إلى الآثار

مسجد الظاهر بيبرس
مسجد الظاهر بيبرس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مسجد الظاهر بيبرس الذي انتهت وزارة الآثار من أعمال ترميمه والمقرر افتتاحه خلال الأيام المقبلة، أبرز مثال على روعة العمارة الإسلامية، وقدرة الفنان المعماري في مصر الإسلامية على بناء الشامخات من دور العبادة التي يشهد كل ركن من أركانها على عبق التاريخ ويرصد لنا كم كان تاريخ العمارة حينها مرفوع المهمة متفرد الرؤية، وسابق لما تلاه من عصور، تضمن أعمال التطوير داخل المسجد ترميمًا إنشائيًا ومعماريًا دقيقًا، بتمويل ذاتي من وزارة الآثار، وصل تكلفته إلى أكثر من 4 ملايين جنيه.
تاريخ مسجد الظاهر بيبرس
جامع من أنشأه الظاهر بيبرس سنة 665 هجرية، ورد هذا الجامع في تاريخ المقريزي، ويعتبر هذا الجامع من أكبر جوامع القاهرة حيث تبلغ مساحته 103 في 106 مترات ولم يبق منه سوى حوائطه الخارجية – قبل التجديد - وبعض عقود رواق القبلة.
كما أبقى الزمن على كثير من تفاصيله الزخرفية سواء الجصية منها أو المحفورة في الحجر، وتعطينا هذه البقايا فكرة صحيحة عما كان عليه الجامع عند إنشائه من روعة وجلال، وتخطيطه على نسق غيره من الجوامع المتقدمة يتألف من صحن مكشوف يحيط به أروقة أربعة أكبرها رواق القبلة كانت عقودها محمولة على أعمدة رخامية فيما عدا المشرفة منها على الصحن فقد كانت محمولة على أكتاف بنائية مستطيلة القطاع كذلك صف العقود الثالث من شرق كانت عقوده محمولة على أكتاف بنائية أيضا، أما عقود القبة التي كانت تقع أمام المحراب فإنها مرتكزة على أكتاف مربعة بأركانها أعمدة مستديرة، وكانت هذه القبة كبيرة مرتفعة على عكس نظائرها في الجوامع السابقة فإنها كانت صغيرة متواضعة، أما وجهات الجامع الأربع فمبنية من الحجر الدستور فتحت بأعلاها شبابيك معقودة وتوجت بشرفات مسننة وامتازت بأبراجها المقامة بأركان الجامع الأربعة وبمداخلها الثلاثة البارزة عن سمت وجهاتها. ويقع أكبر هذه المداخل وأهمها في منتصف الوجهة الغربية قبالة المحراب، وقد حُلى هذا المدخل كما حُلى المدخلان الآخران الواقعان بالوجهتين البحرية والقبلية بمختلف الزخارف والحُليات فمن صفف معقودة بمخوصات إلى أخرى تنتهى بمقرنصات ذات محاريب مخوصة إلى غير ذلك من الوحدات الزخرفية الجميلة اقتبس أغلبها من زخارف وجهات الجامع الأقمر وجامع الصالح طلائع ومدخل المدرسة الصالحية، وكانت المنارة تقع في منتصف الوجهة الغربية أعلى المدخل الغربي. 
عانى الجامع فترة من الإهمال، فكان قلعة حربية في عهد الحملة الفرنسية على مصر، ثم تحول في عصر محمد على إلى معسكر لطائفة التكارنة السنغالية، ثم إلى مصنع للصابون وأخيرا تحول إلى مذبح في عهد الاحتلال الإنجليزي، وفي عام 1893 اهتمت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع ومحاولة إرجاعه إلى مهمته الأصلية، وأخيرًا نجحت وزارة الآثار في إعادة ترميمه لما له من قيمة تاريخية.