الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"الدست" و"المغرفة" وحكومة شريف إسماعيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أبدى أحد الزملاء الأعزاء غضبا شديدا للطريقة التى أكتب بها.. معتقدا أن اللغة التى أستخدمها «صعيدية مغلقة»، علما بأنه يعرف أنه لا يوجد ما يسمى باللغة الصعيدية!! أو اللغة البورسعيدية.. أو البحراوية.. ورغم انزعاجى الشديد من فكرة ألا يصل ما أكتبه للناس.. إلا أننى فوجئت أنه فهم ما أكتب، ووصلته الرسالة التى أريدها، ولم تستغلق عليه لغتى ولا يحزنون.. طب أومال زعلان من إيه يا عم.. زعلان لأنه ماحدش بيكتب كده.. الله.. حاجة غريبة فعلا وهو انت عايزنى أكتب ليه زى حد تانى!
صديقى الذى لم يستطع مواجهتى برأيه وأرسله لى.. أو ربما لغيرى عبر وسيط كان حاضرا لجلسة النميمة تلك.. يريدنى أن أكون صورة من الآخرين ليس لسبب سوء أنه لا أحد يكتب بهذه الطريقة!
صديقى هذا مثله تماما مثل رئيس مجلس الوزراء الحالى.. ومن كانوا قبله.. ومن كانوا قبل اللى قبله.. يزعجهم أن تكون مختلفا.. ويعرفون أن البعض يزعجه ذلك أيضا.. فقرروا السير على ما كان عليه آباؤهم.
يا ترى فاكرين حكاية الشعب اللى عمل تمثال كبير للحاكم بتاعه.. وقعد كل يوم الصبح يروح الساحة يصبح عليه.. وبعد شوية عمل نسخ من التماثيل دى وحطها فى كل حتة.. المحلات.. الشوارع.. البيوت.. أوض النوم.. لحد ما أصبح حتى مواعدة نسائهم يتم بعد استئذان التمثال القابع فى غرفة النوم!
عارفين حصل إيه بعد كده؟! اتخنقوا من التماثيل اللى عملوها.. اشتكوا فى سرهم.. لعنوها.. صارت تحاصرهم.. ولم يجرؤ أحدهم على الجهر بذلك.. أو تذكر أنه من صنع التمثال بنفسه.. وظل الأمر كذلك حتى فوجئوا باختفاء كل التماثيل ذات صباح غريب.. لكنهم فوجئوا فى الساحة الكبرى بتمثال جديد كبير.. ووجدوا أنفسهم يؤدون التحية له.. فلما استغرب أحدهم قالوا.. هكذا وجدنا آباءنا يفعلون.
افتكرتوا القصة دى!! طيب إيه المناسبة وإيه علاقتها بصاحبنا اللى مش عاجباه طريقتى ولغتى فى الكتابة.. وإيه علاقة ده بالتشكيل الوزارى الجديد.
أقولها لكم باختصار.. هى نفسها نظرية الدست والمغرفة.. والدست للى مش عارفه عشان صاحبى «محسن» مايزعلش.. هو ذلك «البرميل الضخم» اللى بنعمل فيه الأكل.. والمغرفة دى الأداة اللى بنغرف بيها.. «حلو كده»؟!
نعم.. هو نفس البرميل.. وهى نفس المغرفة التى وجدنا آباءنا يستعملونها.. نفس الآلية فى اختيار وزرائنا.. حتى وصل بنا الأمر إلى تصديق نغمة أنه لا أحد يريد أن يعمل فى العمل التنفيذى أو العام.. وأن العناصر الجيدة تهرب من تحمل المسئولية وتفضل الاعتذار.
واحد صاحبنا -شخصية محترمة ومهمة- لما سألناه ليه بتعتذر.. ودى مش أول مرة.. قالك وأنا إيه اللى يخلينى أدى فرصة لحتة صحفى لا راح ولا جه يقولى اشتريت الأرض دى إمتى وجبت الشاليه ده بكام.. وافتح عيون الخلق عليا.. خلينى كده أحسن!
اللى قاله صاحبنا المحترم لا علاقة له بما أتحدث عنه.. لكننى أتحدث عن أن الدائرة تضيق كلما استخدمنا نفس الطرق.. نفس الوجوه والسياسات.. المصادر التى نختار منها.. تذكرنى بنظرية انت هتلاقى عروسة فين.. يا إما من قرايبك.. يا إما من بين زميلاتك فى الشغل.. طريقة اختيار عروسة يا جماعة لا علاقة لها بطرق اختيار المسئولين عندنا.. والرضا بالقسمة لا علاقة له باختياراتنا.. باختصار ومن غير كتر لت وعجن.. طول ما احنا مش شايفين غير أساتذة الجامعة والقضاة واللواءات.. طبيعى مش هنلاقى غير قضاة وأساتذة ولواءات.. مع احترامى للجميع.. المطلوب تنويع مصادر الاختيار.. لأنه باختصار هناكل نفس الأكل طول ما إحنا ما قدامناش غير نفس الدست وطول ما إحنا ما بنستعملش غير نفس المغرفة.. وكل تغيير وزارى وانتو طيبين.