الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الباشا.. أحمد نبيل الهلالي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يومًا ما.. كان هناك القديس.. أحمد نبيل الهلالى.
ولد أحمد نبيل الهلالى، المعروف بـ«قديس اليسار المصرى» فى أغسطس عام ١٩٢٢ وحصل على شهادة فى القانون عام ١٩٤٩ وعمل فى المحاماة. وهو نجل آخر رئيس للوزراء فى العهد الملكى، أحمد نجيب الهلالى.
نعم قديس.. ترك كل الورث الملكى وانضم إلى صفوف الناس الغلابة.. اختار بين خيارات عديدة أن يكون شيوعيا .. فكرا وروحا.
هو ابن الهلالية.. لم يركب إلا المواصلات العامة من منزله إلى مقر مكتبه.
لم يتقاض قرشا من أبناء الطبقة العاملة.. بل كان يدفع من جيبه وتحويشة منزله على قضايا عمال مصر.
لم يكن غريبا أن ينتخبه المحامون ممثلا لهم فى مجلس النقابة.
لم يكن شيوعيا ضد الإخوان بل كان السند الأقوى فى كل وقفاته أمام المحاكم .. كان إنسانا وهو يحاكم نظام السادات ومبارك.
كان القضاة يتركون أوراق التحريات تبع أمن الدولة.. بل ألقى بعضهم بها فى الزبالة.. حتى يستمعوا لهذا الرقيق، ذاك الصلب من حضن الوطن.
لم أكن أعرفه.. كانت رؤية عن بعد.. كم تمنيت أن أحضن يديه.
فى خناقات الحزب الشيوعى كنت فى موسكو أدرس بفضله.. وكان غريبا أن يقوم حزبه الشيوعى بفصله.. والأغرب أن يقوم هذا التاريخ بتكوين حزب هش تحت اسمه.
تحية من جوه قلبى.. للقديس.. أحمد نبيل الهلالى، كان أحمد، ونبيلا .. وهلالا.. لم تعرفه مصر من قبل ومن بعد. إليكم شهادة مش تبعى.
يقول محامى نقابة الصحفيين.. الأستاذ سيد أبوزيد:
بسبب دفاعه عن العمال تم القبض عليه واعتقاله فى الحملة الواسعة عام ١٩٥٨، وتمت إحالته لمحكمة أمن الدولة العليا على ذمة القضية رقم ٣ حصر أمن دولة عليا لسنة ١٩٥٩ عابدين مع لفيف من المناضلين على رأسهم الراحل الدكتور فؤاد مرسى، والراحل الدكتور إسماعيل صبرى عبدالله وآخرون، حيث تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب، وتنقلوا بين أغلبية سجون مصر بدءا من سجن أوردى أبوزعبل حتى سجن الواحات ولم يفرج عنهم إلا عقب قرارات يوليو الاشتراكية ولم يتاجروا بتعذيبهم أو استقووا بالخارج كما يفعل الإخوان الآن، إنما تناسوا كل هذا، ووضعوا أيديهم فى يد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر متناسين كل ما تعرضوا له من أجل مصلحة الشعب المصرى، ولم يسافروا للعمل بالخارج لتكوين ثروات طائلة إنما ظلوا فى الداخل يكافحون ويناضلون من أجل نظام اقتصادى يعتمد على التنمية الشاملة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وحينما بدأت الثورة المضادة عقب نجاح انقلاب ١٥ مايو ١٩٧١ رفضوا أن يضعوا أيديهم فى يد أعداء الشعب والوطن، وحينما أيقن الأستاذ أحمد نبيل الهلالى أن نظام السادات يسعى لإظهار أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ديكتاتور ويشجع قيادات الإخوان على إقامة دعاوى تعويض عن التعذيب والاعتقال رفض أن يقيم دعوى تعويض عن اعتقاله وتعذيبه.
وعقب الإفراج عن الاستاذ نبيل الهلالى قام بإعادة فتح مكتبه بالرغم من ضياع نصفه حيث قام شريكه ببيع نصف المكتب وقام بتأسيسه ورفيقه أحمد عبدالعال ليصبح أفضل مكتب عمالى على مستوى الجمهورية.
وعقب مظاهرات الطلبة والعمال فى عام ١٩٦٨، ١٩٧٢، ١٩٧٣ انضم إليهم فى مطالبهم فتم اعتقاله ومن المفارقات حينما عرض المقبوض عليهم على نيابة أمن الدولة طالبوا بأن يكون محاميهم الأستاذ أحمد نبيل الهلالى إلا أنهم فوجئوا بوجوده معهم فى الزنزانة، فكان شعار مظاهرات الحركة الطلابية (والهلالى لما قام.. خلعوه توب المحاماة ولبسوه توب الاتهام).
وعقب خروجه هذه المرة وجد قضاياه العمالية والمحامين الذين كانوا يعملون معه فى اتحاد عمال مصر، ويستمر كفاحه ونضاله ويعيد تأسيس مكتبه كمكتب حريات وعمال، ويرفض كل عروض التمويل الأجنبى، ويتلقى الطعنات والضربات من الرفاق إلا أنه يبقى شامخا ومتسامحا بنبل أخلاقه، إنه بحق قديس الحركة الوطنية المصرية بالرغم من أن البعض قام بإدراج اسمه على بعض المراكز أو المكاتب مستغلين طيبته وسماحة أخلاقه، إلا أننى أقولها شهادة للتاريخ بأنه أول من رفض تلقى تمويل أجنبى، وظل ثابتا على مبادئه حتى وافته المنية، ولم ير الثورة التى مهد لها وناضل من أجلها، وكل من أساءوا إليه حلت بهم اللعنات وشاهدناها بينهم. من أجل هذا التراث الذكى الذى تحتاج الأجيال الحالية معرفته، ليقضوا بعيدا عن أرباب التمويل الأجنبى والمرتبات السخية- قال المبدع احمد فؤاد نجم:
الهلالى لما قام 
قلعوه روب المحامى 
ولبسوه توب لاتهام 
والنيابة ع الغلابة 
طبقت بند اللجام 
يا سلاملم يا سلام 
والوطن عايش آلام
وإلإذاعة مستباعة 
قول يا عم الشيخ إمام 
بينما الحالة نيلة 
والبلد بالعة الفتيلة 
والخواجة بألف حيلة 
جاى يلغوص فى البرام
-------------
تحية لهذا النبيل الهلالى.