يثير النظام الدولى السائد حاليا معضلة سببها الآثار المترتبة على سياسة ازدواجية المعايير التى تلجأ إليها أطراف فى العالم الغربى تجاه دول الشرق الأوسط، وعلى وجه التحديد الدول العربية، ومن مظاهر ذلك محاولة تحويل هذه الدول إلى حقل تجارب لسياسات لا شك أنها قد تؤتى بنتائج مدمرة على شعوب المنطقة لصالح مناطق أخرى يتم التعامل معها بشكل مختلف، ولكى نتفهم ما يحدث لا بد أولا أن نرد المشهد الدولى إلى تطوره التاريخى، ثم نوضح العلاقة بين العرب والغرب فى إطار السياق الصحيح.
خلال فترة الحرب الباردة سادت مفاهيم فى العلاقات الدولية، كان أهمها من وجهة نظرى مصطلح «توازن الردع» الذى ظل لنحو نصف قرن العامل الحاكم فى عدم نشوب حرب عالمية ثالثة، وكان ذلك فى ظل ما كان يعرف بنظام «القطبية الثنائية»، وتمثل عسكريا فى حلفى شمال الأطلسى ووارسو، وسياسيا فى الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى، واقتصاديا فى النظامين الرأسمالى والشيوعى، وفى مطلع التسعينيات من القرن الماضى انفرط عقد النظام الدولى، وتحول من القطبية الثنائية إلى نظام أحادى القطب إثر سقوط الاتحاد السوفييتى، وتفكك المعسكر الشرقى المتمثل فى حلف وارسو، وثبوت فشل الشيوعية كحل للمشكلة الاقتصادية.
غير أنه من أهم عيوب النظام العالمى الجديد ما حدث فى وقت لاحق من زيادة معدلات الاستقطاب، حيث أصبح بالتأكيد هناك قطب رئيسى متمثل فى العالم الغربى (الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة)، لكن هناك أقطابا أخرى متعددة خاصة على المستوى الاقتصادى والسياسى مثل روسيا والصين واليابان، وظهور ما يسمى بالمجموعات المتشابهة مثل مجموعة ٧ + ١ ومجموعة العشرين، وفى الوقت نفسه تراجعت أدوار مجموعات أخرى نتيجة تغير طبيعة النظام الدولى، مثل مجموعة عدم الانحياز، وأصبح دور المنظمات الإقليمية والقارية أقل فاعلية فى عالم اليوم، حيث كانت هذه التجمعات تستفيد من حالة التوازن فى العلاقات الدولية فى النصف الثانى من القرن العشرين، وتلعب دورا مهما فى ضبط التوازن الدولى، ويظل السؤال.. ما علاقة العرب بما حدث؟
نلاحظ أن انهيار المعسكر الاشتراكى نجمت عنه إشكالية أمام العالم الغربى، وهى عدم وجود «عدو» يكون ساحة لحركته ونشاطه، وخططت الولايات المتحدة للبحث عن هذا العدو حتى عام ٢٠٠١ عندما وقعت هجمات الحادى عشر من «أيلول/ سبتمبر» وجدت الولايات المتحدة ضالتها فى العرب والمسلمين، وفى الوقت نفسه تراجع فكر الحرب بالمعنى التقليدى وترتب عليه خلق أزمة فى الأسواق الدولية للسلاح.
وفى ضوء ما تقدم بدأ التفكير فى المضى على مسارين متوازيين:
المسار الأول تكريس الرغبة فى تجنب ويلات الحروب.
المسار الثانى تأكيد ونشر فكرة الحرب بالوكالة.
وهذا المسار الأخير هو ما دفع الآخرين إلى التصارع فيما بينهم لترويج وشراء منتجات ترسانات الأسلحة من جهة، وعدم الدخول فى حروب تقليدية مباشرة، طالما أنه فى الاستطاعة تحقيق الهدف بطريقة غير مكلفة ويحلو للكثيرين تسمية هذا التوجه بحروب الجيل الرابع، وقد أثبت الفشل الأمريكى فى العراق بعد إسقاط نظام صدام حسين أن الحرب بالوكالة النهج الأنجع، وعلى هذا الأساس تم تعديل الخطط الاستراتيجية الغربية فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط تحديدا فى اتجاه الحرب بالوكالة. وتبقى إسرائيل أكثر الأطراف الإقليمية استفادة، تليها إيران من سياسات الغرب فى العالم العربى، والدليل على ذلك انتشار النزاعات فى المنطقة العربية التى يبدو للعيان وللوهلة الأولى أنها نزاعات إقليمية وذات طابع داخلى، ولكن فى الحقيقة أن أطرافا دولية تقف وراءها وبيدها جهاز «تحكم عن بعد» فى كل المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية.
ودعونا نقول إن هذا ربما يفسر لنا لماذا نشبت صراعات تحدث هنا أو هناك مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا؟
إن استقراء الواقع يكشف لنا أن هناك من يبذل جهودا مضنية لمحاولة زعزعة استقرار هذه الدول ودول عربية أخرى، لكى تلحق بركاب التفكك السياسى باللعب على إثارة النعرات الإثنية، ما يؤدى إلى نشوب حروب وصراعات جديدة، وما يتطلبه هذا من استخدام المزيد من السلاح، ويسارع المتورطون فى الحروب بالوكالة مهرولين إلى شركات إنتاج وتسويق السلاح لمدهم بمعدات القتل والدمار، وهو المطلوب ترويجه فى المنطقة العربية على حساب تنمية الإنسان والأوطان!!
خلال فترة الحرب الباردة سادت مفاهيم فى العلاقات الدولية، كان أهمها من وجهة نظرى مصطلح «توازن الردع» الذى ظل لنحو نصف قرن العامل الحاكم فى عدم نشوب حرب عالمية ثالثة، وكان ذلك فى ظل ما كان يعرف بنظام «القطبية الثنائية»، وتمثل عسكريا فى حلفى شمال الأطلسى ووارسو، وسياسيا فى الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى، واقتصاديا فى النظامين الرأسمالى والشيوعى، وفى مطلع التسعينيات من القرن الماضى انفرط عقد النظام الدولى، وتحول من القطبية الثنائية إلى نظام أحادى القطب إثر سقوط الاتحاد السوفييتى، وتفكك المعسكر الشرقى المتمثل فى حلف وارسو، وثبوت فشل الشيوعية كحل للمشكلة الاقتصادية.
غير أنه من أهم عيوب النظام العالمى الجديد ما حدث فى وقت لاحق من زيادة معدلات الاستقطاب، حيث أصبح بالتأكيد هناك قطب رئيسى متمثل فى العالم الغربى (الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة)، لكن هناك أقطابا أخرى متعددة خاصة على المستوى الاقتصادى والسياسى مثل روسيا والصين واليابان، وظهور ما يسمى بالمجموعات المتشابهة مثل مجموعة ٧ + ١ ومجموعة العشرين، وفى الوقت نفسه تراجعت أدوار مجموعات أخرى نتيجة تغير طبيعة النظام الدولى، مثل مجموعة عدم الانحياز، وأصبح دور المنظمات الإقليمية والقارية أقل فاعلية فى عالم اليوم، حيث كانت هذه التجمعات تستفيد من حالة التوازن فى العلاقات الدولية فى النصف الثانى من القرن العشرين، وتلعب دورا مهما فى ضبط التوازن الدولى، ويظل السؤال.. ما علاقة العرب بما حدث؟
نلاحظ أن انهيار المعسكر الاشتراكى نجمت عنه إشكالية أمام العالم الغربى، وهى عدم وجود «عدو» يكون ساحة لحركته ونشاطه، وخططت الولايات المتحدة للبحث عن هذا العدو حتى عام ٢٠٠١ عندما وقعت هجمات الحادى عشر من «أيلول/ سبتمبر» وجدت الولايات المتحدة ضالتها فى العرب والمسلمين، وفى الوقت نفسه تراجع فكر الحرب بالمعنى التقليدى وترتب عليه خلق أزمة فى الأسواق الدولية للسلاح.
وفى ضوء ما تقدم بدأ التفكير فى المضى على مسارين متوازيين:
المسار الأول تكريس الرغبة فى تجنب ويلات الحروب.
المسار الثانى تأكيد ونشر فكرة الحرب بالوكالة.
وهذا المسار الأخير هو ما دفع الآخرين إلى التصارع فيما بينهم لترويج وشراء منتجات ترسانات الأسلحة من جهة، وعدم الدخول فى حروب تقليدية مباشرة، طالما أنه فى الاستطاعة تحقيق الهدف بطريقة غير مكلفة ويحلو للكثيرين تسمية هذا التوجه بحروب الجيل الرابع، وقد أثبت الفشل الأمريكى فى العراق بعد إسقاط نظام صدام حسين أن الحرب بالوكالة النهج الأنجع، وعلى هذا الأساس تم تعديل الخطط الاستراتيجية الغربية فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط تحديدا فى اتجاه الحرب بالوكالة. وتبقى إسرائيل أكثر الأطراف الإقليمية استفادة، تليها إيران من سياسات الغرب فى العالم العربى، والدليل على ذلك انتشار النزاعات فى المنطقة العربية التى يبدو للعيان وللوهلة الأولى أنها نزاعات إقليمية وذات طابع داخلى، ولكن فى الحقيقة أن أطرافا دولية تقف وراءها وبيدها جهاز «تحكم عن بعد» فى كل المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية.
ودعونا نقول إن هذا ربما يفسر لنا لماذا نشبت صراعات تحدث هنا أو هناك مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا؟
إن استقراء الواقع يكشف لنا أن هناك من يبذل جهودا مضنية لمحاولة زعزعة استقرار هذه الدول ودول عربية أخرى، لكى تلحق بركاب التفكك السياسى باللعب على إثارة النعرات الإثنية، ما يؤدى إلى نشوب حروب وصراعات جديدة، وما يتطلبه هذا من استخدام المزيد من السلاح، ويسارع المتورطون فى الحروب بالوكالة مهرولين إلى شركات إنتاج وتسويق السلاح لمدهم بمعدات القتل والدمار، وهو المطلوب ترويجه فى المنطقة العربية على حساب تنمية الإنسان والأوطان!!