الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

"عزبة الصفيح".. الحكومة تتجاهل تطوير بؤرة عشوائيات في قلب القاهرة

10 أفراد يعيشون فى الحجرة الواحدة وحمام مشترك لكل 5 أسر

عزبة الصفيح
عزبة الصفيح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
10 آلاف مواطن يعانون من انعدام الخدمات وسوء حالة المرافق.. و٢٠ ألف مسكن مهددة بالانهيار والدولة غائبة
على بعد أمتار قليلة من أرقى الأماكن على النيل، يعانى أهالى عزبة الصفيح الواقعة بالمنطقة الشمالية بحى روض الفرج بالقاهرة مشكلات عديدة عنوانها إهمال المسئولين.
فالمنطقة الواقعة على مساحة ١٠ أفدنة، تملك وزارة الأوقاف ٩٠٪ منها و١٠٪ ملكية خاصة للأهالى، ويطلق عليها عزية «الصفيح»، تم حصر سكانها فى عام ٢٠١١ بالتعاون مع الشئون الاجتماعية، حيث تبين أن عدد السكان يبلغ ١٠ آلاف نسمة وعدد الوحدات السكنية ٢٠١٠٠ وحدة وعدد المحلات ١٤٠ محلا، كما تبين وجود ٤٧٠ أسرة تحصل على إعانات اجتماعية، وعلى الرغم من وعود الوزارات المختلفة بتطوير المنطقة بالكامل، بدءاً من وزارة الإسكان ثم التطوير الحضارى، إلا أن المنطقة تعتبر من أشد المناطق عشوائية فى القاهرة وتعانى من تدهور شديد وتحتاج إلى إزالة وإعادة إعمار، تنقصها المرافق والشوارع الممهدة، فحال سكان العزبة يصعب على الكافر مثلما يقول أهلها، دون نظرة من المسئولين لوضع حد لهذه المأساة.
«البوابة» فى رحلتها داخل العزبة، التقت عددا من سكانها وكانت منهم، الحاجة «إنصاف» شيخة الحارة، التى كانت تجلس على باب منزلها وكأنها تحمل هموم الدنيا فوق رأسها، قالت لنا إنها تسكن فى المنطقة منذ ٦٠ عاما، وعندما سألناها عن مشاكلها أو ما تعانيه قالت إنها تعانى من كل شيء فلا تذوق طعم الراحة فهى تبيع الجاز من أجل أن تنفق على أحفادها لأن ابنها مسجون منذ ١٠ سنوات، وتتمنى أن تسكن فى منزل آدمى تجد فيه الراحة، وأن يكون لها دخل شهرى ثابت يحميها من تعب ومشقة بيع الجاز.
وأضافت الحاجة إنصاف، أحوال الجيران بالعزبة كلها متشابهة فهى تعيش منذ ٣٠ عاما داخل غرفة سقفها من صفيح تعانى من حرارة الشمس صيفا وبرودة الشتاء والأمطار التى تتساقط عليها بالإضافة إلى الرائحة الكريهة التى تنبعث من القمامة التى تملأ أرجاء المكان.
الشكوى لم تختلف كثيرا على لسان الحاجة نادية محمد بلال، التى تقطن العزبة منذ ٤٠ سنة، وتشكو من تدهور حالة المنازل، وعدم وجود وحدة صحية بالعزبة، على الرغم من أن المسئولين ذكروا كثيرا أنهم سيهدمون العزبة، ويعيدون بناءها من جديد، لكن تبخرت وعودهم فى الهواء، وأوضحت أن المسئولين لم يفعلوا لهم أى شيء، بل العكس أهالى المنطقة صارت معاناتهم أصعب كثيرا.
أما «صباح» التى ولدت داخل العزبة تتمنى أن تسكن بشقة نظيفة، وتقول: «قدمت على سكن فى الحى أكثر من مرة، ولم تكن الشقة من نصيبى فمعظم أفراد الأسرة التى تتكون من ١٠ أفراد يعيشون فى غرفة واحدة، وإذا أراد الشاب منهم أن يتزوج يستأجر غرفة أخرى، كما يتشارك كل خمس أسر على الأقل فى حمام مشترك، فضلا عن عدم وجود صرف صحى من الأساس، حتى مياه الشرب، حيث يوجد صنبور واحد فقط يغسلون منه ملابسهم والأوانى.
وتشكو علياء أحمد، من الإيجار الذى يدفعونه لغرفة متهالكة، الحياة بها لا تختلف كثيرا عن الشارع، حتى أن أبناءها تزوجوا وظلوا معها، نفس الحال تعانى منه أم ياسر، فهى تعيش هى وأبناؤها الـ ٨ فى غرفة سقفها آيل للسقوط وينتظرون فى كل لحظة أن يسقط عليهم، كما تساءلت عن وعود المسئولين بإعادة إعمار المنطقة منذ أكثر من ١٠ سنوات حتى الآن، وكل مرة يأتى مسئول بالوعود بدءا من مسئولى الحى، والمحافظ والوزراء، ويذهب كل منهم تاركاً الخراب خلفه. وروت لنا كريمة إبراهيم، التى تسكن منذ ٣٣ عاما وتعيش على أصحاب المساعدات الذين يأتون لها بالمساعدات المالية لتنفق منها على أولادها، قائلة إن معاش التضامن الاجتماعى والبالغ قيمته ٢٥٠ جنيها لا يكفى لوازم الحياة، وناشدت الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن يستمع لمطالبهم ويغير حياتهم للأفضل وينقلهم من القبور التى يعيشون بها إلى أماكن آدمية بدلا من الروائح الكريهة التى أصابتهم بالأمراض.