الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جدلية العلاقة بين الإخوان المسلمين وداعش (9)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جماعة الإخوان المسلمين هي الأسبق في التكوين والنشأة من كل الجماعات والتنظيمات الدينية التي تتصدر المشهد الآن، وربما تقود الحركة الإسلامية سواء كانت الحركة السلفية التي بدأت تظهر ملامحها في السبعينات من القرن الماضي أو حتى الجماعة الإسلامية التي ظهرت في منتصف السبعينات أو تنظيمات العنف التي ظهرت ملامحها الأساسية بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، بينما تشكلت بنيتها بشكل دقيق بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001.
جماعة الإخوان المسلمين بأسبقيتها للعمل وفق تنظيم لها شكلين أولهما ظهر في نهاية العشرينات من القرن الماضي في شكله الدعوي، والآخر في نهاية الثلاثينات وظهر مع نشأة الجناح العسكري أو ما تسمية الجماعة في أدبياتها النظام الخاص.
ويمكن اعتبار الجماعة رائدة في التشكيلات الدينية سواء شكلها المسلح أو غير المسلح بعيدًا عن النوايا التي تسوقها لتبرير عملياتها ضد الأبرياء من الشعب المصري مثل قتل المواطنين أمام محكمة الاستئناف من أجل إخفاء معالم جريمة السيارة الجيب، أو قتل القاضي الخازندار أو قتل وزير الداخلية ورئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، في ذلك الوقت، فالجماعة أول من زرعت فكرة التفجيرات لقتل الخصوم ليكون إحيائها دليلًا لما بُني عليه من العمليات الانتحارية.
والخطورة هنا ليست في الفعل الإجرامي فقط، وإنما في السبق وكون الجماعة دليلٌ لغيرها مما سلك الطريق فيما بعد؛ وهذه الحالة تُشبه تمامًا المجرم الذي يُوحي بجريمته للآخرين ويحركهم وفق هواه لينفذ ما يريد وبعدها يتبرأ من الجريمة مدعيًا أنه لم يلتقي المجرم ولم يأمره ولم ينفذ معه الجريمة ولم يتفق معه على شيء.
ذكرنا في المقال السابق، أن المرشد الخامس، مصطفى مشهور، قام بعسكرة التنظيم، من خلال بناء هياكل تناظر وتماثل ما كان عليه النظام الخاص، وكان مشهور أحد قادته وتولى مهمة الإرشاد بعدها، فعمد إلى تدريس رسالة التعاليم التي كتبها المؤسس الأول، حسن البنا لمقاتلي الجماعة في التنظيم العسكري، فحول الجماعة إلى تنظيم شبه عسكري، فحقق سيطرة دائمًا تسعى إليها القيادة في الجماعات الدينية خاصة في التنظيمات التي يزداد حجمها بسرعة مضطردة، وفي نفس الوقت إعداد الصف الإخواني لمعركة قد تحدث في أي وقت، وبالتالي كان الإعداد بدني ومعنوي.
نعرض لأهم البرامج التي وضعتها الجماعة لأعضائها وبخاصة الجناح العسكري في الماضي ويؤكد ما ذهبنا إليه؛ تقوم الجماعة بتدريس العقيدة من حفظ وتلاوة القرآن الكريم وحفظ الأحاديث وغالبًا ما يكون منها ما يُحرض على القتال في سبيل الله، فضلًا على دراسة السيرة النبوية والفقه والدعوة والرياضات المختلفة وغيرها من البرامج والتي كانت تنتهي بامتحان كل شهرين أو ثلاثة أشهر وآخر بعد الشهر الحادي عشر لمعرفة مدى أخذ الإخوان بالبرنامج التربوي الذي من شأنه تجميع الصف الإخواني على كلمة سواء نحو هدف واحد أو دعوة يسيرون جميعًا في ركابها.
نعرض جزء من أهم الأسئلة التي كانت تُعرض في امتحانات الإخوان وكان يستلزم اجتياز الإخوان لها، كما عرضها أحمد عادل كمال، أحد قادة النظام الخاص ومؤسسوه، في كتابه الفريد، النقط فوق الحروف.. الإخوان المسلمون والنظام الخاص.
بعض من هذه الأسئلة، السؤال الحادي عشر- الأسلحة الصغيرة -(16 درجة)، أذكر ما تعرفه عن ميزات قنبلة الأنيرجيا، وفيما تستعمل؟، أما السؤال الثاني عشر- المفرقعات- (20 درجة)، احتجت إلى قنبلة 75 ولم تجدها. اذكر تفصيلًا كيف تجهزها محليًا، وما استعمالها؟، وسؤال آخر عن استعمال النسف بالكهرباء واستعمال النسف بالفتيل؟.
لا شك أن الامتحان كان يحتوي على أسئلة أخرى في القرآن والسنة والأحاديث ولاشك أن جميعها كان يُخدم على الفكرة الأساسية لمفهوم الجهاد كما يعتقدة الإخوان.
كان يتعدى الامتحان الذي وضعت له درجات زمن 180 دقيقة، إلى المعلومات العامة التي طُلب فيها من الممتحنين في سؤاله الثالث عشر والأخير، الوصف في سبعة أسطر جلسة شاهدتها في محكمة الجنايات؟، ثم ينتهي بسؤال آخر بأن يعلل الممتحن صلته بمن معه؟.. وللحديث بقية.