الأربعاء 09 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ريحان: الإسلام يحرم التعدي على الكنائس ويأمر بتأمين المسيحيين


خبير الآثار الدكتور
خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الإسلام يحرم التعدي على الكنائس والقلايا الخاصة بالرهبان المنقطعين للعبادة كما جاء في سورة الحج آية 40 “,”ولَولا دفع الله الناس بعضهم بِبعضٍ لَهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجِد يذكر فيها اسم الله كَثيرا“,” ، موضحا ان الصوامع هي قلايا الرهبان والبيع هي الكنائس والصلوات هي أماكن العبادة لليهود مما يؤكد أن الإسلام حرم التعدي على كل أماكن العبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود.
وقال ريحان - في تصريح له اليوم - إن العهدة النبوية المحفوظة صورة منها بدير سانت كاترين والذى أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم كعهد أمان للمسيحيين حرم فيها التعدي على الكنائس ومن يخالف ذلك يعتبر ناكثا لعهد الرسول ومستهزئا بدين الله وتستوجب عليه اللعنة سواء كان سلطانا أو أي أحد من المسلمين، وأمر بعدم التعدي على الكنائس ومنازل المسيحيين ولا تستخدم أحجار الكنائس في بناء المساجد أو منازل المسلمين مما يعنى التحريم القاطع لهدم الكنائس.
وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعهد بحماية المسيحيين بنفسه في البر والبحر والشرق والغرب والشمال والجنوب ، وأوصى أمته بذلك على اعتبار أنها سنة عن الرسول وأمر بمجادلتهم بالحسنى وكف الأذى عنهم ومعاونتهم على ترميم كنائسهم وصوامعهم.
وأشار ريحان إلى أن مكتبة دير سانت كاترين تضم 200 وثيقة أصدرها الخلفاء المسلمون في العصر الفاطمي والمملوكي والعثماني كعهود أمان لحماية الدير والمسيحيين عامة وتقّر صحة العهدة النبوية وتسير على منوالها كما أكد عمرو بن العاص رضى الله عنه صحة هذا العهد حين فتح مصر وأعطى للمسيحيين عهد أمان مماثل على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم لا يدخل عليه شيء ولا ينتقص وكان يوصى في خطبه للمسلمين بمراعاة الأقباط والمحافظة على حسن جوارهم قائلا لهم (استوصوا بمن جاورتموه من القبط خيرا ).
وأوضح أن عمرو بن العاص ساعد المصريين في بناء الكنائس وترميمها التى تهدمت إبان حكم البيزنطيين ولقد بنيت الكنائس والأديرة في العهد الإسلامي وكان أولها كنيسة الفسطاط التى بنيت في عهد مسلمة بن مخلد 47-68 هـ وحتى نهاية القرن الثاني عشر الميلادي ووصل عدد كنائس مصر وأديرتها إلى 2084 كنيسة ، 834 ديرا.
ولفت إلى أن المسلمين حافظوا أيضا على الفنون المسيحية داخل الكنائس الممثلة في الأيقونات وهى صور دينية مسيحية لها دلالات معينة وقد حميت من أن تمس بسوء في فترة تحطيم الأيقونات التى انتشرت في أوروبا في الفترة من 726 إلى 843م وحميت أيقونات مصر لوجودها داخل العالم الإسلامي بعيدة عن سيطرة أوروبا وزيادة على ذلك لم يمنع المسلمون جلب هذه الأيقونات المسيحية من خارج مصر إلى دير سانت كاترين حيث أن عددا كبيرا من الأيقونات التى تعود للقرن السابع والثامن الميلادي بالدير جلبت من مناطق كانت تخضع للعالم الإسلامي في ذلك الوقت .
وذكر أن المسلمين حرصوا كذلك على إنعاش وحماية طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء ببناء حصون بها حاميات من الجنود لتأمين هذا الطريق ، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف كنيسة داخل قلعة حربية إسلامية بسيناء وهى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي.
وأوضح أن هناك كهفا مسيحيا يعود للقرن الرابع الميلادي مكتشف بالطريق الحربى لصلاح الدين بسيناء بمنطقة حمام فرعون به رسوم لآباء الكنيسة المصرية ، لافتا إلى أن المسيحيين هربوا إلى هذه الكهوف بسيناء هربا من الاضطهاد الروماني وما زال هذا الكهف للآن برسومه الجميلة وكتاباته اليونانية ولم يمس بسوء.
أ ش أ