أحب المثل المصرى الذى يقول «من لا ماضى له لا مستقبل له» أى «إللى مالوش قديم مالوش جديد»، ولكنى أحب أكثر من يفتش فى ثنايا التاريخ وفى بعض الأحوال يصحح ما يحتاج إلى تصحيح ويؤكد ما لا يحتاج إلى تأكيد، ولذلك فأنا أغرم بالجلوس مع الأذكياء الذين يناقشون بأكبر قدر من الحيادية كل مناحى الحياة، خاصة التاريخ الفنى العريق للبلد الذى علم العالم الحضارة والفن.
وقد تناقشنا فى تاريخ السينما المصرية، وأنا لا أعلم إلا ما كتب فى كتب هذا التاريخ، ولكن جلستى مع المؤرخ السينمائى الذى يناقش هذا التاريخ بكل الموضوعية، الأستاذ محمد العزيزى، وهو من عائلة عريقة فى البحث فى الفنون كهواية وأمضى الجزء الأكبر من حياته فى الولايات المتحدة الأمريكية وكان أن أدهشنى بالآتى:
إن النقاد والمؤرخين المصريين لفن السينما يعتبرون أن تاريخ السينما المصرية يبدأ بفيلم «ليلى» الذى تم إنتاجه وعرضه عام ١٩٢٧ وبعض النقاد قد يعتبرون أن فيلم «قبلة فى الصحراء» هو أول فيلم مصرى متكامل الأركان بالمفهوم السينمائى الحديث، لأنه تم إنتاجه وعرضه فى نفس العام، بل تفصل الفيلمين شهور قليلة فى العرض، واستند الفريق الأول (فريق فيلم ليلى) على أن منتجة الفيلم وبطلته كانت الفنانة المسرحية الشهيرة عزيزة أمير، أما فريق الفيلم الآخر فيعتبر أنه هو الفيلم الأول لأنه سبق عرض فيلم ليلى بحوالى عشرة أشهر وكان الفيلم بطولة الفنان الشيلى المولد الفلسطينى الأصل، بدر لاما، مع فنانة المسرح الشهيرة فاطمة رشدى، وإخراج الأخ الأكبر لبدر لاما المخرج إبراهيم لاما، ويستند فريق فيلم ليلى على مصرية جميع من عمل فى الفيلم، ويرد فريق «قبلة فى الصحراء» على ذلك بقولهم إن مخرج فيلم ليلى هو استيفان روستى (الذى حل محل المخرج الأصلى التركى وداد عرفى والذى لم يكن جادًا فى إخراجه للفيلم فاستبدلته عزيزة أمير باستيفان روستى) ليس مصريًا بل أصوله نمساوية إيطالية، بينما يقول أنصار فيلم ليلى إن مخرج وبطل فيلم «قبلة فى الصحراء» ليسوا مصريين ويستمر الجدال حول البداية الحقيقية للسينما المصرية، أما أنا فأرى أن ما تم إنتاجه على أرض مصرية باشتراك المصريين كلهم أو بعضهم هو فيلم مصرى أصيل، ولذلك فأنا شخصيا أعتبر أن البداية الحقيقية للسينما المصرية بدأت عام ١٩١٩ بإنتاج فيلمين غفل عنهما أغلب المؤرخين السينمائيين فى مصر وهما على الترتيب فيلم «الخالة الأمريكانية» بطولة نجم المسرح الشهير على الكسار والنجم المسرحى والكاتب والمترجم أمين صدقى (والد الممثلة الشهيرة فى الخمسينيات لولا صدقى) مقتبسًا عن المسرحية الإنجليزية «الخالة تشارلى» وقام بإخراج الفيلم المخرج الإيطالى الأصل بونفيللى، أما الفيلم الآخر فهو فيلم «مدام لوريتا» والذى قام ببطولته النجم المسرحى الشهير فوزى الجزايرلى وابنته معبودة عشاق المسرح المصرى فى هذا الوقت، إحسان الجزايرلى، التى كانت الابنة الكبرى فى الحقيقة لفوزى الجزايرلى وزوجته (أم أحمد) فى جميع مسرحياته وأفلامه وقام بإخراج الفيلم المخرج لاريتشى.
ثم توالت الأفلام فى مطلع العشرينيات مثل فيلم «فى بلاد توت عنخ أمون» ١٩٢٣ ويعتبر فيلمًا تسجيليًا عن آثار مصر وحضارتها الفرعونية تخللته بعض الخيوط السينمائية لقصة حب، وفيلم «البحر بيضحك ليه» للممثل المسرحى الشهير أمين عطا الله الذى أنتجه تيمنا بنظيره الأمريكى فى هذا الوقت المخرج «هال روتش» الذى أنتج سلسلة من الأفلام الكوميدية بعنوان «السابحات الفاتنات» وغيرها من الأفلام مثل «الخطيب نمرة ١٣» و«برسوم يبحث عن وظيفة»... إلخ.
وأخيرًا قد يستند البعض إلى أن كل هذه الأفلام كانت من فصل واحد أو فصلين على الأكثر، ولا تتعدى مدة عرضها نصف الساعة ولكن من يستطيع أن يحدد ما هى المدة الزمنية التى يجب أن يستغرقها فيلم ليعتبر فيلمًا، فأنا شخصيا شاهدت أفلاما لها بداية ونهاية وسياق درامى وأحداث متعددة ولم يستغرق عرضها دقائق. كانت الجلسة كثيرة المعلومات وأنا بدورى أدعو جميع مؤرخى ونقاد السينما للإدلاء بدلوهم فى هذا الموضوع حتى نصل إلى آراء محددة لبداية السينما المصرية، التى كانت الصناعة الثانية فى مصر، لأن «من ليس له ماض ليس له مستقبل».
وقد تناقشنا فى تاريخ السينما المصرية، وأنا لا أعلم إلا ما كتب فى كتب هذا التاريخ، ولكن جلستى مع المؤرخ السينمائى الذى يناقش هذا التاريخ بكل الموضوعية، الأستاذ محمد العزيزى، وهو من عائلة عريقة فى البحث فى الفنون كهواية وأمضى الجزء الأكبر من حياته فى الولايات المتحدة الأمريكية وكان أن أدهشنى بالآتى:
إن النقاد والمؤرخين المصريين لفن السينما يعتبرون أن تاريخ السينما المصرية يبدأ بفيلم «ليلى» الذى تم إنتاجه وعرضه عام ١٩٢٧ وبعض النقاد قد يعتبرون أن فيلم «قبلة فى الصحراء» هو أول فيلم مصرى متكامل الأركان بالمفهوم السينمائى الحديث، لأنه تم إنتاجه وعرضه فى نفس العام، بل تفصل الفيلمين شهور قليلة فى العرض، واستند الفريق الأول (فريق فيلم ليلى) على أن منتجة الفيلم وبطلته كانت الفنانة المسرحية الشهيرة عزيزة أمير، أما فريق الفيلم الآخر فيعتبر أنه هو الفيلم الأول لأنه سبق عرض فيلم ليلى بحوالى عشرة أشهر وكان الفيلم بطولة الفنان الشيلى المولد الفلسطينى الأصل، بدر لاما، مع فنانة المسرح الشهيرة فاطمة رشدى، وإخراج الأخ الأكبر لبدر لاما المخرج إبراهيم لاما، ويستند فريق فيلم ليلى على مصرية جميع من عمل فى الفيلم، ويرد فريق «قبلة فى الصحراء» على ذلك بقولهم إن مخرج فيلم ليلى هو استيفان روستى (الذى حل محل المخرج الأصلى التركى وداد عرفى والذى لم يكن جادًا فى إخراجه للفيلم فاستبدلته عزيزة أمير باستيفان روستى) ليس مصريًا بل أصوله نمساوية إيطالية، بينما يقول أنصار فيلم ليلى إن مخرج وبطل فيلم «قبلة فى الصحراء» ليسوا مصريين ويستمر الجدال حول البداية الحقيقية للسينما المصرية، أما أنا فأرى أن ما تم إنتاجه على أرض مصرية باشتراك المصريين كلهم أو بعضهم هو فيلم مصرى أصيل، ولذلك فأنا شخصيا أعتبر أن البداية الحقيقية للسينما المصرية بدأت عام ١٩١٩ بإنتاج فيلمين غفل عنهما أغلب المؤرخين السينمائيين فى مصر وهما على الترتيب فيلم «الخالة الأمريكانية» بطولة نجم المسرح الشهير على الكسار والنجم المسرحى والكاتب والمترجم أمين صدقى (والد الممثلة الشهيرة فى الخمسينيات لولا صدقى) مقتبسًا عن المسرحية الإنجليزية «الخالة تشارلى» وقام بإخراج الفيلم المخرج الإيطالى الأصل بونفيللى، أما الفيلم الآخر فهو فيلم «مدام لوريتا» والذى قام ببطولته النجم المسرحى الشهير فوزى الجزايرلى وابنته معبودة عشاق المسرح المصرى فى هذا الوقت، إحسان الجزايرلى، التى كانت الابنة الكبرى فى الحقيقة لفوزى الجزايرلى وزوجته (أم أحمد) فى جميع مسرحياته وأفلامه وقام بإخراج الفيلم المخرج لاريتشى.
ثم توالت الأفلام فى مطلع العشرينيات مثل فيلم «فى بلاد توت عنخ أمون» ١٩٢٣ ويعتبر فيلمًا تسجيليًا عن آثار مصر وحضارتها الفرعونية تخللته بعض الخيوط السينمائية لقصة حب، وفيلم «البحر بيضحك ليه» للممثل المسرحى الشهير أمين عطا الله الذى أنتجه تيمنا بنظيره الأمريكى فى هذا الوقت المخرج «هال روتش» الذى أنتج سلسلة من الأفلام الكوميدية بعنوان «السابحات الفاتنات» وغيرها من الأفلام مثل «الخطيب نمرة ١٣» و«برسوم يبحث عن وظيفة»... إلخ.
وأخيرًا قد يستند البعض إلى أن كل هذه الأفلام كانت من فصل واحد أو فصلين على الأكثر، ولا تتعدى مدة عرضها نصف الساعة ولكن من يستطيع أن يحدد ما هى المدة الزمنية التى يجب أن يستغرقها فيلم ليعتبر فيلمًا، فأنا شخصيا شاهدت أفلاما لها بداية ونهاية وسياق درامى وأحداث متعددة ولم يستغرق عرضها دقائق. كانت الجلسة كثيرة المعلومات وأنا بدورى أدعو جميع مؤرخى ونقاد السينما للإدلاء بدلوهم فى هذا الموضوع حتى نصل إلى آراء محددة لبداية السينما المصرية، التى كانت الصناعة الثانية فى مصر، لأن «من ليس له ماض ليس له مستقبل».