الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جدلية العلاقة بين الإخوان المسلمين وداعش (6)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أيمن الظواهري وأسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي وسيد قطب، أرقام مهمة في العمل المسلح؛ فأولهم المسئول الأول عن تنظيم قاعدة الجهاد، والثاني زعيم التنظيم وصاحب النشأة الأولى، أما الثالث الملقب بخليفة المسلمين فهو زعيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية "داعش"، والأخير صاحب معالم في الطريق، وجميعهم كان لهم بعلاقة بتنظيم الإخوان المسلمين مع اختلاف هذه العلاقة.
المحطة الأولى في علاقة الظواهري بالعنف كان محلها الإخوان؛ حيث بدأت صلة د. أيمن الظواهري، زعيم تنظيم قاعدة الجهاد، بالعنف بعرض من جماعة الإخوان المسلمين للسفر لباكستان من خلال إحدى جمعياتهم بهدف مساعدة الجرحى الأفغان، فوافق عرض الإخوان تطلعات الظواهري وكان بمثابة السلم الذي تسلق عليه حتى أصبح زعيمًا لأحد أكبر التنظيمات المسلحة لفترة طويلة.
يقول الظواهري، في كتابه "فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم": بدأت صلتي بأفغانستان في صيف 1980م بترتيب قدري حينما كنت أعمل بصفة مؤقتة مكان أحد زملائي في مستوصف السيدة زينب التابع للجمعية الطبية الإسلامية وهو أحد أنشطة الإخوان المسلمين، ففي إحدى الليالي كلمني مدير المستوصف، وهو من الإخوان المسلمين، عن رأيي في السفر لباكستان للعمل في المساعدة الجراحية للمهاجرين الأفغان، فوافقت على الفور إذ وجدت في هذا العرض فرصة ذهبية للتعرف على ميدان من ميادين الجهاد التي يمكن أن تكون رافدًا وقاعدة للجهاد في مصر والعالم العربي، قلب العالم الإسلامي، حيث تدور معركة الإسلام السياسية بين المسلمين ورءوس الحملة الصليبية الجديدة أمريكا واليهود وحكام العرب المنفذين لسياساتهما.
يسرد "الظواهري" عن بدايات العمل المسلح في مصر ومبرراته، فيرى أن العمليات المسلحة هي انعكاس حقيقي لأفكار سيد قطب، وعبّر عن ذلك قائلًا: وذلك الطريق الذي كان للأستاذ سيد قطب، رحمه الله، دور كبير في توجيه الشباب المسلم إليه في النصف الثاني من القرن العشرين في مصر خاصة والمنطقة العربية عامة، فاستشهاد الأستاذ سيد قطب، رحمه الله، اكتسبت كلماته بُعدًا لم يكتسبه كثير من كلمات غيره، فقد أصبحت هذه الكلمات، التي سطرت بدماء صاحبها، في نظر الشباب المسلم معالم طريق مجيد طويل، واتضح للشباب مدى فزع النظام الناصري وحلفائه الشيوعيين من دعوة الأستاذ سيد قطب إلى التوحيد.
كان يعمل الظواهري في الجمعية الطبية الإسلامية التي كان يُشرف على عملها د. أحمد الملط، الذي شارك في نشأتها، وكان يتولى منصب نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، وتولاها من بعده د. محمود عزت، نائب المرشد الحالي، ويبدو في الأفق أهمية الصرح الطبي واستخدامه في علاج الجرحى واللاجئين.
سيد قطب كان وما زال ملهمًا لأفكار الجهاد التي وجدت بيئة للتطبيق على يديه من خلال تنظيم 1965، كما أنه مثل رافدًا مهمًا ومشتركًا جمع الإخوان المسلمين، وهو يُعد أبرز مفكريهم، وتيارات العنف في العصر الحديث التي اعتبرت كلماته شموعًا لطريقها نحو الجهاد.
يوضح "الظواهري" ارتباطه بالعنف من خلال كتابه "فرسان تحت راية النبي" من خلال حديثه عن السفر لأفغانستان قائلًا: وكان قد سبقنا إلى بيشاور الأستاذ كمال السنانيري، أحد أهم قادة الإخوان المسلمين، رحمه الله، وكانت بصماته تسبقنا حيثما نذهب، فالمستشفى الذي بدأنا العمل فيه كان هو الرائد في إنشائه، وقادة المجاهدين الذين قابلناهم كانوا يحدثوننا عن مساعدته لهم وعن مجهوده في التوحيد بينهم.
يقول "الظواهري" إن هناك نوعين من القيادة داخل الإخوان، أحدهما علني قد لا يكون له علاقة بالجهاد وآخر أعضاؤه سابقون في العمل المسلح.
فقد كان ترتيب الإخوان المسلمين عجيبًا، فالقيادة الظاهرة كان يمثلها المرشد العام عمر التلمساني، أمام الناس والنظام، أما القيادة الحقيقة فقد كانت في يد مجموعة النظام الخاص من أمثال مصطفى مشهور، والدكتور أحمد الملط، رحمه الله، والأستاذ كمال السنانيري، رحمه الله.
نستعرض في المقال القادم علاقة أسامة بن لادن بالإخوان المسلمين من خلال اعترافات أكثر على لسان أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الحالي، واعتراف د. يوسف القرضاوي، أحد أهم مفكري الإخوان بعلاقة سابقة لأبي بكر البغدادي، الملقب بخليفة المسلمين وزعيم "داعش" بالإخوان المسلمين.. وللحديث بقية.