رحل البابا شنودة الثالث، بطريرك الكرازة المرقسية، عن عالمنا قبيل أربع سنوات كاملة، لكنه باق بيننا، نشعر به فى كل أزمة نمر بها، نسمعه وهو يذكرنا دائمًا بأن «مصر وطن يعيش فينا لا وطن نعيش فيه»، فما أحوجنا إلى تلك المقولة اليوم قبل أى وقت مضى، فقد تكالب الأعداء والمتآمرون على الوطن يريدون تدميره لا لشيء إلا لأن هذا الشعب العظيم وأبناءه من القوات المسلحة قرروا أن يتحدوا الجميع، ويقفوا أمام طوفان المؤامرة الكبرى، وتصدوا لها فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ فحطموها ووضعوا فى ذلك اليوم حدودًا جلية لطموحات وخطط المتآمرين.
لقد أثبت ذلك الشعب- طوال تلك الفترة التى أعقبت ثورة ٣٠ يونيو- أنه بالفعل يضع مصر فى قلبه كوطن يعيش فينا وليس وطنًا نعيش فيه، كان البابا شنودة بخبرته ووعيه وطاقته الروحية غير المحدودة يعلم ذلك، وقد تأكدت رؤيته في ما تمخضت عنه الأحداث قبل وأثناء وبعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
رحم الله البابا المعظم وعطر ذكراه وجزاه عنا وعن مصر والوطن العربى خير الجزاء، وعوضنا عنه خيرًا بخلفه، البابا تواضروس، الذى يتمثل دائمًا بمسارات سلفه البابا شنودة فى حب مصر، والتضحية فى سبيل رفعة شأنها.
