الأربعاء 12 مارس 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

"أحمد عادل كمال".. "الرجل العسكري" للجماعة يؤرخ للفتح الإسلامي

د أحمد عادل كمال،
د أحمد عادل كمال، أحد أعضاء التنظيم الخاص بجماعة الإخوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وُلد أحمد عادل كمال، أحد أعضاء التنظيم الخاص بجماعة الإخوان المسلمين، في 1926 بحي السيدة زينب في القاهرة، وربما يكون خروج ذلك القيادي البارز بالتنظيم الخاص في جماعة الإخوان المسلمين، بسبب تأييده المفرط لاستخدام العنف، ميلادًا جديدًا له كمؤرخ إسلامي.
يقص كمال في كتابه "النقط فوق الحروف.. النظام الخاص والإخوان المسلمون" أنه كان منعزلًا يمارس هواياته في المنزل، والتي تمثلت في جمع طوابع البريد وقطع العملات الأجنبية والرسم، قبل أن ينضم إلى جماعة الإخوان في 1942 أثناء دراسته بالمرحلة الثانوية، معتبرًا أن زعيم الجماعة حسن البنا كان له الفضل في تحوله إلى شاب مندفع يندمج في "المجتمع الصاخب بكل ما فيه من نشاط روحي وثقافي ورياضي وسياسي وحركي علني وسرى".
ويضيف كمال في كتابه أن بعض أعضاء شعبة الجماعة بمنطقة الظاهر تقربوا إليه، بعدما التقوه بالمصادفة لقرب الشعبة من منزله، دون أن ينجذب لدعوة الجماعة في البداية أو يهتم بفكرة الدعوة إلى الإسلام وإعلاء مجده التي كانت الجماعة تروج لها في ذلك الحين. ثم طلبت الشعبة مقابلته للاطمئنان عليه بعد غيابه عن أعضائها لفترة، فذهب إلى مقرها واستمع إلى محاضرة ألقاها نائب الشعبة، أو المسئول عنها بلغة الإخوان، القيادي الإخواني محمد الخضري، وتأثر بها بشدة وأصبح دائم التردد على الشعبة، وكان أشد أصدقائه بداخلها هو العضو حسين عبد السميع الذي كان أول من التقاه من الجماعة وأصر على التعرف عليه.
والتحق كمال بكلية التجارة في جامعة فؤاد الأول وتواصل مع الإخوان بها، والتحق بجوالة الجماعة وشارك في طوابير الاستعراضات في بعض المناسبات. حتى عمل بالتنظيم الخاص وقام بترجمة بعض كتب العسكرية الغربية التي خلفتها جيوش قوات المحور والحلفاء إبان الحرب العالمية الأولى والثانية، لتوفيرها لأعضاء التنظيم، كما أشرف على بعض عمليات النظام الخاص ومنها جمع المعلومات عن اليهود المصريين، والمشاركة في الإعداد لعملية اغتيال القاضي المصري أحمد بك الخازندار؛ التي أدانها بعد ذلك واعتبرها خطأ، وفقًا لموسوعة الإخوان المسلمين.
ثم تخرج من الجامعة في 1946 وعمل بالبنك الأهلي المصري، وتعرض للسجن ثلاث مرات كان أولها في 1948 في قضية "السيارة الجيب" الشهيرة، حيث قام بنقل أوراق خاصة بالتنظيم الخاص تحتوي أسراره ووسائله وأهدافه وبعض الأسلحة المخصصة للحرب في فلسطين إلى منزل أحد الأعضاء بالعباسية، باستخدام سيارة جيب كان يقودها مصطفى كمال عبد المجيد وكان معهما طاهر عماد الدين. وكان من سكان منزل العباسية مخبر لاحظ أن السيارة لا تحمل أرقامًا فعثر على ما بداخلها من أسلحة ومتفجرات وأوراق، ولاحق من فيها فلا فتم ضبط كمال وعماد الدين فيما هرب عبد المجيد.
كما سُجن في 1954 و1965 رغم فصله من الجماعة في 1954 مع ثلاثة آخرين من قيادات التنظيم الخاص هم عبد الرحمن السندي ومحمود الصباغ وأحمد زكي، على خلفية النزاع بين التنظيم وقيادة الجماعة بسبب تنفيذ التنظيم عمليات اغتيال دون الرجوع للقيادة، وذكر في كتابه أن القيادة رفضت إعطائه سببًا للفصل بينما ذكرت موسوعة الإخوان المسلمين أن ذلك جاء بعد اقتحام مجموعة من شباب التنظيم لمنزل المرشد مأمون الهضيبي لإرغامه على الاستقالة.
وتفرغ كمال بعدها لمشروعه التأريخي للفتوحات الإسلامية التي ألف عدة كتب في استراتيجياتها، وربما استفاد من خلفيته العسكرية خلال عمله بالتنظيم الخاص في تشخيص ووصف الحروب الإسلامية.
ومن أهم كتبه في ذلك المجال "الطريق إلى المدائن" و"القادسية" و"سقوط المدائن ونهاية الدولة الساسانية" و"الطريق إلى دمشق" و"الفتح الإسلامي لمصر"، كما ألف سلسلة من الكتب التي تناولت القادة العسكريين من الصحابة، مثل النعمان بن مقرن المزني وطليحة بن خويلد الأسدي ومحمد بن مسلمة الأنصاري وعدي بن حاتم الطائي. إضافة إلى كونه من أوائل من وضعوا الخرائط للفتوحات الإسلامية مثل "أطلس الفتوحات الإسلامية" وبعض الكتب الأخرى التاريخية مثل "أطلس تاريخ القاهرة" و"تاريخ دولة الكويت".
ولكن لم يشتهر من أعمال كمال سوى كتابه الوحيد عن الجماعة وهو "النقط فوق الحروف"، الذي ألفه في 1987 وتناول فيه طبيعة التنظيم الخاص للجماعة ونشاطه بالتفصيل. ولا يزال كمال على قيد الحياة ولكنه مبتعد تمامًا عن الظهور الإعلامي، ولا يعلق على أيٍّ من الأحداث المتعلقة بالإخوان.