الأربعاء 04 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

جنة الإخوان "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لقد ثبت لنا باليقين من خلال ما عرضناه فى المقالات السالفة حول حكايات الإخوان عن التعذيب فى سجون «شمس بدران» وغيرها، أنها لم تكن سوى خيوط من الأكاذيب والدجل نسجها قادة الإخوان على عادتهم وطريقتهم القديمة فى الكذب والتضليل والتدجيل، إذ إن الحقيقة الثابتة أن الإخوان فى حقيقتهم لا يكذبون كما يتنفسون كما يقول الناس، ولكنهم يتنفسون كما يكذبون، فالإخوانى الذى ينضم لتلك الجماعة الإرهابية والتكفيرية، أول شيء يتم تعليمه إياه وتدريبه عليه وتلقينه إياه منذ نعومة أظافره فى تلك الجماعة الإرهابية، ه والكذب ثم الكذب ثم الكذب، فيتعلم الإخوانى الكذب قبل أن يتعلم التنفس! وقبل أن يتعلم كل شيء، فإذا صلح أن يكون كاذبًا فقد صلح –بطبيعة الحال- أن يكون إخوانيًا، وإذا لم يستطع أن يكون كذوبًا –والحالة هذه- فإنه لا يمكن بحالٍ أبدًا أن يكون إخوانيًا!
والحقيقة الناصعة البياض، والواضحة كما وضوح الشمس فى رابعة النهار، والتى لا تقبل كذبًا ولا غشًا، أن السجون بالنسبة للإخوان لم تكن جحيمًا كما صورتها «زينب الغزالي» فى كتابها الخيالى «أيام من حياتي» ولا كما صورها غيرها من كذبة الإخوان المفلسين، وإنما كانت السجون بالنسبة للإخوان جنة حقيقية، صنعوا فيها، ومنها ما لم يكونوا ليفعلوا معشار معشاره لوأنهم كانوا خارجها!
وليس هذا الذى أقرره الآن حديث خرافة ولا كذبا ودجلا، ولا أحاديث مرسلة، مثلما فعلت الإخوانية الكاذبة «زينب الغزالي» ولا غيرها من الإخوان الكذبة أوكذبة الإخوان، وليس هذا افتراء بالباطل ولا اتهاما بغير دليل كما هى عادة الإخوان الكاذبين، وإنما هو كلام موثق بالأدلة الملموسة والمحسوسة والقاطعة من ألسنتهم، ومما سطرته أيديهم الآثمة والمجرمة، وليس افتراءً عليهم ولا ادعاءً، ولا هو كلام خصومهم ولا أعدائهم! كما يفعلون هم على مدى تاريخهم.
وإنما نتبع معهم طريقة القرآن العظيم، الذى يقيم الحجة على المخالف من نفسه ومن كلامه، فسوف نُشهد عليهم فى هذا المقال وما يليه ألسنتهم وأيديهم، بحيث يكون حالنا وحالهم ما قال الله تعالى فى كتابه العزيز :{اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.
ويكون حالنا معهم على ما قاله السيد المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام: «من فمك أدينك».
فسوف نأخذ من كلامهم ما هو حجة عليهم، ونستنطق كتبهم ومقالاتهم لتكون شاهدة عليهم، فتكلمنا كتبهم وأحاديثهم بما كانوا يخفون، وبما كانوا خلفهم يزعمون.
ولسوف نبطل بذلك –إن شاء الله- حجتهم القديمة (التى قد طال بنا العهد والمقام معها، فلربما نسينا بسبب الإطالة أننا إنما شرعنا فى كتابة هذه السلسلة من المقالات خصيصًا من أجل إبطالها)، تلك الحجة الباطلة التى يزعمون فيها كون التعذيب فى السجون كان السبب الأول والمباشر فى التكفير الذى أطلقت جماعة الإخوان التكفيرية سهامه فى وجوه الجميع فكفرت مصر وشعبها، والعالم العربى بدوله وأهله، بل والعالم أجمع والبشرية جمعاء، بل وكفروا أهل القرن العشرين كله، حتى أطلق المأفون والمهووس «سيد قطب» مصطلح «جاهلية القرن العشرين» الذى اقتبسه منه أخوه الهالك «محمد قطب»، فنسج حوله كتابًا خائبًا سماه بذلك تقريرًا لما كتبه أخوه وسلفه فى الهلاك والضلال المبين!
فكثيرًا ما كانت الجماعة التكفيرية وزبانيتها ما يزعمون أن الجماعة ما جنحت صوب التكفير إلا بسبب التعذيب فى السجون، وهو ما دفعنى لكتابة هذه المقالات المتتالية لأرد تلك الكذبة الكبرى، جاعلًا سبيلى فى ذلك هو إثبات كذب المقدمة التى أسسوا عليها كذبتهم، ألا وهى التعذيب فى السجون، لتبطل بذلك –مباشرة- النتيجة ولا شك.
فإذا تبث يقينًا أن السجون لم تكن عذابًا مقيمًا ولا جحيمًا خالصًا كما يزعمون، ولكنها كانت جنة حقيقية يتمتعون فيها بما لا يمكن أن يتمتعوا بمثله خارجها، وأنها لم تكن على ما وصفوه من الكذب، لم يبق للناس سوى أنها جماعة كاذبة خاطئة، وبالتالى هى جماعة تكفيرية إرهابية منذ نشأتها الأولى ولا شك، أن «حسن البنا» هو الإرهابى الأول والتكفيرى الأعظم الذى لم تشهد البشرية قبله من هو أشد إرهابًا وتكفيرًا منه، فى القرنين العشرين والحادى والعشرين، بل وربما عبر تاريخ البشرية كله!
إلا أن الحقيقة الثابتة التى أقرها قيادات الإخوان أنفسهم أن السجون لم تكن معسكرات تعذيب، وإنما كانت معسكرات تدريب إخوانية خالصة، تجرد الإخوان فيها من هموم الدنيا وأحوالها ولم يهتموا بشيء سوى بالتخطيط والتنفيذ والعمل لصالح الإخوان، بحيث لم يكونوا ليفعلوا ما فعلوه ولا يحققوا ما حققوه من أهداف لو أنهم لم يسجنوا!
بل لقد اعترف «أحمد رائف» بأن من جملة أخطاء «جمال عبد الناصر» أنه ترك الإخوان داخل السجون يجتمعون ويضعون الخطط ويجمعون شتات أنفسهم مرة أخرى، حتى لقد وضعوا الخطط لقتله والانقلاب عليه داخل سجون «شمس بدران» ذاتها!!!
يقول «أحمد رائف» فى كتابه «الصفحات»: «وقد أخطأ «عبد الناصر» مرتين: الأولى: عندما اعتقل وعذب ونكل!! والثانية: عندما تركهم يعيشون سويًا فى معسكر واحد يفكرون ويناقشون»!!
نعم.. لقد كانت سجون «شمس بدران»! وباعتراف الإخوان أنفسهم جنة حقيقية يمكن أن يطلق عليها بصدقٍ وحقٍ: «جنة الإخوان»!
على ما سنزيد فى بيانه فى الأسبوع القادم إن شاء الله.