الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

فى عيد "ست الحبايب".. المرأة المعيلة ملحمة صبر وكفاح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل مصر فى ٢١ مارس من كل عام بعيد الأم.. وعادة ما تتخذ هذه الاحتفالات أشكالا بروتوكولية، كأن تعقد فى أفخم الفنادق، وتُحشد بنجوم المجتمع من الفنانين والفنانات، ونفاجأ فى النهاية باختيار أم مثالية، لأنها نجحت فى تعليم أبنائها حتى أصبح بينهم المهندس والطبيب وربما الضابط.. وبطبيعة الحال تضج القاعة بالتصفيق الحار، ويتم تبادل القبلات وإهداء الورود والدروع، ولا يخلو الأمر من بعض الكلمات الرقيقة التى تعكس حفاوة التهنئة.
وفى وسط هذه الكرنفالات الترفيهية تسقط من الذاكرة دائمًا «المرأة المعيلة» التى تعد ملحمة للصبر والكفاح فى حد ذاتها.. فبعد أن تضعها الظروف والأقدار فى مواجهة قسوة الحياة وحيدة، إما لوفاة زوجها وإما لتخلى رب الأسرة عن القيام بواجبه وإما حتى بسبب عجزه عن توفير نفقات الحياة لمرضه أو بطالته.. تجد نفسها أمام مسئولية تنوء بحملها الجبال.
فإلى جانب قيامها بتربية الأبناء والمسئولية عن طعامهم ونظافتهم وأعباء المنزل، تجد فى رقبتها أيضًا توفير المال اللازم للمأكل والملبس والمسكن، وهذا فى حد ذاته عبء خطير خصوصًا فى ظل أوضاع البطالة والفقر الذى تعانيه مصر.. الأكثر من ذلك أننا قد نجد هذه المرأة المعيلة ذاتها مريضة أو صاحبة عاهة صحية.. وهنا تتحول إلى كتلة مآسٍ تسير على قدمين.
وتشير كافة الأرقام الرسمية والإحصاءات إلى أن نسبة المرأة المعيلة فى مصر تزيد على ٣٥٪، وهذا بطبيعة الحال مؤشر خطير على طبيعة التحديات التى تواجه هذه الشريحة التى «تنحت فى الصخر»، ليس من أجل البقاء فقط، وإنما لتكفل أبناءها وفى كثير من الأحيان زوجها المريض أو العاطل.. الأمر الذى يدفعنا دفعًا إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لإعانة هذا النوع من النساء الذى يشق طريق الحياة وسط الصخور الصلبة ليس بحثًا عن المال، وإنما فقط من أجل الحياة.
فيجب على وزارة التضامن أن تنظر بشكل واقعى إلى هذه الشريحة، ونحن هنا لا ننكر المجهودات الملموسة التى تقدمها الوزيرة النشطة الدكتورة غادة والى لتقديم يد العون إلى المحتاجات سواء الأرامل أو المطلقات، لكن هل تكفى الـ٣٠٠ جنيه هذه لدفع إيجار المسكن، وتوفير ما تيسر من الخبز والفول والفلافل بخلاف مصروفات الدراسة؟ وكيف يكون الحال إذا مرض أحد أفراد الأسرة وهذا شىء طبيعى جدًا؟ فهل تكفى هذه الجنيهات لشراء الدواء، على افتراض أن المريض سيذهب إلى مستشفى حكومى وهو بطبيعته خالٍ من الدواء؟
إننا ندق أجراس الخطر، ونطالب كل مسئول فى مصر بالنظر بعين الرعاية الحقيقية إلى هذه الفئات المحتاجة، وكلنا ثقة فى تقديم كل الدعم من القيادة السياسية المتمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى دائما ما نستشعر فى أحاديثه ومواقفه الحرص على الفئات المحتاجة من محدودى ومعدومى الدخل، وفى ذلك إقرار للعدالة الاجتماعية فى أسمى معانيها.
رسالة إلى ست الحبايب:
مهما حاولت أن أعبر عما تستحقينه فلن أوفيك حقك، فكل الكلمات تعجز عن الوفاء بما قدمته وتقدمينه من أجلنا.. يا رب يخليكى يا أمى يا ست الحبايب.