الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

ليلة بكى فيها "البابا"

البابا شنوده
البابا شنوده
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل كنائس الإسكندرية اليوم الخميس بذكرى رحيل البابا شنودة المتنيح، بإقامة قداسات ونهضات روحية، حيث يرأس القداس والصلاة في كل كنيسة راعى الكنيسة ذاتها.
يعرض موقع "البوابة نيوز" لأبرز المواقف التي بكى فيها البابا الراحل وعلاقته بالرئيس السادات
البابا شنودة والرئيس السادات:
بدأت علاقة البابا شنودة الثالث (3 أغسطس 1923 – 17 مارس 2012)، بالرئيس الراحل محمد أنور السادات (1918 ـ 1981) بالمودة عندما عملا سويا بجريدة الجمهورية عام 1953م، ولكن المودة لم تدم ودب الخلاف بين الرئيس السادات والبابا شنودة وبقى الخلاف حتى رحيل الرئيس السادات.

سر غضب السادات على شنودة 
ذكر البابا شنودة في مذكراته أن سر غضب الرئيس السادات المتصاعد قد بدأ بخلافه مع الرئيس السادات الذي توجه إلى تدشين دولة العلم والإيمان وترجمة ذلك على الأرض بقوانين بعيدة عن الروح الوطنية المصرية، وخاصة قانون الردة الذي أثار غضب الآباء الكهنة وأعضاء المجمع المقدس، الأمر الذي دفع أعضاء المجمع المقدس إلى الإعلان عن استعدادهم لأن يدخلوا عصر استشهاد جديد من أجل الدين والثبات فيه في حال تمرير "قانون الردة".

أحداث الخانكة
كانت أحداث الخانكة في عام 1972 بمثابة الوقود الذي أشعل الأزمة بين البابا شنودة، خاصة بعد وقوع الفتنة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين، وألقى السادات خطابا في مجلس الشعب تحدث فيه عن المطامع السياسية للبابا الذي يعمل على أن يكون زعيما للأقباط في مصر، ويسعى لإنشاء دولة للأقباط في صعيد مصر تكون عاصمتها أسيوط.

السادات يطالب البابا شنودة بإرسال وفود مسيحية لزيارة القدس 
وقع الخلاف بين الرئيس السادات والبابا شنودة عندما طلب من البابا إرسال وفود مسيحية لزيارة القدس في إطار جهود السادات لتفعيل معاهدة كامب ديفيد، ولكن البابا رفض إرسال أي وفود إلى بيت المقدس، الأمر الذي أثار حنق وغضب السادات على البابا شنودة.

السادات يعزل شنودة من منصبه 
قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات في سبتمبر 1981م، إلغاء القرار الجمهورى بالموافقة على انتخاب البابا شنودة الثالث بطريركا، وتم عزله وتعيين لجنة خماسية لإدارة الكنيسة، وتحددت إقامته في الدير.

أما عن أبرز المواقف التي بكى فيها البابا الراحل:
أشار شنودة في إحدى العظات قائلا:قابلت الكثير من المشاكل، سواء داخل الكنيسة أو خارجها، لدرجة أنني قلت: ما ابتسامي غير لون من دموعي"، هكذا تحدث البابا شنودة الذي تحل ذكرى رحيله الرابعة اليوم، الثلاثاء 17 مارس، عن أوجاع المسئولية التي تحملها طيلة حياته، خاصة بعد اعتلائه الكرسي البابوي منذ عام 1971.

اعتقال شباب الأقباط
عندما حدثت مشكلة وفاء قسطنطين الشهيرة في ديسمبر 2004، تظاهر بعض الأقباط الغاضبين داخل الكاتدرائية أثناء الاجتماع الأسبوعي للبابا، فحدثت موجة اعتقالات عشوائية من الأمن ضد الشباب الذين ذهبوا للاجتماع، فغضب البابا شنودة مما حدث، وأعلن امتناعه عن إلقاء محاضرته الأسبوعية، وذهب للاعتكاف بدير الأنبا بيشوي بصحراء وادي النطرون، وكانت تلك هي عادته كلما وجد الطريق مسدودا أمام الحلول مع المسؤولين في الدولة.
استمر انقطاع البابا عن الاجتماع حتى وعده المسئولون بالإفراج عن الشباب القبطي، فعاد البابا شنودة لمحاضرة الأربعاء يوم 22 ديسمبر ليجد جمعا غفيرا من الأقباط يهتف له ومرحبا بعودته، الأمر الذي جعل البابا لا يتمالك دموعه تأثرا من حفاوة الاستقبال من الشعب الذي لم يره منذ فترة، فقال لهم "لست الآن أنا موجودا معكم، وإنما أنتم في قلبي باستمرار، لقد عشت زماني كله في قلوبكم ومازلت أعيش".
وأضاف البابا متأثرا "وعندما ذهبت إلى الدير أخذتكم جميعا في قلبي وفي فكري"، وعن الشباب الذي تم اعتقاله قال "أشكر الله أن بعض المشاكل قد تم حلها ومازال البعض الآخر يحتاج إلى حل، والطلبة أو الشبان الذين في السجن بدون أي ذنب اقترفوه، سأظل حزينا من أجلهم وواضعهم في صلواتي إلى أن يخرجوا جميعا من حبسهم".

حادثة محرم بك
في أكتوبر 2005، وزعت جهات، لا تزال غير معلومة، مسرحية مسيئة للإسلام، قيل إنها من إنتاج إحدى كنائس الإسكندرية، فحدثت حملة من بعض المواقع الإلكترونية والجرائد وجريدة الأسبوع، التي يرأس تحريرها الكاتب مصطفى بكري، تشكو من هجوم الكنيسة على الإسلام. الأمر الذي اضطر البطريركية لإصدار بيان تدين فيه أي إساءة للإسلام.
لكن الأمر لم ينتهِ عند هذا، فاحتشدت مجموعة كبيرة أمام كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك بالإسكندرية، وحاصرها وسط وجود المصلين بداخلها، واعتدوا على الكنيسة بإلقاء الطوب وزجاجات المولوتوف والهتافات العدائية، ونجح الأمن في منعهم من دخول الكنيسة، إلا أنه تم تدمير أكثر من عشرين من منازل ومحال وصيدليات الأقباط ببعض المناطقة الشعبية ما بين الحرق والتدمير والسرقة.
كما أحرقوا جمعية الكتاب المقدس، ودمروا جمعية الملاك ميخائيل التابعة للكنيسة بالإسكندرية، بالإضافة لمهاجمة بعض الكنائس الإنجيلية، ككنيسة الإيمان والأخوة بالإسكندرية، وتحطيم مستشفى إيزيس التابعة للكنيسة، كما تم الاعتداء على راهبة بالسكين، وسجلت مجلة "الكرازة" الناطقة باسم الكنيسة القبطية 43 محضرا حررها الأقباط في النيابة أثناء تلك الفترة.
ذهب الأقباط للاجتماع الأسبوعي للبابا في 26 أكتوبر 2005، منتظرين منه تعليقا على ما جرى، فظل البابا يجيب عن الأسئلة كعادته دون التطرق للحادث، وفي ختام فقرة الأسئلة، قال "أنا شايف أسئلة كتيرة في موضوع الأحداث الأخيرة، شوفوا أيها الأخوة: في ذهني كلام كثير لأقوله وفي قلبي كلام أكثر من هذا، ولكني أفضل أن أصمت، وأنا أريد أن أصمت لكي يتكلم الله، وثقوا أن لله يسمع صوت صمتنا ويدرك كل معانيه وكل ما نعانيه"، واستطاع البابا أن يغلب دموعه بالصمت قليلا، وانتقل لموضوع العظة وظل يتحدث عن إلقاء الهم على الله، ولكن هذه المرة غلبته دموعه حتى دخل في نوبة بكاء استمرت لدقائق أوقف فيها العظة قبل أن يستأنفها متماسكا.