رسالة إنذار إلى كل من يقترب أو يفكر فى الاقتراب من الجيش المصرى قولًا أو فعلًا لن نرحمك، الجيش المصرى جيش الشعب ولن يترك الشعب أحدًا يتجرأ على جيشه ما دام حيًا، خير أجناد الأرض الذين جاءوا من أصلابنا، فلذات أكبادنا ظهرنا وسندنا، فعشقنا للجيش عشق الروح يربطنا به رباط الدم والفطرة، مهما فعلنا لن نوفيه حقه لم ولن يخذلنا هو دائما الملاذ وطوق النجاة، لا نثق بعد الله سبحانه وتعالى إلا فيه، وندرك قيمة ما نملك ولن نضيعه أبدًا، وسيفشل كل متآمر وعدو أن يمسه ولن نرحم كائنًا من كان يتصور قدرته المساس بكيان يعد أساس مصر، ويدمى قلبى أن أجده عرضة للمؤامرات والمكائد «داخلية، وخارجية» والأشد قسوة المكائد الداخلية للنيل منه التى يشارك فيها الكثيرون إما عن قصد وإما عن جهل لا عذر لهم جميعًا، كل أفعالهم تصب فى مصلحة أعداء الوطن الكل يعلم أننا نحارب يدًا خسيسة والمنطقة بأكملها مهلهلة وقوة مصر وأمنها واستقرارها تضرب كل المخططات.
وفجأة نجد شخصًا يحدثنا عن اقتراح بإصدار تشريع «مهلبية»، ينص على جواز دفع أبناء الأغنياء مبلغًا وإعفائهم من الخدمة العسكرية، أقول له «اخرس قطع لسانك»، ولا يهمنى ما قد يترتب على قولى ذلك حتى لو كان يملك حصانة، فأنا لا أخشى فى قول الحق لومة لائم، أحمل كفنى وعند مصر والجيش أكون فداء عن طيب خاطر، وليذهب كل شيء إلى الجحيم. كلامى هذا يأتي بعد أن فوجئت بالنائب بدوى عبداللطيف عضو مجلس النواب عن حزب الوفد بدائرة ميت غمر «يتفذلك» ويقترح حلًا لتوفير التمويل اللازم لاستصلاح الأراضى وحل أزمة البطالة «كما يدعى» عبر إنشاء صندوق خاص تحت إشراف القوات المسلحة، يدفع فيه أبناء القادرين مبلغًا ماليًا ٥٠ ألف جنيه، مقابل عدم أداء الخدمة العسكرية وفى المقابل توفر مساحة من ٥ إلى ١٠ أفدنة لأبناء الفلاحين والطبقات الوسطى لاستصلاحها، وأن ذلك يساعد على تقليل الفجوة بين الطبقات، وينهى الطبقية المسيطرة على المجتمع، ولن يكون له تأثير على الانتماء والوطنية لدى الشباب «قول والمصحف ترانى تأثرت واقشعر بدنى» ماذا تقول إنه السم فى العسل، أى بطالة وأى وطنية وولاء وأى طبقية؟ أود أن أقول لك يا حضرة النائب لمحات سريعة عن الجندى المصرى وتركيبة الشعب قبل أن أرد الرد النهائى على اقتراحك العبقري.
- الجيوش عبء على أى دولة بميزانيتها، أما الجيش المصرى فتبرع بمليار جنيه لصندوق «تحيا مصر».
- والد شهيد المنصورة مصطفى عبدالغنى ٢٢ سنة الذى استشهد فى كمين الرفاعى بالشيخ زويد شمال سيناء، لم يكسره فقدان ابنه، وتمنى أن يكون كل أبنائه شهداء وقال «كان دايما ساكت كان بيحب مصر وبيتمنى الشهادة وربنا كتبها له، وآخر كلمات بيننا كانت عقب صلاة العيد، مصطفى قال لى ادعوا لى إحنا بنحارب عشانكم وعشان مصر»، وفى الجنازة عند مرور جثمانه انطلقت زغرودة مجلجلة اقشعرت لها الأبدان مصدرها والدة الشهيد التى صرخت «ألف مبروك يا عريس بزفَّك للجنة مع السلامة يا مصطفى يا بطل مع السلامة يا حبيبى، فى الجنة يا نور عينى، أنا أم البطل».
- وعثر زملاء شهيد آخر من أفراد الكمين فى جيب بدلته الميرى على رسالة إلى والدته «السلام عليكم ورحمة الله، إزيك يا أمى عاملة إيه، لو قدر لكى تشوفى رسالتى دا معناه أنى استشهدت وأصحابى لقوها فى جيب الأفرول بتاعى، يا أمى زى ما أبويا قرر يدخلنى الجيش بعد الثورة، وخرجت منه ملازم قد الدنيا، كان لازم أحمى أم الدنيا وعشان كده بصراحة أنا اللى كان عندى إصرار إنى أروح أخدم فى سيناء، قولى يا حاجَّة لأحمد أخويا إن فى حرب بجد فيها سلاح ثقيل وفيها أسلحة متطورة، وفى أعداء منهم ناس بتضحك فى وشنا الصبح، ولما الليل بييجى ويبدأ ضرب النار ونرد عليهم بنروح نشوف اللى مات نلاقى جثة واحد كان الصبح بيفطر معانا، من كام يوم جاء القائد العام الفريق صدقى صبحى ورئيس الأركان الفريق محمود حجازى، واتغدينا كلنا معاهم، وسأل الفريق صبحى عن واحد من زمايلنا اتكرَّم من شهور لتضحيته فى الدفاع عن زمايله قالوا له إنه استشهد لقينا الفريق وقف الأكل وأمر بمقابلة أهله أول ما يرجع للقاهرة، لما تشوفى جثتى يا أمى أوعى تبكى أو تضعفى، عايزك تقولى لكل الدنيا وأنتِ لابسة أبيض فى أبيض إنك أم الشهيد والبطل وعايز أقول لشعب مصر متخافوش إحنا واقفين ناخد الرصاص فى صدورنا بدالكم».
- وقصة وقعت مؤخرًا: عاد الضابط من مأموريته فى سيناء ومعه حقيبة زميل له ليعطيها لأهله، دخل على والدته فسألته «الشنطة دى بتاعة مين؟» رد «واحد صاحبى سابها معايا، كان عنده مشوار قبل ما يروح بيته» كان خائفًا من إخبارها الحقيقة حتى لا تقلق وبعد أيام حضر زميله ليأخذ الحقيبة ففتحت له الأم سألها «محمود هنا؟» ردت موجود قال لها «قولى له يالا نرجع الشنطة» سألته الأم بحسن نية «هتودوها فين؟» رد: لأهل الشهيد انتظرت الأم لحظات ذهول دامعة العين سألها «محمود مقالكيش» ردت: لا خرج محمود من غرفته ضاحكا «بُكره زمايلى يجبولك شنطتى» وأخذ زميله والحقيبة وذهبا لتسليمها لأهل الشهيد، وكان محمود ووالدته يستعدان لأداء فريضة العمرة الإجازة القادمة، وأثناء التطعيم قبل السفر نظر محمود لأمه وقال «عندى إحساس إنك هتروحى لوحدك يا أمى»، وكان ما توقعه، استشهد محمود الجمعة ٤ مارس الماضى وذهب زملاء محمود بالحقيبة لوالدته كما أخبرها.
مصر تتصدى لإرهاب ومخططات خارجية وداخلية، ومؤامرات تُحاك وعمليات انتحارية وتفجيرات واغتيالات، ويسقط شهداء كل يوم نحن فى حالة حرب يراها الأعمى قبل المبصر، وفى ظل تلك الظروف الصعبة يخرج علينا نائب يُفْتَرَض أنه يمثل الشعب يطالب بتلك الكارثة وإليك الرد.
اخرس جيش مصر خط أحمر، جيش مصر هو الشعب المصرى بكل أطيافه «مسلمًا، مسيحيًا، غنيًا، فقيرًا» هو الذى يعطى دروسًا فى المساواة التامة ولا توجد طبقات، الكل سواسية فى خدمة الوطن، الجيش هو التجسيد الحقيقى للوطنية والولاء والانتماء، وأتساءل: ما علاقة حل مشكلة البطالة والجيش؟ كلامك إما ساذج أو مُغرض ولا ثالث له، تريد ادعاء أن مصر تعيش طبقات كعهود سابقة ملكية واستعمار، وابن الجناينى هو الخادم الذى نضحى به «كبش الفداء»، أما ابن الأمير باشا يدفع لينعم، تريد بث الفتنة والسم وشحن الغل فى النفوس بين أفراد الشعب ضد بعضه البعض وجرَّنا إلى عهود مظلمة، لم يكن هناك فيها جيش، ولم يكن أفراده مصريين وكانت «البدلية» للإعفاء من الجندية، الجيش لا يحتاج مالًا، قولًا واحدًا أنت تريد هدم المؤسسة العسكرية وهدم مصر، ما هذا العهر والانحراف فى التفكير؟ ما تقوله يعد خيانة ولا يوجد له مسمى آخر، أتعلم قناعتى من لم يدخل الجيش لا يعد رجلًا، فالجيش المصرى مصنع الأبطال والرجال، ورغم كونى امرأة أدفع عمرى كله كى أخدم فى جيش مصر، وكل لحظة أفكر ماذا أفعل لمصر ولجيشها العظيم؟ اقتراحك عار وخيانة وسم، ويجب أن تُحَاسَب عليه.
وإهدائى للغاليين «روح الروح» من قلوب كل شرفاء الوطن، يا أغلى وأعظم جيش فى الوجود: اللى حامى الأرض يسلم اللى صان العِرض يسلم اللى بِيهُم مصر دايما تفتخر وتقول ولادى.