الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حقًا نحتاج البديل ونريد صناعته

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يظن البعض أن مصر تم إنقاذها من مؤامرة تقسيم المنطقة والتى أعلنها برنارد لويس عام ١٩٨٣، وبدأت تنفذ بالفعل فى المنطقة العربية بدءًا بالعراق ثم وصلت إلينا فى ٢٠١١، ويظنون أن المؤامرة توقفت عند هذا الحد ولا يدركون أنها مستمرة ولكن باستخدام أساليب وسيناريوهات مختلفة.. وهناك البعض الذين ينكرون وجود مؤامرة من الأساس ويتهكمون عليها، رغم أن هذه المخططات مكتوبة وموثقة ومعلنة ولم ينكرها مخططوها.. وما شهدته المنطقة العربية خير دليل على تنفيذ هذه المخططات طبقًا لما تم رسمه تماما.. ولكن عبقرية الشعب المصرى وحضارته الراسخة تظهرها المحن والأزمات، فعندما أيقنت الجموع المصرية أن هناك مؤامرة، تخلت عن حب الذات ووقفت كتلة صلبة لتعيق مخططات التقسيم.. ونجح الشعب المصرى بجدارة فى إعاقة المخطط وإفشاله فى ٣٠ يونيو بنزول كل فئات الشعب، بدءًا من الأطفال وحتى العجائز والشيوخ.. هانت أمامهم الأزمات الاقتصادية وانقطاع الكهرباء وقلة الدخول، ووقف الحال للكثير من المهن وعلى رأسها السياحة والفن.. أصبحت المتطلبات الضرورية من توافه الأمور أمام تراب أرضنا.. نجح الشعب وشعر بالسعادة والفخر رغم زيادة البطالة وانخفاض مستوى المعيشة وشيوع الفساد فى المؤسسات الحكومية، تناسى كل الأشياء أمام استرداد الأرض والكرامة، واكتشف العديد من العملاء والطابور الخامس، الذين كان يظنهم شرفاء الوطن والحامين له.. فكم من هؤلاء حُمل على الأعناق وسكن القلوب، ونحن لا ندرى أنهم يسعون لتحقيق ما يريده ممولوهم.. فلم نعد نقتنع أنهم يتحركون عن جهل، ولكن بوعى كامل وإرادة على تحقيق الهدف.. كدنا نضيع بجهلنا، لأن الشعوب تهلك من قلة المعرفة، ولكن الآن وسعت مداركنا وبحثنا لنعلم ماذا يريدون ونحن نعيش أفظع الحروب من أشرس وأغنى الأعداء وهى الصهيونية العالمية.. وفى ظل ما نعانيه من مصاعب اختار الشعب المصرى رئيسه لأول مرة واستطعنا تتويج مبعوث العناية الإلهية رئيسًا للبلاد، ونفذنا الخارطة التى رسمت ونالت مصر احترام العالم.. ومع كل ما سبق تاهت الفئة التى جبلت على المعارضة ولا تعرف إلا معارضة الحاكم والحكومة.. انكفأوا على أنفسهم لفترة يجترون أحزانهم وبؤسهم، ثم بدأوا فى العودة على استحياء، حتى عادوا بكل قوتهم بمساعدة إعلام مغرض ورؤساء مؤسسات صحفية ينتمون إليهم.. يحاولون العودة إلى ما قبل ٢٥ يناير بتصدير الإحباط وتهييج الفئات المختلفة للتظاهر وادعاء أنه لا شىء يتم من القيادة السياسية، هؤلاء مدعو المعارضة وهم لا يعرفون ماذا تعنى كلمة المعارضة، عادوا لنفس كلماتهم وأفكارهم العقيمة بلا تجديد أو ابتكار أو حنكة فى رؤيتهم لما يريده الشعب.. وطالما تغيرت قيادة الدولة من الرئيس مبارك إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير طنطاوى إلى رئيس الإخوان إلى المستشار عدلى منصور كان لا بد أن تتغير المعارضة، فلا منطق أنهم يظلون معارضين مهما اختلفت القيادة، لذلك نحن نحتاج إلى بديل عن هؤلاء، نحتاج معارضة وطنية حقيقية تقوم بدورها فى مساندة الإيجابيات والوقوف ضد السلبيات بالتوجيه والإصلاح، نريد معارضة تكون كشافًا فى يد الدولة، وكاشفة لسلبياتها من أجل الإصلاح، نريد معارضة تعلم السياسة وتمتلك خيوطها، وتعرف كيف تضع يدها فى يد السلطة إذا تعرض الوطن لخطر، فما بالنا إذا كنا نخوض الحروب، نريد المعارضة التى تسمع صوتنا كشعب وتريد إرادتنا.. تفكر وتبدع، تلملم وتعلم لتخلق أجيالًا واعية، لا تمول أو تتغابى، نريد معارضة تمتلك العقل والضمير وليست الحنجورية المفرطة والشعارات الزائفة، نريد بديلًا للمعارضة التى تهدم الملذات وتشتت الجماعات وتضيع الأمم، تمتلك البصر والبصيرة.. نعم نريد البديل ونبحث عنه، فرغم حبنا لسيادة الرئيس والتأييد الشعبى له، إلا أننا لسنا راضين عن كل أحوالنا، فالمؤسسات الحكومية الفاسدة تضاعف فسادها وزادت البطالة وقل مستوى المعيشة والأخلاق والحياء، وليس بيد الرئيس وحده الإصلاح.. على الشعب أن يستيقظ من غفلته فالفساد والانحدار بأيدينا، فكل من يصمت على فاسد أو ظالم أو منافق أو مرتش أو متغافل عن عمله فاسد ومضيع لوطنه وكلهم نحن.. الفاسدون والمفسدون بمساعدة الفسدة.. ماذا يفعل الحاكم؟.. يستطيع أى حاكم أن يحكم قبضته وأن يكمم الأفواه ويضرب بيد من حديد، ولكن الرئيس السيسى جاء بالحب محمولا داخل القلوب، وهو ما يجعله يترفق بنا، حتى أصبحنا نحن المنادين بالشدة.. وإذا كان علينا الاعتراف أن هناك سلبيات فهى بسبب محاولة إرضاء كل الناس وبطء اقتلاع الفساد الذى يسكن حتى الكثير من الأجهزة الرقابية التى يعتمد عليها الرئيس.. فهناك حالات فجة من الفساد يتعمدون إغفالها.. نحن نحتاج بدائل وليس بديلًا واحدًا.. نحتاج المعارضة البديلة والأجهزة الرقابية البديلة، ونظم الإدارة البديلة، وأنظمة قضائية وشرطية وصحية وتعليمية بديلة وإعلامًا ومؤسسات صحفية بديلة، ومؤسسات ثقافية بديلة تقوم بدورها فى الإصلاح والتنوير حتى تتصدى لكل ما سبق، وأيضا نحتاج ضمائر يقظة نظيفة بديلة عن ضمائر غابت أو ماتت لأنها أمنت العقوبة فأساءت الأدب.