قرية "جزيرة شارونة" التابعة لمركز مغاغة بمحافظة المنيا معروفة بأنها أحد معاقل الجماعة الإسلامية، وأغلبها تكفيريون، ومع ذلك يعيش وسط هؤلاء أسر وعائلات مسيحية تعرضوا كثيرًا لمضايقات واضطهاد، ولا ننسى مجزرة الذبح الجماعى للأقباط بفترة الانفلات الأمنى يوم 28 يناير التى راح ضحيتها 11 مواطنًا.. الرسائل التى حصلنا عليها من جزيرة شارونة تعكس ما يدور داخل القرية بين الشباب الذين حصلوا على أحكام بالإعدام والذين اعتقلوا والهاربين أيضًا من الملاحقات الأمنية، وشارونة كان لها دور قوى فى الاشتباكات حدثت فى عهد الرئيس المعزول مرسى. وحسب كلام أهل القرية فإن حمل السلاح داخل شارونة شيء اعتيادى، وهذا ما قاله الصيدلى "محمود إبراهيم عبدالعظيم حسانين الصياد" الشهير بمعتقل الفيوم الصحراوى، نظرا لاعتقاله 12 عامًا أيام مبارك بسبب انتمائه لجماعة الجهاد.
وتم اختراقه والصياد يدير صفحة "تحالف دعم الشرعية بشارونة" التحريضية، وهو هارب حاليا فى السعودية ومطلوب ضبطه وإحضاره على ذمة قضايا إرهابية بعد فض رابعة، وعلى حد قوله اسمه موجود على قوائم الترقب والوصول.. عندما وقف الصياد داخل القفص بجوار القيادى الإخوانى عصام العريان فى قضية سلسبيل الشهيرة بالتسعينيات فوجئ بأن العريان يشير إليه ويقول للقاضى يؤسفنى أن تجمعنى مع الإرهابيين فى قفص واحد.. وهذا ما قاله الصياد فى مذكراته داخل المعتقل.
نسمع دائمًا أن الجماعة الإسلامية فى مصر تمتلك محامين وظيفتهم الدفاع عن المعتقلين، لكن ما نراه أن أبناء الجماعة المتضررين والمحكوم عليهم يقولون إن مشروع المحامين داخل الجماعة "فشنك".
هذا الكلام ليس من الخيال، و"البوابة نيوز" شاهد عيان عليه من خلال محادثات معتقل الفيوم الصحراوى الصيدلى "محمود الصياد" مع محامى الجماعة الإسلامية "عادل معوض".
استنجد الصياد بمحامى الجماعة لنجدة شقيقه محمد بعد اعتقاله فى "شارونة"، واتهامه بالتعدى على ضابط شرطة بالقرية، وكانت أول محادثة بينهما فى 22 ديسمبر 2014.
قال محمود إن شقيقه محمد 40 عاما، موظف فى وزارة الصحة، وظروفه المادية ضعيفة للغاية، ومع ذلك داعية وخطيب ومرب فاضل ومسئول اللجنة الإعلامية للقرية.
وأكد محمد أن شقيقه محمد كان رفيق محنته فى السجون 12 عامًا، وأضاف الصياد أن له شقيقا آخر اسمه رضوان مطلوب ضبطه وإحضاره، وهناك ثلاثة آخرون من عائلته "هاربين" فى قضايا "رابعة" منهم والده.
فرد المحامى ضاحكًا، "ده انتوا عائلة مبروكة وفل الفل"، وسأله "أخوك موجود فين دلوقتى، وما رقم القضية؟ فرد الصياد أنه داخل مركز شرطة مغاغة وينتظر العرض على النيابة، وعليه قضايا كثيرة لا نعرف أرقامها".
طلب المحامى من الصياد إرسال تلغراف لوزير الداخلية والنائب العام لإثبات تاريخ القبض على محمد، فسأله الصياد ممكن حضرتك تروح تحضر معاه جلسة النيابة غدًا، فرد عادل بأنه سوف يرسل محاميا معه للحضور.
وفى اليوم التالى، قال عادل إنه أرسل محاميين للحضور مع محمد أمام النيابة، وهما رضا رجب وشيماء، وقال لمحمود: "أخوك ضرب ضابط وكسر كشك وفى تشديد عليه جامد، وزملاء الضابط جاملوه".
وأضاف أن الموضوع كبير، وأن الأستاذين المحاميين حاضران أمام النيابة، وبعد انتهاء التحقيقات والاطلاع على أوراق القضية أقولك ممكن نعمل إيه.
فرد الصياد أن الضابط كذاب ولولا تدخل شقيقه كان ممكن أن يقتله أهالى القرية، فسأله المحامى عندك شهود، فرد محمود كل الذين شهدوا اتهموا فى القضية.
سأل الصياد عن الحساب البنكى الخاص بالمحامى لتحويل أتعابه عليه من السعودية، فرد المحامى أن اسمه "عادل محمد معوض مخلوف" وحسابه ببنك فيصل الإسلامى فرع 26 يوليو بالقاهرة.
تم حبس محمد 15 يوما على ذمة القضية، وأخذ إخلاء سبيل فى 6 يناير 2015، وأرسل له المحامى رسالة قال فيها مبروك لمحمد أخذ إخلاء سبيل وعقبال البراءة.
وقال المحامى: "نحن نأخذ بالأسباب ونتقن عملنا ونحسن دفاعنا ودفوعنا ونترك الأمر لله، وهو غالب على أمره"، وأضاف أنه أرسل لتصوير المحضر بالكامل.
فرد الصياد جزاكم الله كل خير على الاهتمام، فسأله عادل وبالنسبة للمصاريف وأتعاب القضية سترسلها أم أخيك سوف يدفعها لنا.
فقال محمود، أستاذ عادل هل تعلم أنه لم يحضر أى محام من طرفكم نهائيًا، ومن حضر هم ثلاثة محامين من أهل القرية، وأخى قال إنه لم يأت معنا أحد من الجماعة الإسلامية.
وأضاف أنه سئل المحاميين اللذين حضرا، وأكدا هذا الكلام، وقال الصياد للأسف يا أستاذ عادل كل المعلومات التى قلتها لى مسموعة فقط.
وأخى محمد تم حفظ قضيته، ومن كلفتهم بالحضور قصروا، ولولا فضل الله ثم إخواننا المحامين من القرية لكان للقضية شأن آخر، قائلاً شكرا لك وللجماعة الإسلامية التى تركت أبناءها.
وعتابى عند الشيخ عصام قريبًا، وعموما تحت أمرك وأمر الجماعة وطاقم المحاماة الذى لا يحضر جلسات إلا القادة فقط، ولا عزاء فى ذلك ولنا الله.
سكت عادل ولم يرد عليه إلا بعد يومين، وقال للعلم إن الذين حضروا من قريتك ومن مركزك تابعون لمكتبنا، وبتعليماتنا وعن طريق الأستاذ رضا رجب من محامي المنيا.
أما أن تنكر هذا وتجحد دون إلمامك بطبيعة عملنا فهذا ليس من الإنصاف، وجميع المصاريف التى صرفت كانت بمعرفة الأستاذ رجب.
وجزاكم الله خيرا فنحن لسنا فى حاجة لشكر من أحد، كائنا من كان، ويكفى أن عملنا وقع بميزان الله.
فرد محمود لا يا شيخنا هذا ليس صحيحا مع كامل احترامى لك، ورد المحامى أنه صحيح، وممكن تتصل بالأستاذ رضا، وتعرف منه صحة الأمر.
فقال محمود أنا سألت المحاميين عن أسماء المحامين التابعين لك، وقالا لا نعرفهم، وأنا لا أجحد أحدًا إطلاقا فى حقه، وما تربينا على ذلك، ولكن أنقل لك ما حدث.
فقال عادل أنا لم أقل لك ذهبت بنفسى أو كذبت عليك، ولكن أتخذ إجراءات حضور المحامين، وأتابع الجلسات، وذلك لكثرة انشغالنا بقضايا الجماعة.
فقال محمود أنا كلامى سيكون مع الشيخ عصام، ومجلس شورى الجماعة، وأنا أعاتبك لأنك أخ لى فقط.
فرد عليه المحامى تكلم مع من شئت، ولو عايز مصاريف خلاف ما دفعناه نرسلها لك، وعموما أنا متأكد من كلامى، ولو نصب عليك أحد منهم عد لى أولا.
وقال محمود ربما يكون الأخ رضا غير متابع، ويسأل من بعيد فقط، ورفض عادل هذا الكلام، وحسب ما قاله إن رجب كلف اثنين من المحامين لمتابعة القضية منذ أول يوم ومنهما بنت، وبلاش تتكلم باللهجة دى معانا.
فرد محمود أن البنت التى تتكلم عنها لم تظهر مطلقا فى الأمر، فغضب عادل قائلا هل أنا أكذب وأزور الكلام، وقال للصياد عليك أن تراجع نفسك.
فرد عليه الصياد أنا عندى حق يا مولانا لأنى كلمت الأستاذ رضا رجب وقال إنه كلف الأخت شيماء التى رفضت الحضور وقالت لا أحضر مع متظاهرين.
واتصلت شيماء على محام من قريتنا اسمه أحمد الجنداوى تابع لتحالف دعم الشرعية، ونحن نساهم فى أتعابهم، سواء كنا معتقلين أم لا، وما يثير الدهشة أن الأخ رضا لا يعرف تفاصيل القضية.
واختتم الصياد كلمته للمحامى، وقال له قبل أن تهاجم يا سيادة المحامى عليك التأكد من صحة معلوماتك وشكرا، فرد عادل لا عليك أستاذنا الحبيب.
لم تتوقف حلقات الردح من محمود الصياد عند المحامى عادل معوض بل وصلت لقيادات الجماعة بمغاغة بالمنيا، وهذا أغضبه بعد تعرضه للنصب داخل الجماعة.
وقال للشيخ محمود شحاتة، مسئول الجماعة بمغاغة، أنت قلت لى بعد اعتقال أخى لن نتركه ونحن معه، وأنا أعذرك يا شيخ شحاتة فيما قلته لى.
أليس محمد الصياد أخا من الجماعة أم هو من المغضوب عليهم حتى تتركوه هكذا، وعندما قبض على أخى اتصلت على المحامى عادل معوض، وقال لى هنتصرف؟ فتوكلت على الله.
واكتشفت أنه نصاب، وجن جنونى، وبهدلته وعريته، فأين الجماعة الإسلامية فى كل ذلك؟، وما أراه أنكم محتاجون لمراجعة كل شيء وإعادة ترتيب تحتاج ثورة حتى تواكبوا العصر، وليس إصلاح الدواليبى وكرم زهدى ونريد إصلاحا حقيقيا وتغيير وجوه.