عقد يوليوس جورج لوي سفير ألمانيا بالقاهرة، اليوم الإثنين مؤتمرا صحفيا بحضور محافظ الأقصر محمد بدر بمقر البعثة الألمانية بالبر الغربي، والتي أعلن خلالها عن عدد من التصريحات المهمة التي تخص العلاقات "المصرية– الألمانية" وبحث التعاون المشترك بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياحية والاستثمار.
وكان السفير الألماني قد وصل إلى محافظة الأقصر، اليوم بعد عودته من محافظة قنا، خلال زيارته التي استمرت 3 أيام بجنوب الصعيد وبدأت جولة السفير في المحافظة بزيارة وادي المملوك وتفقد أعمال البعثة الألمانية المسئولة عن الحفريات الأثرية بمنطقتي "ممنون" و"ذراع أبوالنجا" في مدينة القرنة، ثم توجه إلى مقر البعثة الألمانية حيث استقبله تلاميذ مدرسة المستقبل الألمانية.
وأوضح لوي، أنه زار عددا من المناطق الأثرية والسياحية المهمة بالمحافظة، وهي الزيارة الأولى الخاصة للمحافظة، فقد زارها منذ سنوات خلال رحلة نيلية بين الأقصر وأسوان، لافتا إلى أن وصول 4 رحلات شارتر ألماني يعني الكثير بالنسبة للمحافظة مما يؤكد وجود فرص جيدة لعودة السياحة كما كانت معبرا عن سعادته لوجوده بالمحافظة السياحية، مؤكدا على تكراره لهذه الزيارة والتي تعد من أفضل المناطق السياحية التي زارها حول العالم.
وفي بداية المؤتمر أعرب السفير عن سعادته بوجود مدارس ألمانية في محافظة الأقصر وإتقان التلاميذ للغة الألمانية، كما وعدهم بزيارة خاصة خلال المرات القادمة مؤكدا على اهتمام المصريين باللغة الألمانية وحرصهم على تعليم الثقافة الأجنبية لأولادهم مشيرا إلى أن مصر بها 20 مدرسة ألمانية منهم 7 مدارس معترف بشهادتهم ويستطيعون مواصلة دراستهم في الجامعات الألمانية.
وبحث السفير، خطط عودة السياحة الألمانية بكل قوة كمصدر للسياحة الخارجية لمصر، خاصة وإن ٢٠ ٪ من آثار العالم توجد في الأقصر ومصر لديها كنوز وإمكانات وبنية أساسية متميزة من الممكن أن تحرز تقدما كبيرا في مجالات السياحة الثقافية وسياحة الشواطئ، مؤكدا دعم الحكومة الألمانية للشعب المصري موضحا أن مصر لديها 60 % من الشباب ومن حقهم الحصول على وظائف ويجب دعم الحكومة للعمل على ذلك خاصة وأنها نسبة كبيرة من تعداد مصر، وهو العنصر الذي ينقص ألمانيا، ويجب الاستفادة منه وتدرس الحكومة الألمانية كيفية استثماره مع الحكومة المصرية لأنه لو تم استغلال هذه القوة البشرية جيدا سيتم تحقيق تنمية حقيقية في مصر.
وأوضح السفير خلال المؤتمر أن محافظة الأقصر لديها بنية أساسية جيدة تستطيع من خلالها تذليل كل العقبات أمام المستثمر الألماني، مشيرًا إلى أن ضرورة تكثيف الجهود المصرية لتغيير الصورة الذهنية لدى الألمان لأن هناك فارقًا بين الواقع الجيد والصورة الذهنية التي انطبعت لديهم عن مصر من خلال الأحداث التي مرت بها وآخرها تحطم الطائرة الروسية رسخت مفاهيم لديهم على غير الصحيح.
وفيما يخص ملف تأمين المطارات أكد السفير الألماني مدى تقدم الحكومة المصرية في هذا الملف وإن بلاده تبحث التعاون المشترك مع مصر لتأمين المطارات، مشيرًا إلى أن خبراء ألمان زاروا مصر خلال الأيام الماضية لأكثر من مرة لإلقاء نظرة على الأوضاع الأمنية في المطارات ووجد أن هناك تقدم كبير، مؤكدا ثقته التامة في أن مصر ستشهد ازديادا في حركة السياحة الألمانية خلال الأيام القادمة معبرًا عن سعادته بالإدراك الجيد لدى الحكومة المصرية والجهود المبذولة حول أهمية تأمين المطارات وخاصة مطار الأقصر كخطوة أساسية لعودة الحركة السياحية مرة أخرى إلى طبيعتها، لافتا إلى أن توفير إجراءات أمنية عالية بالمطارات المصرية أمر هام للغاية من أجل طمأنة وتشجيع السائحين لزيارة مصر.
وأكد لوي، أنه لابد من تغيير الصورة الذهنية الراسخة لدى شعوب العالم حول الحالة الأمنية بمصر، وتطبيق ذلك الأمر على أرض الواقع ثم توصيلها لهم، مشيرا إلى أن تسويق المنتج السياحي أمر مهم جدًا لمصر والمصريين لافتا إلى أن مصر استقبلت عام 2015 نحو مليون سائح ألماني، ولكن تلك الأرقام انخفضت للغاية عقب حادث الطائرة الروسية، مشددًا على أن السياحة عنصر هام للدخل القومي بمصر، وأنه يأمل في تحسن الحركة السياحية في القريب العاجل وعودتها كما كانت من قبل بمختلف مدن مصر السياحية والأثرية.
وتطرق السفير، إلى تفاصيل لقائه مع محافظ الأقصر مؤكدا أن مباحثاته مع المحافظ كانت مثمرة للغاية وتناولت سبل دعم خطط التطوير والتنمية في مختلف القطاعات حيث تم مناقشة تنوع الاقتصاديات في العمل، وتنويع مصادر الدخل وكيفية الاستفادة من المناطق الصناعية تحت الإنشاء، وقال أنه يجب التفكير في البعد الزراعي والصناعي، وكيفية التعامل مع مستثمرين ألمان وسيتم إجراء تعاون مشترك بين الجانبين كما ناقش سبل تطوير الصعيد خاصة الأقصر، وسبل تقديم الدعم الفني اللوجيستي والتكنولوجي للمحافظة وكيفية دعم الاقتصاد المصري مؤكدا على سعادته حينما علم أن محافظة الأقصر أصبحت تبحث عن بدائل السياحة لتنويع مصادر الدخل، كما تم مناقشة خطة ألمانيا في تنويع ودعم الدخل بالمحافظة السياحية، مشيرا إلى أن محافظ الأقصر يمتلك أفكارا جيدة لتحقيق ذلك.
وحول بورصة برلين المنعقدة في ألمانيا قال لوي أن بلاده تعد ثالث أكبر مصدر للسياحة إلى مصر وأن ألمانيا من الدول التي تريثت في إصدار قرارات بحظر السفر إلى مصر ولم تصدرها مشيرا إلى قيام مليون سائح ألماني بزيارة مصر خلال عام 2015 لكن العدد تناقص في الربع الأول من العام الحالي بسبب الطائرة الروسية وأحداث أخرى وأكد دعم بلاده لمصر في مجال مكافحة الإرهاب.
وعن اتفاقيات الاستثمار التي وقعتها ألمانيا مع الحكومة المصرية خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مارس الماضي، قال السفير الألماني، إن الحكومة المصرية وقعت 3 اتفاقيات مع شركة سيمنز كلها تتم وفقا لما هو متفق عليه حيث ستنتهي في 17 أبريل المقبل خلال زيارة نائب المستشارة الألمانية للقاهرة لبحث مزيدا من التعاون لافتا إلى أن حجم الاستثمارات الألمانية في مصر بلغ مليارا و700 مليون يورو من خلال 70 شركة ألمانية يعمل بها أكثر من 20 ألف موظف مؤكدا عمق ومتانة العلاقات المصرية الألمانية واهتمام الحكومة الألمانية للشراكة مع مصر وأن بلاده تسعى مع الحكومة المصرية لضخ المزيد من الاستثمارات.
وعن جولته بمحافظة قنا، قال السفير الألماني، أنه وصل لمحافظة قنا منذ السبت الماضي لافتا إلى إن الزيارة كانت ناجحة للغاية حيث ناقش العديد من المشروعات المهمة من مشروعات التعاون الاقتصادي والصرف والمياه ومشاريع البنية الأساسية خلال لقائه مع رئيس جامعة جنوب الوادي عباس منصور ومحافظ قنا اللواء عبد الحميد الهجان كما تفقد عدد من المشروعات التي يتم تنفيذها بمحافظة قنا بدعم وتعاون من الجانب الألماني ومنها شركة مياه الشرب والصرف الصحي بقنا بقيمة 57 مليون يورو وناقش مع محافظ قنا عدد من الأفكار والمقترحات الخاصة بالتوسع في المشروعات وإنشاء مدرسة ألمانية بقنا إضافة إلى زيارته لجامعة جنوب الوادي وعقد لقاء مشترك مع رئيس الجامعة ومتابعته لمباحثات القاهرة للمناخ والتي عقدت بقنا لأول مرة.
وخلال جولته بمقر إقامة بعثة المعهد الألماني برئاسة الدكتورة هوريك سورزيان ومقار عملهم بمنطقة ذراع أبوالنجا وأشاد السفير باهتمام البعثة بجزء مهمل من التاريخ الفرعوني خاص بالفقراء ووسائل معيشتهم وطرق دفنهم بعيدا عن تاريخ الملوك والأمراء والتي تعكس جزءا من المجتمع المصري القديم والشعائر الجنائزية للمصريين القدماء كما زار مقبرة توت عنخ آمون وقدم الشكر لأعضاء البعثة لمجهوداتها في مجال التنقيب والترميم والاكتشاف خاصة بعد قيامها بترميم التمثالين الشرقي والغربي للبوابة الشمالية من معبد الملك أمنحتب الثالث الجنائزي ورأسي الملك أمنحتب الثالث.
وفي نهاية تصريحاته، بعث سفير ألمانيا بالقاهرة رسالة أمن وسلام للسياح من جميع دول العالم مطالبا إياهم بالعودة لزيارة مصر والأقصر خصوصا مؤكدا أنها تنعم بالأمن والآمان وللتمتع بإمكانياتها الكبيرة في مجالات السياحة الثقافية والترفيهية المختلفة مشيرا إلى أن الحكومة والشعب الألماني يقفان جنبا إلى جنب مع الحكومة والشعب المصري من أجل تحقيق الاستقرار الأمني من خلال التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب لافتا إلى أن مصر أمنة تماما خاصة وأن أي عمل إرهابي تكون له أثار سيئة للغاية وطويلة المدى تدفع السائح إلى البحث عن المكان الأمن له ولأسرته.
وفي سياق متصل، رحب محافظ الأقصر بزيارة السفير الألماني مؤكدا أهمية السياحة الألمانية بالنسبة لمصر وأنها تسجل أعلى معدلات زيارة خاصة أنها تدعم منتج السياحة الثقافية واستقبال المحافظة لعدد 4 رحلات شارتر أسبوعيا قادمة من مدن ألمانية تقل على متنها نحو 1200 سائح مما جعل السائح الألماني هو رقم "1" في مصر لافتا إلى أوجه التعاون المثمر والفعال بين الجانبين في العديد من المجالات المشتركة الخاصة بالآثار والسياحة والتعليم الفني ومكافحة الإرهاب وتبادل المنح وغيرها.
