تتميز بملامح مصرية صميمة وخفة روح وشقاوة فى نظرة عينيها، تجعلها تدخل القلب بلا استئذان، إنها وزيرة التضامن الاجتماعى الدكتورة غادة والى.. الوزيرة التى تعمل كثيرا وتهاجم أكثر، وتقابل الهجوم والانتقاد بكل بساطة وترحاب، لأنها تمتلك ثقة فى خطواتها ورضا عما تحقق.. وقد تألقت الدكتورة غادة فى الحفل الختامى لدورى «لعيبة بلدنا» الذى يعد جزءا من الاستراتيجية التى تنفذ لحماية أبنائنا من الأيتام أو الأطفال بلا مأوى وأبناء دور الرعاية والجميعات والمؤسسات الأهلية، من خلال تعليمهم وتدريبهم على أنشطة رياضية وفنية.. وقد أقيم حفل دورى كرة القدم «لعيبة بلدنا» فى مركز شباب الجزيرة يوم السبت ٥ مارس - وهو مركز شباب على أعلى مستوى بعد تطويره فى السنوات الأخيرة، لكن ما يعيبه ارتفاع ثمن تذكرة الدخول، حيث تتراوح ما بين ١٠ وص ٢٠ جنيها، أى أن الأسرة المكونة من ٥ أفراد من المفترض أن تدفع مائة جنيه رسوم الدخول فقط دون الحصول على أى خدمات أخرى، وهو ما يعد عبئا طائلا على بعض الأسر، رغم أنه مركز شباب حكومى يتبع وزارة الشباب، ومن المفترض أن تكون رسومه رمزية تتناسب مع إمكانيات الأسر الفقيرة أو محدودة الدخل، وهو ما يستوجب إعادة النظر من وزير الشباب خالد عبدالعزيز، وقد بدأت المبادرة من عام لاستقطاب الأطفال من الشوارع حتى نستطيع التغلب على تلك المشكلة التى تعد أزمة فى كل دول العالم التى تعانى من زيادة السكان.. وتعمل المبادرة على تعليم الموسيقى والرياضة والأنشطة الثقافية، لتساعد هؤلاء الأطفال فى مصالحة المجتمع، بعد أن يصبحوا فاعلين ومؤثرين بتلك الأنشطة المحببة وشارك فيها مع الأطفال جمعيات أهلية.. تألقت غادة والى فى الحفل، وظهر عليها السعادة والبهجة وهى ترى الحلم يتحقق فى «أطفال بلا مأوى»، الأطفال الذين يعيشون على هامش الحياة، لنراهم بتلك المبادرة شعلة من النشاط واثقين من أنفسهم، عادت إلى وجوههم الابتسامة التى كانت غادرت وجوههم.. يستمتعون بما يشتركون فيه.. دورى كرة قدم يشارك فيه ألف طفل وبإشراف الكابتن حسن شحاتة المدير الفنى الأسبق للمنتخب، وهو ما يدل على نبل الكابتن حسن شحاتة، وعلى عشقه لوطنه ودوره الإيجابى المعطاء بمساهمته فى القضاء على مشكلة هؤلاء الأطفال الذين سنسمع عنهم عندما يحققون البطولات ويقدمونها لوطنهم.. وقد تحدثت إليهم الوزيرة غادة والى وحفزتهم على الاجتهاد وعلى تحقيق أحلامهم، وقالت: «إحنا هنساعدكم عشان نفيد بلدنا وأنا فخورة بيكم كلكم.. وأهمية الرياضة أنها تعلمنا الأخلاق ونحترم بعض داخل الملعب وخارجه».. مشروع «أطفال بلا مأوى» الذى يتبناه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ويوليه أهمية خاصة لما له من ضرورة ملحة لعلاج ما يتعرض له أطفالنا فى الشوارع.. أهنئ هؤلاء الأطفال وعروس الحفل الوزيرة غادة والى وكابتن حسن شحاتة المدير الفنى السابق للمنتخب، كما سبق وكتبت شاكرة للفنانة الكبيرة «أحلام» والتى تقيم قرية متكاملة لهؤلاء الأطفال فى مصر، وأيضا المايسترو سليم سحاب والذى عكف على البحث عن المواهب من بينهم، وبادر بتعليمهم الموسيقى والغناء، وأصبح يقدم من خلالهم حفلا شهريا برعاية وزارة الشباب وبعض الجمعيات الأهلية.. تكاتف هؤلاء المخلصين يعطينا الأمل ويطمئن قلوبنا على المستقبل.. ومن عجائب زماننا أن القنوات الفضائية التى تهرول للمظاهرات المختلفة وألاعيب الأولتراس وغيرها.. لم تر هؤلاء الأطفال أو تهتم بهم أو تقوم بتغطية هذا الحفل أو برعاية الأطفال معنويا وإظهار بعضهم على الشاشات، لكن علينا ألا نفاجأ، فدورهم الهدام أصبح فى وضوح الشمس، لم يعد خافيا على أحد وعلينا أن نصر على التحدى ونصنع دولتنا الجديدة بسواعد الأوفياء للوطن، وعلينا أن نسارع فى إصلاح منظومة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لتجد الدولة إعلاما وطنيا يساعدها فى البناء والتنمية، بدلا من هذا الإعلام الأعمى عن كل إنجاز نقوم به أو بناء للحكومة التى يطالبون بتغييرها ويهاجمونها ويتهكمون عليها، ولا ينظرون إلى أنفسهم ويواجهونها بتلك السوداوية المقيتة.. وزيرة التضامن المتفائلة البشوشة قامت بعمل رائع، هى وكل الجمعيات الأهلية المشاركة معها، وكل المساهمين فى هذا المشروع الكبير والذين يحرصون عليه ويبذلون من أجله الجهد، وكل وطنى مخلص متفانٍ من أجل هؤلاء الأطفال ليتحرروا من عبودية الاحتياج والتشرد إلى حضن وطن يحميهم ويجعلهم مواطنين صالحين.. وتلك هى العدالة الاجتماعية التى يسعون للتظاهر من أجلها.. ثم يتجاهلونها حين يسعى لتحقيقها المخلصون فى هذا الوطن بداية من رئيس الدولة إلى أصغر مشارك فيه، فكل الشكر والتقدير لكل من فكر وساهم فى إنجاح هذا المشروع العملاق.
آراء حرة
أطفال بلا مأوى "لعيبة بلدنا"
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق