تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
بينما انتقل احتفال نصر اكتوبر من إطاره الرسمي إلى عمقه الشعبي .. تبادل فيه الناس التهاني وترحموا على الشهداء وتغنوا بأمجاد أبطالنا .. وبينما يستعد الناس لمرحلة جديدة في دولة جديدة ترفرف عليها رايات المدنية وسيادة القانون .. إذا بهجمة منظمة حاولت تعكير تلك الأجواء.
جاءت إلينا منظومة غشوم لأصوات نشاز من الداخل والخارج تحاول قدر الإمكان إهالة التراب على الإنجاز الكبير وعبور القناة.
وأما عن الداخل فنستطيع فهم دوافعه غير المبررة فضلا عن اطمئناننا لسير الإجراءات القضائية تجاههم .. ويبقى نشاز الخارج الذي جاء متناغما مع الإخوانجية في النشاز .. إنه صوت العصابة الحمساوية القابعة على حدودنا .. ولم يكن هذا التناغم مفاجأة لنا لذلك لم نتوقف طويلا عند تلك التصريحات الهزيلة التي صدرت عن الحمساوي المدعو البردويل التي أدلى بها لوكالة الأنباء الصينية والتي أكد خلالها ان حركة حماس ليست مجبرة على تقديم التهنئة لمصر بمناسبة نصر اكتوبر .. وأضاف بعدها كلاما سخيفا عن مرسي والسيسي والحيش والديمقراطية.
أقول لم تكن تلك التصريحات مفاجأة لي بشكل شخصي لأنني أتوقع من حماس الأسوأ دائما .. ولم أضع الأسوأ في مقدمة توقعاتي لهم من باب رمي البلا.. ولكن المتابع لتصريحات اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثالث الميداني وقائد عملية تطهير سيناء والتي أدلى بها صباح السادس من اكتوبر لابد أن يتوقف طويلا عند كلامه عن اكتشافهم أكثر من برميل بارود تحت أحد أبراج المراقبة المصرية على الحدود وأن هذه البراميل تم توصيلها بأسلاك كهربائية وتمر هذه الأسلاك من أحد الأنفاق لتصل إلى الجانب الآخر لتفجيرها عن بعد وقتما يقررون .
نخلص من ذلك إلى أن حماس كفكرة وكوادر لا هم حقيقي عندها عن العدو الصهيوني إطلاقا .. ولا يلزمهم نصر اكتوبر من قريب او بعيد .. ذلك النصر الذي نعتبره ترمومتر الوطنية الحقيقية .. فاختار الحمساويين الكفر بالوطن والإيمان بالتفجيرات ..ليؤكدوا ما سبق أن كتبناه عنهم مرارا وعن أشقائهم متأسلمي مصر بأن همهم الأوحد هو تنفيذ أجندتهم الطائفية متوسلين في ذلك بالإرهاب ودعمه بكل السبل.
وإذا كانت الصورة قاتمة بمثل ما نرى فمن حق المواطن المصري أن يطمئن للإجراءات المفترضة على حكومتنا وبالطبع على رأسها استكمال غلق الأنفاق نهائيا وإلى الأبد مع ضرورة توضيح رسالة الخارجية المصرية بأنها لا ترى عصابة حماس من الأصل وأن دعمنا السياسي ينحصر في منظمة التحرير الفلسطينية برام الله.
لقد دفعت مصر الكثير من قوت أبنائها وللأسف لم يصل ما دفعناه إلى الشعب الفلسطيني في غزة ولكن استولت المافيا الإسلامنجية هناك على كل شيء ... تراكمت أرصدة من يزعمون أنهم قادة بالمليارات .. فنرى مشعل يقفز من عاصمة إلى أخرى متسولا تارة ومبتزا تارة أخرى .. يعينه على ذلك قرضاوي مفتى الناتو وملتحفا بغطاء سياسي من إمارة أمريكية بالخليج اسمها قطر.
ولعل زيارة مشعل ( بضم الميم ) الحرائق خالد مشعل إلى تركيا مؤخرا تأتي في ذات سياق العهر النضالي المكذوب .. فتركيا القاعدة العسكرية المهمة لحلف العدوان الناتو لم يجد المناضل المتأسلم ضررا من زيارتها في توقيت خطير حيث يؤجج أردوغان الصراع في سوريا ويموت على قلقلة الأمور في مصر ويفتك في ذات الوقت بمعارضيه في ميدان تكسيم التركي .. أقول لم يجد هذا الممثل مشعل سوى تركيا التي تناصب سوريا العداء ليزورها ويتكلم للإعلام من هناك كناصح خبيث .. والعجيب هو أن سوريا ظلت لعشرات السنين مأوى وحصن لمشعل وجماعته ولكن بشار وغيره اختاروا اللعب مع الثعابين السامة التى كشفت مؤخرا عن وجهها الحقيقي وراحت تلدغ من أحسنوا إليها.
و الآن أستطيع أن أقولها بوضوح عن حديث المصالحة إنه حديث قليلي الهمة .. حديث العاجزين عن الحلم بدولة القانون .. حديث لا يمكن الاستماع إليه بينما يعمي أبصارنا لون الدم في كل مكان.