هل جربت أن تخدم غيرك دون انتظار مقابل منه؟! هل فكرت أن تداعب الفقراء والمهمشين بمشاعرك الصادقة مصحوبة بأفعالك الناتجة تجاههم؟! هناك العديد من المؤسسات الخيرية لا تحمل الخير لأحد، لأنها ببساطة شديدة لم تهدف الي مساعدة الفقراء والمهمشين، أو حتى مساعدة النخبة على تواصلهم وتوصيل أفكارهم.
بدأت علاقتي بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية منذ ما يقرب من 12 عاما حينما كانت تدعوني إلى حضور بعض مؤتمراتها وأنشطتها، وكنت في بداية الأمر مع الهيئة الإنجيلية مجرد صحفي يقوم بمهمته المعتادة وهي تغطية أنشطتها ومؤتمراتها، ولكن تحولت العادة الصحفية إلى مشاركة وتفاعل من تعميق المواطنة وثقافة الحوار والتسامح من أجل تنمية الشخصية المصرية .. وبالتالي أصبح عندي ثراء وتنوع في الأفكار ، بل اعترف أن بسبب كثرة مشاركتي كأحد أعضاء منتدى حوار الثقافات إلى تعديل بعض العادات والأفكار التي كنت أتبناها بداخلي .
وأعتقد أن كل متابعي المجتمع المدني ، تأكد لديهم حقيقة وأهمية مكانة الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية في تقديم خدماتها للمجتمع منذ تأسيسها عام 1950 ، وكان شعارها ومازال " اخدم الفقير والمهمش " ، حيث اهتمت بالزراعة والتعليم والبيئة والإسكان وتنمية الموارد البشرية وحوار الأديان والثقافات ، وتهدف الهيئة إلى دعم القيم والمبادئ الاجتماعية والإنسانية للمجتمعات التي تتعامل معها، فضلا عن إلى تشجيع الحوار بين فئات المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية لجميع الطبقات.
في هذا المجتمع الحقوقي والتنموي ، وأصبحت عضوا أساسيا ولا غنى عنه في تحقيق ونشر المفاهيم والقيم المدنية والحقوقية، ولكن أتمني أن تجتهد الهيئة الإنجيلية وبالأخص منتدى حوار الثقافات في الاشتباك مع أفكار وعادات الشارع المصري وخاصة داخل حواري وقري الصعيد التي بها شوائب اجتماعية قد تعيق النهضة المصرية وتعيق أيضا تنمية الشخصية .
هنا .. دعوني ان أحيي هذه الهيئة الذي يقودها القس د. اندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، وأدعو كل منظمات المجتمع المدني أن تغار منها وأن يتعلمون كيف يعلمون من هم يجهلون ؟!
هذا الجهد المجتمعي وراءه أفراد متميزون.. يقتنعون تماما بأفكار وقيم المجتمع السوي والتنموي.. اجتهدوا حتي وصلت الهيئة الي التواصل مع شبكات ومنظمات الحوار علي مستوي عربي وأجنبي ، أقدم التحية لهم جميعا ، واتذكر في لقاء جمعني بمدير منتدي حوار الثقافات صديقتي السيدة سميرة لوقا قالت لي : " إن شبكه الحوار العربي تجاوزت 23 منظمة عاملة ومهتمة بمجال الحوار ونشر ثقافه الحوار والتلاقي بين كل مؤسسات وفئات المجتمع " .
خدمة الإنسان لأخيه ليست بالشعارات وإنما بالأفعال وأن تنسي ما فات .. فكّر فيها.
