لم يكن كل ما ذكرناه من قبل فى المقالات السابقة على لسان «زينب الغزالى» فى كتابها الخيالي!: «أيام من حياتى» هو أغرب ما ذكرته، بل هناك الكثير مما ذكرته «الغزالى» يصعب على العقل السوى أن يستوعبها، فضلًا عن أن يصدقها، ولعل من أراد أن يستزيد من هذه القصص الخيالية الشيقة أن يرجع إلى الكتاب المذكور، فسوف يجد متعة فى القراءة، بشرط واحد هو ألا يحاول أن يقنع عقله بأن حرفًا واحدًا مما يحويه الكتاب هو أمر حقيقى، لأن ذلك سوف يفسد عليه متعة القراءة تمامًا!
وأما الآن فسوف أكتفى هنا بذكر مثال واحد أخير للغرائب والعجائب التى ذكرتها «الغزالى» فى كتابها، ليدل ذلك على ما فى بقية الكتاب.
وفى هذا المثال قد تجاوزت «الغزالى» فيه كل ما مر من أمثلة، فقد شطح بها الخيال شطحة لا يستطيعها حتى أولئك الذين يتعاطون حبوبًا تسبب الهلاوس وتعيش صاحبها فى عالم افتراضى بعيدًا عن العالم الحقيقى ومنفصلًا عنه تمام الانفصال!
فقد جاءت هذه المرة بما لم يستطعه الأوائل! بل لقد تفوقت على نفسها، وغلب خيالُها خيالَها بالضربة القاضية! وذلك حين ذكرت أنها دخلت الزنزانة رقم ٣، وكان بأعلاها نافذة مطلة على فناء السجن، فقالت: «كان بأعلى الزنزانة نافذة تطل على فناء السجن، وقد جاءوا بصليب من الخشب على ارتفاع النافذة، ثم جاءوا بشباب من المؤمنين!!»، وكأنها تحكى لمن يقرأ عن واقع مكة قبل الإسلام بين المؤمنين والكافرين! لتسقط ذلك على الواقع، فتكون هى ومن معها من الإخوان يمثلون النبى الأكرم - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والسلطة الحاكمة فى مصر بل ومصر كلها يمثلون المعسكر الآخر من المشركين، وعلى رأسهم أبوجهل وأبولهب، الذين يصلبون المؤمنين ويعذبونهم لأنهم صبأوا ودخلوا الإسلام!! ويصلبونهم الواحد تلو الآخر على هذا الصليب، وأخذوا فى جلد المصلوب بالسياط!!
فأى عقلٍ مريض يمكنه أن يصدق هذه الكذبات غير المنمقات، لأنه إذا كانت النافذة تطل على فناء السجن، كما ذكرتْ، فكيف استطاعت أن ترى هى من نافذة ارتفاعها يقارب الأمتار الثلاثة؟! هل يعقل أن تتسلق الجدران وتسير على الحائط حتى تنظر من النافذة فى أعلى الحائط؟!
بل إنها - وقد فاتتها القاعدة الذهبية للكذابين: «إذا كنت كذوبًا فكن ذكورًا» - كانت قد ذكرت أن ساقها كانت مكسورة نتيجة التعذيب!
فكيف وقفت على قدميها، فضلًا عن تسلقها الجدران لترى ما يحدث فى الفناء؟!
إن ما ذكرته «الغزالى» فى كتابها يصلح - كما مر - لأن يكون قصصًا خيالية، أو فيلمًا سينمائيًا من أفلام الفانتازيا الأمريكية! ولكنه لا يصلح بحال لأن يكون روايات واقعية يقبل العقل وقوعها ويصدق حدوثها.
و كل ما ذكرته «الغزالى» فى كتابها - المشار إليه - كان له هدف واحد لا أكثر، وهو الإثارة والاستعطاف لمن يقرأ الكتاب، لكى يتعاطف مع الإخوان المظلومين والمستضعفين والمؤمنين! وفى الوقت ذاته يكره الدولة الكافرة! والظالمة والتى تقتل المسلمين وتعذبهم بسبب قولهم «ربى الله»!!
فالهدف الأول والأخير «للغزالى» وكتابها إثبات كفر الدولة المصرية التى تحارب الإسلام وتعذب المسلمين بسبب إسلامهم! وكذلك إثبات إيمان الإخوان وتضحياتهم بالغالى والثمين، وتحملهم الأذى فى سبيل الله وصبرهم على التعذيب الشديد!!
والحقيقة أن كلًا الأمرين كذبٌ فى كذب ودجلٌ فى دجل، لا يمكن لعاقل أن يقبله أو يصدقه.
ولكن.. إذا كان ما ذكرته «الغزالى» فى كتابها «أيام من حياتى» هو بالفعل كذبٌ ودجل، فأين الحقيقة؟! أين الواقع الملموس الذى لا تشوبه شائبة من كذب أو دجل؟!
وسوف نكشف تلك الحقيقة من أفواه الإخوان أنفسهم ومما ذكروه فى كتبهم ومقالاتهم وأحاديثهم عن السجون، وما كان فيها من نعيم مقيم! وصل إلى حدود من الترفيه الذى لا ينقصه شيء ولا حتى العلاقات الجنسية والتى كانت تنظم لهم ما اصطلح على تسميته بــ«الخلوة الشرعية»، والتى كانت بلا حدود أو سقف أعلى للقاءات أو المُدد!
ولعل مثالًا واحدًا يكفى القارئ المكرم، لكى يستيقن كيف كانت حياتهم داخل السجون، وهو الإرهابى المجرم «خيرت الشاطر».
فإذا علمت - أيها القارئ المكرم - أن «الشاطر» قد جمع كل ثروته المهولة فى الفترة التى قضاها فى السجون، وأنه كان يتابع أعماله وتجارته، تمامًا كما لو كان خارج السجن، فإنك ستعجب أشد العجب من روايات التعذيب التى حكتها «الغزالى» وحكاها غيرها، إذ كيف لشخص يتعرض لتعذيب كالذى ذكرته، ولا يذهب عقله ويطيش ذهنه، بحيث لا يستطيع أن يفكر إلا فى أن يخرج من هذا الجحيم ولو ضحى بماله كله، وليس أن يفكر فى تنمية ماله وتعظيم ثروته وتضخيمها إلى أقصى الحدود؟!
كيف لمن يُعذَب ليل نهار ويكون طعامه بعد جوع شديد «رغيف خبز عفن ملوث ببراز آدمى»!! - على حسب ما ذكرته «الغزالى» - كيف لشخص يكون هذا طعامه ويكون هذا الجحيم هو حياته يفكر فى المال والدنيا والثروة بل والجنس؟! إذ كيف يفكر فى إشباع رغباته ونزواته الجنسية، بل وكيف تنشأ هذه الرغبة بالأساس لمن يُعذب بأشد وأعنف ألوان العذاب ليل نهار؟
فإذا علمت أن أغلب - إن لم يكن كل - أبناء «الشاطر» العشرة! إنما أنجبهم جراء «الخلوة الشرعية»!، فلا شك أنك ستتيقن من كذب كلام «الغزالى» وأشباهها!
ولكن يبقى السؤال أيضًا: كيف كان حال السجون مع الإخوان أو حال الإخوان مع السجون؟
و هو ما سنجيب عنه - إن شاء الله - فيما هو آت من مقالات، ونتعهد أن يكون بيان كذبهم فيما يخص التعذيب من عدمه من ألسنتهم وشهاداتهم على طريقة قول المسيح، عليه السلام: «من فمك أدينك»!
وأما الآن فسوف أكتفى هنا بذكر مثال واحد أخير للغرائب والعجائب التى ذكرتها «الغزالى» فى كتابها، ليدل ذلك على ما فى بقية الكتاب.
وفى هذا المثال قد تجاوزت «الغزالى» فيه كل ما مر من أمثلة، فقد شطح بها الخيال شطحة لا يستطيعها حتى أولئك الذين يتعاطون حبوبًا تسبب الهلاوس وتعيش صاحبها فى عالم افتراضى بعيدًا عن العالم الحقيقى ومنفصلًا عنه تمام الانفصال!
فقد جاءت هذه المرة بما لم يستطعه الأوائل! بل لقد تفوقت على نفسها، وغلب خيالُها خيالَها بالضربة القاضية! وذلك حين ذكرت أنها دخلت الزنزانة رقم ٣، وكان بأعلاها نافذة مطلة على فناء السجن، فقالت: «كان بأعلى الزنزانة نافذة تطل على فناء السجن، وقد جاءوا بصليب من الخشب على ارتفاع النافذة، ثم جاءوا بشباب من المؤمنين!!»، وكأنها تحكى لمن يقرأ عن واقع مكة قبل الإسلام بين المؤمنين والكافرين! لتسقط ذلك على الواقع، فتكون هى ومن معها من الإخوان يمثلون النبى الأكرم - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والسلطة الحاكمة فى مصر بل ومصر كلها يمثلون المعسكر الآخر من المشركين، وعلى رأسهم أبوجهل وأبولهب، الذين يصلبون المؤمنين ويعذبونهم لأنهم صبأوا ودخلوا الإسلام!! ويصلبونهم الواحد تلو الآخر على هذا الصليب، وأخذوا فى جلد المصلوب بالسياط!!
فأى عقلٍ مريض يمكنه أن يصدق هذه الكذبات غير المنمقات، لأنه إذا كانت النافذة تطل على فناء السجن، كما ذكرتْ، فكيف استطاعت أن ترى هى من نافذة ارتفاعها يقارب الأمتار الثلاثة؟! هل يعقل أن تتسلق الجدران وتسير على الحائط حتى تنظر من النافذة فى أعلى الحائط؟!
بل إنها - وقد فاتتها القاعدة الذهبية للكذابين: «إذا كنت كذوبًا فكن ذكورًا» - كانت قد ذكرت أن ساقها كانت مكسورة نتيجة التعذيب!
فكيف وقفت على قدميها، فضلًا عن تسلقها الجدران لترى ما يحدث فى الفناء؟!
إن ما ذكرته «الغزالى» فى كتابها يصلح - كما مر - لأن يكون قصصًا خيالية، أو فيلمًا سينمائيًا من أفلام الفانتازيا الأمريكية! ولكنه لا يصلح بحال لأن يكون روايات واقعية يقبل العقل وقوعها ويصدق حدوثها.
و كل ما ذكرته «الغزالى» فى كتابها - المشار إليه - كان له هدف واحد لا أكثر، وهو الإثارة والاستعطاف لمن يقرأ الكتاب، لكى يتعاطف مع الإخوان المظلومين والمستضعفين والمؤمنين! وفى الوقت ذاته يكره الدولة الكافرة! والظالمة والتى تقتل المسلمين وتعذبهم بسبب قولهم «ربى الله»!!
فالهدف الأول والأخير «للغزالى» وكتابها إثبات كفر الدولة المصرية التى تحارب الإسلام وتعذب المسلمين بسبب إسلامهم! وكذلك إثبات إيمان الإخوان وتضحياتهم بالغالى والثمين، وتحملهم الأذى فى سبيل الله وصبرهم على التعذيب الشديد!!
والحقيقة أن كلًا الأمرين كذبٌ فى كذب ودجلٌ فى دجل، لا يمكن لعاقل أن يقبله أو يصدقه.
ولكن.. إذا كان ما ذكرته «الغزالى» فى كتابها «أيام من حياتى» هو بالفعل كذبٌ ودجل، فأين الحقيقة؟! أين الواقع الملموس الذى لا تشوبه شائبة من كذب أو دجل؟!
وسوف نكشف تلك الحقيقة من أفواه الإخوان أنفسهم ومما ذكروه فى كتبهم ومقالاتهم وأحاديثهم عن السجون، وما كان فيها من نعيم مقيم! وصل إلى حدود من الترفيه الذى لا ينقصه شيء ولا حتى العلاقات الجنسية والتى كانت تنظم لهم ما اصطلح على تسميته بــ«الخلوة الشرعية»، والتى كانت بلا حدود أو سقف أعلى للقاءات أو المُدد!
ولعل مثالًا واحدًا يكفى القارئ المكرم، لكى يستيقن كيف كانت حياتهم داخل السجون، وهو الإرهابى المجرم «خيرت الشاطر».
فإذا علمت - أيها القارئ المكرم - أن «الشاطر» قد جمع كل ثروته المهولة فى الفترة التى قضاها فى السجون، وأنه كان يتابع أعماله وتجارته، تمامًا كما لو كان خارج السجن، فإنك ستعجب أشد العجب من روايات التعذيب التى حكتها «الغزالى» وحكاها غيرها، إذ كيف لشخص يتعرض لتعذيب كالذى ذكرته، ولا يذهب عقله ويطيش ذهنه، بحيث لا يستطيع أن يفكر إلا فى أن يخرج من هذا الجحيم ولو ضحى بماله كله، وليس أن يفكر فى تنمية ماله وتعظيم ثروته وتضخيمها إلى أقصى الحدود؟!
كيف لمن يُعذَب ليل نهار ويكون طعامه بعد جوع شديد «رغيف خبز عفن ملوث ببراز آدمى»!! - على حسب ما ذكرته «الغزالى» - كيف لشخص يكون هذا طعامه ويكون هذا الجحيم هو حياته يفكر فى المال والدنيا والثروة بل والجنس؟! إذ كيف يفكر فى إشباع رغباته ونزواته الجنسية، بل وكيف تنشأ هذه الرغبة بالأساس لمن يُعذب بأشد وأعنف ألوان العذاب ليل نهار؟
فإذا علمت أن أغلب - إن لم يكن كل - أبناء «الشاطر» العشرة! إنما أنجبهم جراء «الخلوة الشرعية»!، فلا شك أنك ستتيقن من كذب كلام «الغزالى» وأشباهها!
ولكن يبقى السؤال أيضًا: كيف كان حال السجون مع الإخوان أو حال الإخوان مع السجون؟
و هو ما سنجيب عنه - إن شاء الله - فيما هو آت من مقالات، ونتعهد أن يكون بيان كذبهم فيما يخص التعذيب من عدمه من ألسنتهم وشهاداتهم على طريقة قول المسيح، عليه السلام: «من فمك أدينك»!