السبت 11 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الرئيس و"رعد الشمال".. رسائل وأهداف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ أن وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالة قوية للرئيس الأمريكي، باراك أوباما قال فيها " نحن لسنا بحاجة أحد "، كان لابد وأن يكون هناك درع عربي قوي، نتصدى به لمن حولنا، وما يدور في محيطنا، ويؤكد للجميع أن الدول العربية والإسلامية علي قلب رجل واحد.
وأزعم أن تلك اللحظة كانت الفارقة في اتخاذ قرار عربي بتشكيل التحالف العسكري العربي الإسلامي، بمشاركة 53 دولة إسلامية وعربية إلى جانب المملكة العربية السعودية، والتي اتفقت قيما بينها علي هدف ومبدأ واحد ، وهو الاتحاد سويًا لمواجهة الإرهاب في جميع أشكاله وأنواعه ،والتصدي له في مواطن تواجده، ومواجهة الدول الداعمة له ومحاربتها بكل الوسائل الممكنة للحد من تماديها وتعديها على حقوق الشعوب العربية والإسلامية.
وجاء يوم السبت السابع والعشرين من فبراير الماضي، ليعلن عن أولي ثمار هذا التحالف، ويدشن لانطلاق أكبر مناورة عسكرية يشهدها التاريخ ، بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية، وبمشاركة قوات برية وبحرية وجوية، التقت جميعها في "حفر الباطن"، بالمملكة العربية السعودية، لتبدأ التدريبات علي مختلف الآليات والأسلحة، ولتنصهر الخبرات العربية والإسلامية في ساحة قتال واحدة، لا تعرف فيها هذا من ذاك، فالجميع يتدرب لهدف واحد وهو كسب الخبرات وتبادلها فيما بين القوات المشاركة.
وتأتي تلك المناورة، كرسالة قوية للعالم بأسره، ولكل من يرعى الإرهاب في المنطقة العربية، مفادها أن العرب قادرون على حماية أمنهم القومي، والتعامل مع الإرهاب بكافة صوره وتنظيماته، ودحره في مهده، علاوة على تفويت الفرصة لكل من يتشدق بأن العرب لا يعرفون للاتحاد طريقًا ولا للوحدة سبيلًا.
وفي تصوري أن "رعد الشمال"، هي بداية فعلية للقوة العربية المشتركة، كما أنها سترسل للجميع رسائل عدة أهمها، قدرتنا نحن العرب على حماية أمننا القومي ومواجهة الإرهاب ، والتصدي لتحديات أمن واستقرار المنطقة العربية، والاستعداد لتنفيذ مهام مشتركة، ورفع الجاهزية والكفاءة القتالية، واستخدام أحدث الآليات العسكرية، وتوحيد الصفوف والتعاون بين الدول، وبذل أقصى الجهود لمكافحة الإرهاب بجميع صوره ومظاهره، والقضاء عليه وعلى مسبباته وأهدافه، وغير ذلك من الرسائل التي سيستوعبها العالم من خلال "رعد الشمال"، ومن خلال حضور العديد من رؤساء وقادة الدول العربية المشاركة فيها.
أما عن حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي لختام فاعليات المناورة ، فيحمل هو الآخر رسائل كثيرة، يأتي في مقدمتها، استمرار سياسة دعم مصر لكل ما هو عربي وقومي، والإعلان صراحة وبما لا يدع مجالًا للتأويل والتفسير ، أن مصر تقف بجانب المملكة العربية السعودية في كل ما تنفذه لحماية أمنها القومي بل أمن الخليج بأسره، فضلًا عن توجيه رسالة قوية للجميع بمدي عمق العلاقات بين القاهرة والرياض.
ولعل حرص الرئيس على حضور ختام المناورة، يؤكد أيضًا حرص مصر ومؤسستها العسكرية على تبادل ونقل الخبرات التدريبية والتراكمية، بين الدول العربية والإسلامية ،وقدرتها على النقل الاستراتيجي من "القاهرة"، إلي ساحة التدريب، بما يؤكد جاهزيتها أيضًل لحماية مصالحها في أي مكان، وعندما نعلم بوجود آليات وأسلحة 20 دولة يتدرب عليها الجميع، فمن المؤكد أيضًا أن كل من شارك في هذا التدريب زادت خبرته، واكتسب شيئًا جديدًا لم يكن يعرفه من قبل.
الرسالة قوية، ومتعددة الأهداف، فتلك المناورات تضع الأسس المتينة للتعاون العسكري العربي الإسلامي، وتؤكد قدرة العرب علي مواجهة المتطرفين وأذرعهم بالمنطقة، وتقول للجميع: سنعمل معًا لتحقيق أهداف موحدة ومحددة، وأعتقد أنها نجحت في توصيل رسالتها، وحققت جميع أهدافها العسكرية والاستراتيجية.