غادة عبدالرحيم.. "المرأة الأهم" في 2015

قالوا عنها الكثير، «المرأة مثل العشب الناعم ينحني أمام النسيم ولكنه لا ينكسر للعاصفة»، «تستطيع التغلّب على محن الحياة الأكثر مشقّة على الرغم من أنّ أكثرية الرجال»، «مازالت تعاني وتكافح من أجل قضية المساواة فهي وسيلة تسلّحها ضد غدر الزمن»، و«تحمّلت الهيمنة خلال قرون من الزمن»، فهي كـ« آلة إلكترونية دقيقة الصنع لا تكف عن العطاء»، ولما لا فـ«عظماء الرجال يرثون عناصر عظمتهم من عطائها»، هكذا هي شريك الرجل في صناعة الحياة.
يحتفل العالم هذه الأيام بيوم المرأة، وتسابقت المؤسسات والمنظمات لتكريم الشخصيات الرائدة، ممن بذلن الغالي والنفيس، دفاعا عن حق المرأة، وبرز اسم الدكتورة غادة عبدالرحيم، مؤسس مبادرة "ولادها سندها"، خلال عام 2015، لما قدمته من مبادرات ومؤتمرات وفعاليات تعددت وكثرت في العديد من المجالات التنموية، في محاولة للارتقاء بالمجتمع والأسرة المصرية.
مؤسسة «إنتي الأهم»، اختارت الدكتورة غادة، شخصية عام 2015، مشيدة بالحملة التي دشنتها تحت عنوان «بلاش تجرحوها»، لمحاربة ختان الإناث، بفعاليات جابت القرى والنجوع، وحملات توعوية، بالمخاطر النفسية التي تصاب بها الفتاة المصرية، جراء هذه العادة السيئة.
وقالت المؤسسة في بيانها: «في يوم المرأة العالمي نفتخر بإنجازات الست المصرية اللي قدرت تثبت نفسها في المجتمع ولسه بتكافح عشان توصل للي هي عايزاه، إنتي الأهم بتقولك أن وراء كل ست عظيمة نفسها، قوة شخصيتها، قوة إرادتها، قوة طموحه».
وتابع البيان:«الدكتورة غادة عبد الرحيم على هي نموذج الست المصرية اللي سابت بصمتها في مجتمعنا ولسه مكملة، الدكتورة غادة عبد الرحيم على هي أصغر مدير عام في مؤسسة صحفية هي "البوابة نيوز"، أسست حملة لدعم الشباب وتنمية المجتمع اسمها، "ولادها سندها"، وكمان أسست حملة "ستات مصر ب100 راجل"، لتشجيع بنات وستات مصر وحملة "بلاش تجرحوها" لمواجهة ختان الإناث». 

وتعد «غادة»، مثال للمرأة الناجحة، والقدوة لكل نساء العالم العربي، فكونها مدرس مساعد بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة، التي تحتاج منها وقت كبير للتفرغ لمسيرتها الأكاديمية، إلا أن إصرارها على خدمة مجتمعها، واهتمامها الخاص بقضايا المرأة بل المجتمع المصري ككل، دفعها لتدشين مبادرة لدعم الابتكار وتشجيع الشباب على الإبداع والمشاركة بفاعلية في تحقيق التنمية المستدامة لمصر، أطلقت عليها «ولادها سندها».

لعل اسم المبادرة، يحمل بين طياته صورة ذهنية واضحة، عن الشخصية العبقرية للدكتورة غادة، وكيف تسير خارج السرب، وإصرارها على خدمة وطنها، وتقديم نموذج فريد في العمل المجتمعي، وتمكنت من خلاله في إلقاء الضوء على عدد من النماذج الشبابية المبدعة، ودعمت أفكارهم، ولازالت تدفع بهم، بإيمان واضح، بأن العنصر البشري هو الركيزة الرئيسية لأي نمو حقيقي لأي دولة.

هذا بالإضافة لكونها نائب مدير مركز تنمية الموهبين والمبدعين بجامعة بني سويف، و رئيس الابتكار في الأمم المتحدة لشمال إفريقيا، و عضو مجلس أمناء مؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة.

قاطرة «غادة» لم تتوقف عند هذا الحد، بل جابت القرى والنجوع في ربوع مصر، بحملات توعوية، لمكافحة ظاهرة «ختان الإناث»، وشاركت في العديد من الفاعليات والأطروحات، إيمانا منها بأهمية القضاء على تلك الجريمة التي ترتكب وسط صمت مجتمعي، وأطلقت على حملتها اسم «بلاش تجرحوها».

«مواجهة التحرش»، تصدر أيضا أولويات «غادة»، ودشنت حملة تحت اسم «ستات مصر بـ 100 راجل»، ونظمت عشرات الوقفات الاحتجاجية، في ميادين القاهرة، تطالب بتوقيع أقصى عقوبة على المتحرشين.

الأعمال الخيرية لم تكن بعيدة، عنها، فهي نائب مجلس أمناء مؤسسة «بوابة الخير»، وساهمت عن طريقها، في تجهيز عدد كبير من الفتيات الأيتام، ونظمت عدد من الدورات التثقيفية للارتقاء بالمرأة، والتعريف بحقوقها.

 «غادة»، مثال لفكر وإبداع المرأة المصرية، وقدرتها، على مجابهة الرجال، وخدمة وطنها، لذا استحقت لقب «المرأة الأهم» في مصر لعام 2015.