السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

وزير السعادة المصري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أن سمعنا عن تعيين إحدى الدول وزيرا للسعادة، سمعنا كثيرا من التعليقات والسخرية على أوضاعنا، واقتراحات كثيرة بعمل وزارات بأسماء مختلفة، وكلها تعكس سخرية الناس على أوضاعهم، فنحن لا نفكر أبدا فى الحلول ولكننا دائما وأبدا نضع رءوسنا داخل المشكلة فلا نرى غيرها.
أما أنا، ففكرت للحظات ليست بكثيرة.. ما المهام المثلى لوزير السعادة المصرى فى حالة التفكير فى تعيين أحد الأكفاء لتلك الوزارة، ولم يأت لذهنى سوى مهمة رئيسية واحدة أعتقد أنها ستؤدى إلى جزء كبير من السعادة. 
إلغاء الإنترنت فى مصر، وقفل جميع التطبيقات على الهواتف المحمولة لتصبح فقط لإرسال واستقبال المكالمات، لنعود مرة أخرى لبعضنا البعض، ونرمى خلفنا ما سيطر علينا وعلى عقولنا، ونتحرر من إدمان تلك الأشياء التى تجعل من الحياة مجرد شاشة، ونحن أسرى تلك التطبيقات، وأطفالنا لا يتعلمون إلا ما تفرضه عليهم تلك الثقافات المشوهة.
لم نبذل أى مجهود لنتعلم ما يفرض علينا، ونفكر فى منع أو طرح تلك الأفكار، فتولد جيلا مشوها وننتظر أجيالا أكثر تشويها. 
نسينا موروثاتنا، وبالتالى لن نورثها لأبنائنا، وتركناهم أسرى لمن لا يريد لهم خيرا ولن يرينا فيهم أملا.
لن تأت السعادة ونحن كالكائن الذى يحمل أسفارا.
كان هناك رجلان يمران عبر بوابة الجمارك فى أحد المطارات، كان الرجل الأول يابانيًا، ويحمل حقيبتين كبيرتين.
بينما كان الثانى بريطانيا، وكان يساعد اليابانى على المرور بحقائبه عبر بوابة الجمارك.
عندها رنت ساعة اليابانى بنغمة غير معتادة، ضغط الرجل على زر صغير فى ساعته، وبدأ فى التحدث عبر هاتف صغير للغاية، موجود فى الساعة...
أصيب البريطانى بالدهشة من هذه التكنولوجيا المتقدمة!
وعرض على اليابانى ٥٠٠٠ دولار مقابل الساعة، ولكن اليابانى رفض البيع.
استمر البريطانى فى مساعدة اليابانى على المرور بحقائبه عبر الجمارك.
بعد عدة ثوان، بدأت ساعة اليابانى ترن مرة أخرى!
هذه المرة، فتح الرجل غطاء الساعة، فظهرت شاشة ولوحة مفاتيح دقيقة، استخدمها الرجل لاستقبال بريده الإلكترونى والرد عليه!
نظر البريطانى للساعة فى دهشة شديدة، وعرض على اليابانى ٢٥٠٠٠ دولار مقابلها.
مرة أخرى، قال اليابانى إن الساعة ليست للبيع.
مرة أخرى، استمر البريطانى فى مساعدة اليابانى لحمل حقائبه الضخمة.
رنت الساعة مرة ثالثة، وفى هذه المرة استخدمها اليابانى لاستقبال فاكس.
هذه المرة، كان البريطانى مصمما على شراء الساعة.
وزاد من الثمن الذى عرضه حتى وصل إلى ٣٠٠،٠٠٠ دولار!
عندها، سأله الياباني، إن كانت النقود بحوزته بالفعل.
فأخرج البريطانى دفتر شيكاته، وحرر له شيكا بالمبلغ فورا!
عندها، استخدم اليابانى الساعة لنقل صورة الشيك إلى بنكه، وقام بتحويل المبلغ إلى حسابه فى سويسرا!
ثم خلع ساعته وأعطاها للبريطانى وسار مبتعدا.
«انتظر».
صرخ البريطانى!
«لقد نسيت حقائبك!».
رد اليابانى قائلا: «إنها ليست حقائبى، وإنما بطاريات الساعة!!».
...
كم مرة فى مجال العمل رأيت أو سمعت عن فكرة رائعة، ثم قمت باعتمادها فورا دون أن تفهم طريقة عملها بالفعل؟
...
فى أثناء الطفرة الكبيرة للإنترنت، كان الناس ينظرون إلى المدراء الذين لم يقوموا بتحويل شركاتهم إلى شركات إنترنت، على أنهم «دقة قديمة» وعنيدون ويهددون شركاتهم بالإفلاس!
وبعد ثلاث سنوات فقط، كان نفس المُدراء يُنظر إليهم على أنهم يتمتعون بتفكير استراتيجي، ورؤية عميقة وذوى عبقرية، وذلك لأنهم لم يتسرعوا وانتظروا حتى فهموا الإنترنت بشكل أفضل!.