يبدو أن هناك خطة ممنهجة لشغل الرأى العام عن الإنجازات التى يحققها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فكلما قام الرئيس برحلة ناجحة خارج مصر، أو افتتح مشروعات جديدة تجد مواقع التواصل الاجتماعى قد انشغلت بقضايا ثانوية تافهة، لكنها تتحول سريعا وخلال دقائق معدودة لتسيطر على الرأى العام، وتصبح قضية أساسية ومحور حديث الناس ليوم أو يومين على الأكثر، وقد تكرر هذا الأمر عدة مرات مما يدل على أن بعض الأيادى الخبيثة وراء ذلك، فهناك من يعمل على شغل الرأى العام بمعارك لا تعود بالنفع على أحد إلا على أنفسهم فقط، حيث ينجحون فى التعتيم على إنجازات الرئيس، ففى الوقت الذى كان فيه الرئيس يخطب فى البرلمان اليابانى فى سابقة لم تحدث لرئيس عربى عبر التاريخ، وفى الوقت الذى يعقد فيه الرئيس اتفاقيات مع الحكومة اليابانية فى مجال التعليم والاستثمار والتنمية، ويلتقى كبار رجال الأعمال وأصحاب الشركات العالمية كان الشعب المصرى يتحدث عن مسلسل توفيق عكاشة الذى بدأ بلقاء السفير الإسرائيلى، ثم واقعة الحذاء، ثم منعه من دخول الجلسات، ثم أخيرا التصويت على فصله من مجلس النواب، ولطول أحداث هذا المسلسل فإن الأيادى الخبيثة التى تحرك مواقع التواصل الاجتماعى استغلت الممثلة مريهان حسين لتجعلها بطلة لمسلسل جديد لشغل الرأى العام ولو لعدة ساعات، وقبل هذا بوقت ليس ببعيد، وفى اليوم الذى افتتح فيه الرئيس أكثر من ثلاثين مشروعا كان الفيس بوك يوجه الرأى العام إلى شخص مجهول، يدعى تيمور السبكى، ليجعله بطلا لفيلم جديد اسمه إهانة سيدات مصر، ومع أن الحلقة كانت قديمة للغاية وأذيعت قبل تداول هذا الفيديو المفبرك بشهور، إلا أن الضرورة اقتضت استعمالها فى اليوم الذى يفتتح فيه الرئيس كل هذه المشروعات، وذلك لغض النظر عما يفعله الرئيس، وكأن هؤلاء يجهزون فيديوهات ويتابعون نشاط الرئيس، فإذا علموا بأنه سيفتتح مشروعا جديدا أخرجوا إلينا الفيديو، وشغلونا به فى استغلال واضح لقوة تأثير مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت البديل العصرى لوسائل الإعلام الأخرى، وهم يستغلون أيضا ضعف الإعلام المصرى الحكومى الذى تم اغتياله عمدا فى ٢٠١١، وروجوا حوله الأكاذيب التى أنستنا أن التليفزيون المصرى هو من استضاف مجموعة من المعتصمين فى ميدان التحرير، وعرض رؤيتهم وعبر عن وجهة نظرهم وأجرى مناظرات بينهم وبين مؤيدى الرئيس مبارك، وأعتقد أن حلقات البيت بيتك ما زالت موجودة على اليوتيوب، وكذلك حلقات البرنامج الذى كانت تقدمه الإعلامية لميس الحديدى على إحدى قنوات النيل، وكانت تستضيف فيه بعض شباب التحرير الذين أطلقوا على أنفسهم لقب الثوار، وبالمناسبة، فإن ذاكرتى تأبى نسيان دخولى إحدى المصالح الحكومية فى ٢٠١١ لأشاهد شابا يعرف الجميع بأنه مرتش، وقد وضع لافتة صغيرة على صدره كتب عليها ثائر، وهؤلاء وغيرهم أصروا على قتل التليفزيون المصرى لصالح قناة الجزيرة وقتها، ومن ثم فإن التليفزيون المصرى لن يصدقه أحد مهما فعل، خاصة أن الحكومات المتعاقبة قامت بدفن الجهاز حين أصرت على إلغاء وزارة الإعلام فى وقت نحن فيه أحوج ما نكون إليها، وقد تسبب ذلك فى الحالة العشوائية التى نعيشها على الصعيد الإعلامى، وتحول ماسبيرو إلى مبنى للموظفين، فمن منا اليوم يشاهد التليفزيون المصرى؟ أو من منا يقرأ صحيفة مطبوعة من الصحف القومية، لقد أصبح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى هما المصدر الرئيسى للأخبار، وهما المنبع الذى يعتمد عليه جميع معدى برامج التوك شو، وبالتالى فإن ما يطرح على الفيس بوك صباحا نراه ليلا عبر برامج الفضائيات، ولذا فالرأى العام يتشكل فى النهاية من خلال الفيس بوك، وقد فهم أعداء استقرار مصر هذا الأمر، وقرروا استغلاله لصالحهم، فجهزوا الفيديوهات المفبركة وراحوا يعملون على تضخيم الحوادث الفردية لشغل الناس بأمور أخرى، مما يشعر الناس فى النهاية بأن شيئا لا يحدث على أرض الواقع، وبأن الرئيس لا يعمل، وهذا هو المطلوب، صحيح أن وفدا إعلاميا يغطى أنشطة الرئيس، ولكن أين من هذا الوفد نشطاء الفيس بوك ومواقع الإنترت المختلفة، لا شك أن الأمر يتطلب وجود كتائب إلكترونية لمجابهة الحملات المنظمة التى تهدف التعتيم على إنجازات الرئيس بفضائح وقضايا لا تفيد أحدا على الإطلاق، ويجب أيضا على معدى برامج التوك شو أن يبحثوا عن مصادر أخرى لبرامجهم بدلا من الاستسهال الذى يدفعهم للاعتماد على الفيس بوك، مما يحولهم دون وعى إلى قطع من الشطرنج التى يتم تحريكها واستغلالها لأهداف خبيثة.
آراء حرة
الرأي العام وإنجازات الرئيس
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق