تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
منذ نحو عشر سنوات عاش الإعلام والمصريون أيامًا وأسابيع مع «اشتغالة» تشبه «الاشتغالات» التى يعيشونها اليوم، عندما ادعى الممثل هشام عبدالحميد وزوجته أن فيلم «خريف آدم» الذى لعب هشام بطولته مرشح للأوسكار.. وسار على دربهما بقية صناع الفيلم وبقية المواطنين الصالحين «الوطنيين» الفخورين بوصول فيلم مصرى إلى العالمية، وهو ادعاء غير صحيح حقيقته أن قواعد الترشح للأوسكار تقول إن أى فيلم تم عرضه تجاريًا داخل الولايات المتحدة قابل للترشح للأوسكار، وتعبير «قابل للترشح» لا يعنى أنه رشح، وكل ما حدث أن زوجة الممثل استعانت ببعض أقاربها فى الولايات المتحدة للحصول على عدة ليالى عرض للفيلم فى دار عرض صغيرة، ثم روجت وزوجها أن الفيلم قد رشح للأوسكار.
ولما كنت من الذين يفضلون الحقيقة على أى شىء آخر حتى الوطن، أو بمعنى أدق من الذين يؤمنون بأنه لا قيمة ولا مستقبل لوطن يقبل أبناؤه بالأكاذيب ويعيشون عليها، لذلك انبريت لكشف خواء الأكذوبة ووقاحتها، وهو ما عرضنى لوصلات من الاتهامات والسباب، وعلى أقل تقدير للدهشة من تدخلى غير المرغوب فيه بين الكذابين والمكذوب عليهم، والطرفان سعداء ببعضهما مثل عريس وعروسة فى زواج مبنى على الباطل، كما لو كنت بلطجيًا اقتحم أحد الأفراح وضرب «كرسى فى الكلوب».
المهم أنه ذات مساء، بعد كتابتى للمقال الثالث أو الرابع حول الكذبة ومروجيها، تلقيت مكالمة تليفونية نسائية من رقم لا أعرفه، وبادرنى الصوت بوصلة «عنيفة» و«سوقية» من الشتائم، قبل أن أفهم أن المتصلة هى زوجة هشام عبدالحميد، وأذكر أنها سألتنى خلال المكالمة بجدية شديدة: «أخدت كام من إسرائيل علشان تهاجم الفنان هشام عبدالحميد؟»، فضحكت فى سرى وأجبتها ساخرا: «عايزة تعرفى الرقم بالمصرى ولا بالشيكل؟!».
وبما أنى أعرف أشياء عن الفنان وزوجته ليس من بينها على الإطلاق أنهما من الإخوان أو أنهما من المحافظين على الدين أو المتمسكين بالأخلاق أو حتى من أصحاب المواقف السياسية أصلًا.. لذلك أحب أن أوجه سؤالى اليوم للفنان وزوجته: «أخدتم كام من قطر علشان تبقوا إخوان؟».