يقف ملايين من الأقباط علي عتبة باب ممنوع فتحه، يتهافتون أن يدخلوا الأرض التي تمكث وراءه، لأنها مقدسة وفيها ممتلكات قبطية ومن حقهم أن يحافظوا عليها، يحلم ملايين من الاقباط الذهاب إلى القدس، مدينة المسيح الذي عاش فيها سنوات من عمره ومات فيها أيضا،
" انا نفسي أروح القدس " .. عبارة يتداولها كل مسيحي في مصر، كلمات يملأها الحسرة والضيقة، كلمات يشوبها الخوف من العقوبة الكنسية التي تهدد حياته الروحية.. انها عقوبة – في رأيي – ظالمة وقاسية ، فكان علي الكنيسة ان تحذر رعاياها من الذهاب الي القدس نظرا لخطورة الأمر علي حياتهم ، وتعلن عن وجهة نظرها في الأمر ، ولكن دون اصدار قرار بعقوبة من يخالف رأيها السياسي .. نعم وأوكد ان هذا القرار سياسي بحت ولا علاقة له بالشأن العقيدي والطقسي المسيحي ، وصدقوني ان كثير من الاقباط يخضعون الي رأي الكنيسة ولا يحتاجون الي قرارت ، ومن هنا أطلب من الكنيسة ان لا تصدر ممنوعات وحرمان في قضايا سياسية لا علاقة لها بالعقيدة المسيحية .
بالتأكيد ان زيارة البابا تواضروس الثاني الي القدس منذ شهور لمشاركته في صلاة الجنازة ودفن جثمان الانبا ابراهام مطران القدس السابق أعطت فاتحة امل لكل الاقباط ان يفتحوا باب القدس ويدخلون اليها مباركين ومصليين ، وبعد ان قام البابا بسيامة الانبا انطونيوس مطرانا جديدا علي القدس ، زاد الأمل وزادت مطالب الاقباط للذهاب الي القدس دون وجود عقوبة كنسية .
بداخلي إحساس قوي بان البابا تواضروس شخصيا ومن معه في الفكر ، لا يقتنعون بقرار المجمع المقدس بعقوبة الذهاب للقدس ، ويفكرون جيدا في كيفية طرح هذا الأمر من جديد علي اجتماعات المجمع المقدس في السنوات المقبلة .
بداخلي إحساس قوي ايضا أن اسرائيل لا تريد تحريك هذا القرار ، وترغب في ممانعة زيارة الاقباط للقدس ، لأنها ببساطة شديدة " لا تحب الكنيسة المصرية " وتحاول بشكل او باخر السيطرة علي ممتلكاتها في القدس كما فعلت مع غيرها .
بداخلي إحساس قوي ان اسرائيل نفسها " مكسوفة " من البابا تواضروس ان تقول له : " متخليش الشيطان يلعب في دماغك وتخلي الاقباط يروحوا القدس ويضيقونا " ..
ارسل الي قداسة البابا تواضروس هذه الكلمات .. أقول له : " لماذا يذهب الكهنة والاساقفة للقدس ورعاياك ممنوعين .. لماذا يذهب ملايين المسيحيين في العالم الي اورشليم والمصريين ممنوعين ؟! .. حذر رعاياك من الذهاب للقدس ولكن لا تمنعهم بالقوة ولا تهددهم بعقوبة ظالمة لا تخص عقيدتنا " .. فكّر فيها