تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
فى عام ٢٠١١ توفى ١٣ طفلا من جراء الفقر والبرد فى ولاية فقيرة جداً تدعى سانت كاترينا جنوب البرازيل إضافة إلى مئات العوائل الفقيرة والتى بدأت تعانى من انتشار الأمراض وتحولها إلى أوبئة.. خلال عام كامل لم تدع معلمة التربية البدنية «كاترينا مجليورينى» منظمة عالمية خيرية لم تناشدها من أجل إنقاذ بلدتها ومدينتها من آفة الفقر لكن جميع محاولاتها فشلت.. فى عام ٢٠١٢ وبعمر الـ٢٠ عاما أعلنت حسناء البرازيل عبر الإنترنت عن بيع عذريتها فى مزاد عالمى من أجل مساعدة الفقراء وبناء دور للسكن تأوى فيها أبناء مدينتها من حر الصيف وبرد الشتاء، أثار ذلك الخبر جدلاً كبيراً فى البرازيل وهجوماً عليها من الصحف.. بعد أسبوع واحد فقط بلغ عدد المشاركين فى المزاد العالمى ٨٩٠ رجل أعمال من كل أنحاء العالم.. دفع لها رجل عربى من الخليج مبلغ ١٥٠٠٠٠٠$ من أجل النيل بعذريتها ما أثار صدمة كبيرة لدى كاترينا خصوصاً أنها تزامنت مع وقع الأحداث السورية وزيادة المشردين السوريين من بلدهم.. فى اليوم التالى ألغت كاترينا المزاد ووجهت رسالة إلى رجل الأعمال العربى: «لو أنكم تفكرون ساعة واحدة من اليوم فى الفقراء بدل من عضوكم الذكرى لقضيتم على الفقر فى بلدانكم».
كاترينا اكتسبت شهرة واسعة حول العالم بسبب جمالها الخلاب وإنسانيتها المفرطة وأحرزت مئات الجوائز والتكريمات العالمية وتحولت إلى نجمة عالمية فى برنامج تليفزيون الواقع مقابل عقد على أن تتبنى الوكالة بناء جميع الدور السكنية ومساعدة الفقراء فى ولاية سانت كاترينا.
ومن البرازيل إلى مصر.. حيث تكشف قضايا الدعارة أن معظم أبطالها من الأثرياء العرب.. وكان آخرها منذ أيام قليلة لإحدى الفنانات والقوادين وفتيات الليل المحبوسين على ذمة القضية.. بينما المغاوير العرب الذين وجدتهم الشرطة فى ٤ شقق كأنهم «فص ملح وداب» ومعهم الواقى الذكرى لكل مغوار منهم.
ولا يقتصر أمر المغاوير العرب على تلبية احتياجات النص التحتانى.. ففى تقرير الثراء العالمى لعام ٢٠١٤ والمنشور على موقع «العربية نت» نجد أن بعض الأثرياء الخليجيين يفضلون شراء أشياء تكون نادرة أو وحيدة خلال العرض، مشيرا إلى أن رجلا ثريا خليجيا اشترى ساعة «ليميتد إديشن» من العاصمة البريطانية لندن بقيمة ٥ ملايين جنيه إسترلينى، وكانت الوحيدة من نوعها.
وقال التقرير «إن ثريا خليجيا أنفق وحده فى سفرية واحدة ٦ ملايين جنيه إسترلينى على هدايا من متجر «هارودز» الشهير، والمفضل لدى الأثرياء العرب وغيرهم من الأجانب».
ونشر التقرير عددا من حكايات أثرياء الخليج، مثل تناول عشاء مع نجم هوليوودى أو شخصية شهيرة أو ممثلة مقابل مبالغ ضخمة، وهو أمر ليس وليد هذه الفترة، فقد قيل إن ثريا فى منتصف الثمانينيات أحضر عددا من نجوم هوليوود مقابل ملايين الدولارات.
ولم يقف التقرير عند شراء الساعات والهدايا، بل إلى هوس البعض بشراء بعض الحيوانات النادرة، ومنها شراء «تيس» بـ١٣ مليون ريال، باعتبار أن التيس من سلالة نادرة، فى ما اشترى ثرى آخر حوض استحمام بـ٦ ملايين دولار، كونه مصنوعا من الحجر النادر «كايجو»، بينما اشترى ثرى آخر قطعة من ملابس لاعبة التنس الشهيرة آنا كونيكوفا بـ٣٠ ألف دولار.
والحكايات تطول فى هذا الشأن، حيث سلط التقرير الضوء على عشق الأثرياء لشراء كل ما هو نادر وباهظ فى السعر وإن لم يكن أمرا أساسيا فى الحياة، بل قد تكون بعض الحاجيات غير ضرورية بالمرة، وتركن على الرفوف.
وانتهى التقرير بقيام أحد الأثرياء العرب بإنفاق ما يتعدى ٥٠ ألف دولار مقابل الحصول على «آيباد» مطلى بالذهب ومرصع بالأحجار والبلاتين.
وفى تقرير آخر ذكر موقع شئون خليجية أنه مع تدفق ملايين اللاجئين السوريين بعدة دول عربية وأجنبية وافتقارهم إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة، وموتهم بقوارب الموت وعلى الحدود وفى الشاحنات، يتصاعد التساؤل حول دور أثرياء الخليج من أصحاب المليارات فى تخفيف معاناة اللاجئين، ومحاولة تقديم الدعم للدول المضيفة سواء بشكل شخصى أو عبر مؤسسات إغاثة ومؤسسات المجتمع المدنى والجهات المعنية بالأمم المتحدة، وبينما يتصدر كل يوم ملياردير خليجى قائمة أبرز أثرياء العالم، مع تزايد قائمة الموتى السوريين جوعا أو غرقا أو بردا.
وفى أحدث إحصاءات حصر وترتيب الأثرياء، أعلنت مجلة «فوربس» المهتمة بشئون المال والأعمال قائمة أثرياء العالم «مليارديرات عام ٢٠١٦»، ومن ضمنهم أثرياء السعودية، حيث تضمنت القائمة ٦ من الأثرياء، بأسمائهم وثروتهم والترتيب العالمى لهم على قائمة فوربس لأثرياء العالم:
الأمير الوليد بن طلال وتبلغ ثروته ١٧.٣ مليار دولار ويحتل المركز ٤١ عالميًا، محمد العمودى وتبلغ ثروته ٨.٣ مليار دولار ويحتل المركز ١٣٨ عالميًا، الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير وتبلغ ثروته ٣.٤ مليار دولار ويحتل المركز ٤٧٧ عالميًا، محمد العيسى وتبلغ ثروته ٢.٣ مليار دولار ويحتل المركز ٧٧١ عالميًا، صالح كامل وتبلغ ثروته ١.٩ مليار دولار ويحتل المركز ٩٥٩ عالميًا، وعبدالله الراجحى وتبلغ ثروته ١.٤ مليار دولار ويحتل المركز ١٢٧٥ عالميًا.
وتبرز القائمة من الإمارات الثرى عبدالله بن حمد الغرير بثروة مقدارها ٤.٩ مليار، وماجد الفطيم من الإمارات أيضا بثروة ٥ مليارات دولار، وحسين السويجى بثروة ٣.٢ مليار، وحل عبدالله الفطيم فى المرتبة الـ٥٤٩، بثروة تقدر بقيمة ٣٠١ مليار.
كذلك صنف تقرير عالمى الأمير السعودى الوليد بن طلال، ضمن أكثر ١٠ أغنياء تأثيراً فى السلطة السياسية للعام ٢٠١٤، وذكر تقرير نشره موقع بروكنجز «Brookings» العالمى، أنه «وفقاً للمؤشر السنوى فإن رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، الأمير الوليد بن طلال، صنف ضمن الميليارديرات الـ١٠ الأكثر تأثيراً فى السلطة السياسية للعام ٢٠١٤».
وحلت الكويت فى المركز الرابع فى قائمة «فوربس» لأغنى أغنياء العرب بـ٥ أثرياء، جاء معظمهم من أسرة الخرافى الشهيرة، وفى المركز السادس حلت سلطنة عمان بـ٢ من أصحاب المليارات.
وكشف التقرير أن ثروات ٤٠ ملياردير عربى ينتمون إلى ٨ دول عربية، وتبلغ فى مجملها ١٤٦.١ مليار دولار، تعادل تقريبا الموازنات العامة لـ١١ دولة عربية مجتمعة.
وبرغم تفاقم أزمة اللاجئين السوريين لم يتبلور تجاهها بحسب مراقبين حتى الآن دور واضح للأعمال الإغاثية والتطوعية من قبل أثرياء دول الخليج بالشكل المرجو، فى ٤ سبتبر ٢٠١٥ قالت منظمة دولية إن الحرب فى سوريا المستمرة منذ ما يزيد على ٤ سنوات، تسببت حتى الآن بتشريد أكثر من ١١ مليون سورى، داخل البلاد وخارجها، وأوضحت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى إحصائية لها، نشرتها وكالة فرانس برس، أن عدد اللاجئين السوريين فى دول الجوار ارتفع إلى أكثر من ٤ ملايين لاجئ، الغالبية العظمى منهم فى تركيا.. أما فى الداخل السورى، فقد بلغ عدد المشردين من قراهم ومدنهم جراء الحرب، ٧.٢ مليون لاجئ.
وفى مقابل تراجع الاهتمام بالسوريين من الأثرياء والفنانين والنجوم العرب برزت نماذج غربية مهتمة بهم على سبيل المثال.. كشفت وسائل الإعلام الألمانية أن توماس مولر، لاعب المنتخب الألمانى ونادى بايرن ميونخ، تبرع بـ٧٣٠ ألف إسترلينى من أجل مساعدة اللاجئين السوريين.
وكشفت وسائل إعلام إسبانية، أن عددا من اللاعبين بنادى ريال مدريد وهم: جاريث بيل، وكريستيانو رونالدو، وكريم بنزيمة، ولوكا مودريش تبرعوا بـ ٧٥٠ ألف إسترلينى أيضًا للاجئين السوريين فى ألمانيا.
كما أعلنت اللجنة الأوليمبية الدولية عن تبرعها بمبلغ مليون و٣٠٠ ألف إسترلينى من أجل إعانة الفارين من الحرب.. ويتوافد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى أوروبا، ولا سيما ألمانيا، حيث يفشل البعض ويغرق المئات من الأطفال والنساء أثناء محاولتهم عبور البحر.
وكانت قد تبرعت بوصفها سفيرة النوايا الحسنة فى مفوضية الأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين النجمة أنجيلينا جولى بـ١٠٠ ألف دولار أمريكى لمساعدة اللاجئين السوريين.
ومازلنا نغنى.. أحرار يا عرب أحرار.