تلقيت فجر الأربعاء، اتصالا هاتفيا من أهل مريض يستغيثون بشدة إثر أزمة قلبية وضيق تنفس تملكت والدهم وعلى الفور توجهوا لأقرب مستشفى لهم جرجا العام "الأميري" والتي تعمل بنصف طاقتها بسبب إنها تحت التطوير منذ 7 أعوام، وكالعادة الطبيب نائم والتمريض خارج نطاق الخدمة والمريض يعاني وأبنائه يصرخون هذا المشهد ليست بجديد فهو متكرر داخل مستشفيات وزارة الصحة يوميًا، ولم يتم إنقاذ المريض الا بعد أن توجه ابنه لأقرب صيدلية وأحضر له كل مستلزمات العلاج.
الجديد في هذا الأمر حينما تواصلت مع الدكتور يسري بيومي وكيل وزارة الصحة والسكان بالمحافظة والذي وعد بالاتصال بمدير المستشفى ولكن لا نتيجة بسبب أن الوقت كان متأخرا ولكن "سلمت أمري لله ونمت"، وحينما استيقظت كالعادة 8 صباحا وفي أذني صراخ وعويل أبناء المريض المتواصل.. كان بداخلي طاقة سلبية تكفي لتدمير جبل بأكمله وبداخلي تساؤل ولوم لوكيل وزارة الصحة بسوهاج ولمحافظ سوهاج الدكتور ايمن عبدالمنعم بسبب عدم سعيهم لتطوير المنظومة الصحية في المحافظة الأكثر فقرًا بمصر "سوهاج" وبالفعل اتصلت صباح الأربعاء بمحافظ سوهاج وجاء نص المكالمة كالتالي:
صباح الخبير معالي المحافظ.
صباح الخير اهلًا مين معايا
عرفته بنفسي
اؤمرني
في شكوى من مستشفى جرجا العام وقصصت له ما جرى تفصيلًا وكان رد المحافظ غير متوقع بالمرة حيث قال لي..
أستاذ ضياء حضرتك في القاهرة انت أقرب مني للوزير "والنبي تقول له انزل شوف مستشفياتك الخربانة "
كان الرد صادمًا للغاية جعلني أقول شكرًا سيادة المحافظ وأغلقت الهاتف، مرت ساعة ولم أتحدث نهائيًا جراء الرد الغير متوقع وأجريت اتصالا آخر بقيادة في وزارة الصحة لاطلاعه على ما جرى تفصيلا حتى يكون هناك تحرك إلا إن ردة كان صادمًا أيضًا "اكتب اللي قالة لك المحافظ في خبر أستاذ ضياء واحنا نبقى نرد علية رسمي".
وفي نهاية الواقعة دار في عقلي عده تساؤلات اهمها هل محافظ سوهاج ووزير الصحة مسئولان في حكومة واحدة ؟!!، إلى متى سيكون العلاج هو الأمر الأكثر معاناة بالنسبة للمصريين.
بهذه المناسبة الغير سعيدة اتمني أن يقع هذا المقال البسيط تحت يد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأن يطلع على تفاصيله أن أراد، فأنا أثق أنه في الوقت الذي يقوم به الرئيس بجولة أسيوية للنهوض بمصر، يوجد مسئولين مصريين ليست على قدر الحدث وليست على قدر متطلبات المصريين فأنا على ثقة أن الرئيس في ظل وجود هؤلاء المسئولين لن يجني سوى فقدان الثقة من قبل الطبقة البسيطة.