أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن حفلات عبادة الشيطان (إن وجدت)، ولكن.. هناك حقائق يجب أن تكون معلومة، وهى حقائق لا شك فيها ولا قولان بل قول واحد.
١ - الموسيقى بريئة من الأيديولوجيات ومن الإيمان أو الكفر (والعياذ بالله) ومن الأدب أو قلته أو الإباحية أو أى أيديولوجية أخرى، فلا يوجد عندنا نوت موسيقية مؤمنة أو كافرة، ولا مؤدبة أو قليلة الأدب... أو إباحية.
٢ - ليس كل من لبس أسود هو شيطان أو يدعو إلى عبادته (والعياذ بالله)، وإن كنت قد أوعزت إلى كل شاب من شباب المطربين أن يتخلص من أى ملابس سوداء.
٣ - للجيتار الكهربائى بدالات لتغيير صوته، فهناك «الواوا» و«الكراى بيبى» و«الفاز» و«الديستورشن» و«الميتال»، والميتال هو المعدن، وقد نقول إن هذا المطرب صوته معدنى أو نحاسى وهو أيضا معدن، و«الباور جيتار» عندما يضاف إليه البدال الذى يجعل صوته معدنيا يعجب الشباب بل وكل الفئات المختلفة، فمعظم الأغانى الآن تستخدم فى الألحان المصاحبة للحن الأساسى صوت الميتال جيتار الذى يضاف إليه «الساستين»، ويمكنك الاستماع إليه فى كل الأغانى الحديثة.
٤ - عازف الجيتار الأمريكى الأسمر الشهير «جيمى هاندريكس» استخدم «البلاك ميتال» فى عزف السلام الجمهورى الأمريكى فى إحدى حفلاته بطريقة مشوهة، وقد قال إنه لا يشرفه أن ينتمى إلى دولة تبعث بجيوشها إلى دولة بعيدة جدا وهى فيتنام، وتقتل الشعب الفيتنامى ويقتل من الجنود الأمريكان، لا لسبب إلا أن يغتنى بعض تجار السلاح وأصحاب مصانعه، والبلاك هنا مصطلح سياسى، ففى أمريكا إذا لم تكن لا جمهوريا ولا ديمقراطيا فأنت بلاك أى رافض، ثم بعد أن عزف هاندريكس السلام الأمريكى مشوها حطم جيتاره ورمى بأجزائه إلى الجمهور معتزلا الفن تماما، وأظن أنك معى يا عزيزى القارئ فى أن هذه دعوة إنسانية سامية، فالمجتمع المدنى يجب أن يقف ضد الحروب إلا فى الدفاع عن الحدود والوطن.
٥ - اتصل بى الأستاذ نادر، وهو من قام بهذه الحفلات- حفلات الميتال- مع مجموعة من العازفين الأجانب، وقال لى إن نقابة المهن الموسيقية لم توقف الحفل بل منعت إقامة حفلين آخرين، وأنا ضد وقف الحفلات لأن مهمة النقابة هى إقامة الحفلات حتى يعمل الموسيقيون، ولكنى مع منع الحفلات التى لم تستوف شروط النقابة، مثل عدم أخذ التصاريح المناسبة للأجانب، أو لأن كلمات الأغانى لم تأخذ تصريحا من الرقابة على المصنفات الفنية (وزارة الثقافة)، أو لأن الفيزا سياحية وليست للعمل (وزارة الداخلية)، ولكنى كما أوضحت ضد وقف حفل لأن الجمهور الذى دفع ثمن التذكرة هو المضار الأول، ولأن الوقف يعطى فرصة للميديا العالمية للحديث عن أن مصر تمنع نوعا من أنواع الموسيقى، وأن مصر غير مستقرة فقد تدفع ثمن التذكرة ولا تستمتع بكامل ما دفعته.
٦ - ولأن النقيب شخصيتان، فهو كفنان مصرى يلقب بأمير الغناء العربى، ولأن شخصيته الفنية تفيد النقابة فائدة عظيمة، فمن لا يتمنى لقاء الفنان الكبير هانى شاكر، وفى هذا تسهيل كبير للنقابة فى طلباتها وأعمالها، ولأنه له شخصية أخرى، فهو على خلق ويمتاز بسماحة قلما تجدها، فأطالبه بألا يتخلى عن فنه ولا عن نقابته، وإذا خير فليختار فنه.